عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق

 

باب الاعتقاد في العلوية

 

- العلوية (آل رسول الله) ومودتهم واجبة لأنها أجر النبوة

- الصدقة على العلوية (آل رسول الله) محرمة لأنها أوساخ أيدي الناس وطهارة لهم إلا صدقتهم لإمائهم وعبيدهم وصدقة بعضهم على بعض

- الزكاة تحل للعلوية (آل رسول الله) اليوم عوضا عن الخمس لأنهم قد منعوا منه

- المسيء من العلوية (آل رسول الله) عليه ضعف العقاب والمحسن منهم له ضعف الثواب

- العلوية (آل رسول الله) بعضهم أكفاء بعض

- الاعتقادات - الشيخ المفيد  ص 111، 113:

قال الشيخ رضي الله عنه: اعتقادنا في العلوية أنهم آل رسول الله، وأن مودتهم واجبة، لأنها أجر النبوة. قال عز وجل: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

والصدقة عليهم محرمة، لأنها أوساخ أيدي الناس وطهارة لهم، إلا صدقتهم لإمائهم وعبيدهم، وصدقة بعضهم على بعض. وأما الزكاة فإنها تحل لهم اليوم عوضا عن الخمس، لأنهم قد منعوا منه.

واعتقادنا في المسيء منهم أن عليه ضعف العقاب، وفي المحسن منهم أن له ضعف الثواب.

وبعضهم أكفاء بعض، لقول النبي صلى الله عليه وآله حين نظر إلى بنين وبنات علي وجعفر ابني (أبي) طالب: "بناتنا كبنينا، وبنونا كبناتن". وقال الصادق عليه السلام: "من خالف دين الله، وتولى أعداء الله، أو عادى أولياء الله، فالبراءة منه واجبة، كائنا من كان، من أي قبيلة كان".

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية: "تواضعك في شرفك أشرف لك من شرف آبائك".

وقال الصادق عليه السلام: "ولايتي لأمير المؤمنين عليه السلام أحب إلي من ولادتي منه". وسئل الصادق عليه السلام عن آل محمد، فقال: "آل محمد من حرم على رسول الله نكاحه". وقال الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.

وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} فقال: "الظالم لنفسه منا من لا يعرف حق الإمام، والمقتصد العارف بحق الإمام، والسابق بالخيرات بإذن الله هو الإمام". وسأل إسماعيل أباه الصادق عليه السلام، فقال: ما حال المذنبين منا؟ فقال عليه السلام: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}. وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام في حديث طويل: "ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب الخلق إلى الله أتقاهم له وأعملهم بطاعته. والله ما يتقرب إلى الله عز وجل ثناؤه إلا بالطاعة، ما معناه براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة. من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو. لا تنال ولايتنا إلا بالورع والعمل".

وقال نوح عليه السلام: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}.

وسئل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} قال: "من زعم أنه إمام وليس بإمام" قيل: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: "وإن كان علويا فاطمي". وقال الصادق عليه السلام: "ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المطمر". قيل: فأي شئ المطمر؟ قال: "لذي تسمونه التر، فمن خالفكم وجازه فابرؤوا منه وإن كان علويا فاطمي". وقال الصادق عليه السلام لأصحابه في ابنه عبد الله: "إنه ليس على شيء مما أنتم عليه، وإني أبرأ منه، برئ الله منه".