عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق
- الاعتقادات - الشيخ المفيد ص 71، 72:
قال الشيخ رضي الله عنه: اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات اسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض، أو أمر، أو نهي.
فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض، وكان قد قصر في ذلك الفرض، حبس عندها وطولب بحق الله فيها. فإن خرج منه بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه، نجا منها إلى عقبة أخرى.
فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة، ويحبس عند كل عقبة، فيسأل عما قصر فيه من معنى اسمها. فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء، فحيي حياة لا موت فيها أبدا، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبدا، وسكن جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده.
وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه، فلم ينجه عمل صالح قدمه، ولا أدركته من الله عز وجل رحمة، زلت قدمه عن العقبة فهوى في جهنم نعوذ بالله منها.
وهذه العقبات كلها على الصراط. اسم عقبة منها: الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهم السلام فمن أتى بها نجا وجاز، ومن لم يأت بها بقي فهوى، وذلك قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}.
واسم عقبة منها: المرصاد، وذلك قوله تعالى. {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. ويقول تعالى: "وعزتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم". واسم عقبة منها: الرحم. واسم عقبة منها: الأمانة. واسم عقبة منها: الصلاة.
وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل.