عقائد الشيعة الإمامية / الشيخ الصدوق

 

باب الاعتقاد في التناهي عن الجدل والمراء في الله عز وجل وفي دينه

 

- الجدل في الله تعالى منهي عنه لأنه يؤدي إلى ما لا يليق به

- الجدل في جميع أمور الدين منهي عنه

- الاحتجاج على المخالفين بقول الأئمة أو بمعاني كلامهم لمن يحسن الكلام مطلق وعلى من لا يحسن محظور محرم

- الاعتقادات - الشيخ المفيد  ص 42، 43:

قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله: الجدل في الله تعالى منهي عنه، لأنه يؤدي إلى ما لا يليق به.

وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزو جل: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} قال: "إذا انتهى الكلام إلى الله تعالى فأمسكو".

وكان الصادق عليه السلام يقول: "يا بن آدم، لو أكل قلبك طائر ما أشبعه، وبصرك لو وضع عليه خرق أبرة لغطاه، تريد أن تعرف بهما ملكوت السموات والأرض: إن كنت صادقا فهذه الشمس خلقا من خلق الله، إن قدرت أن تملأ عينك منها فهو كما تقول".

والجدل في جميع أمور الدين منهي عنه.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "من طلب الدين بالجدل تزندق".

وقال الصادق عليه السلام: "يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون، إن المسلمين هم النجباء".

فأما الاحتجاج على المخالفين بقول الأئمة أو بمعاني كلامهم لمن يحسن الكلام فمطلق، وعلى من لا يحسن فمحظور محرم.

وقال الصادق عليه السلام: "حاجوا الناس بكلامي، فإن حاجوكم كنت أنا المحجوج لا أنتم".

وروي عنه عليه السلام أنه قال: "كلام في حق خير من سكوت على باطل". وروي أن أبا هذيل العلاف قال لهشام بن الحكم: أناظرك على أنك إن غلبتني رجعت إلى مذهبك، وإن غلبتك رجعت إلى مذهبي.

فقال هشام: ما أنصفتني! بل أناظرك على أني إن غلبتك رجعت إلى مذهبي، وإن غلبتني رجعت إلى إمامي.