عقائد الشيعة الإمامية | الشيخ المفيد | المقنعة

 

المقنعة

للشيخ المفيد

 

محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى 413 ه‍. ق

 

 

كتاب الأنساب والزيارات

 

 

 [ 1 ] باب نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وتاريخ مولده، ووفاته، وموضع الشريف عليه الصلاة والسلام

رسول الله صلى الله عليه وآله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، سيد المرسلين، وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله الطاهرين، كنيته أبو القاسم. ولد بمكة، يوم الجمعة، السابع عشر من ربيع الأول في عام الفيل. وصدع بالرسالة في اليوم السابع والعشرين من رجب، وله عليه السلام أربعون سنة. وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر، سنة عشر من هجرته، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب. وقبره صلى الله عليه وآله بالمدينة في حجرته التي توفي فيها، و كان قد أسكنها في حياته عايشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة، فلما قبض صلى الله عليه وآله اختلف أهل بيته ومن حضر من أصحابه، في الموضع الذي ينبغي أن يدفن فيه: فقال بعضهم: يدفن بالبقيع. وقال آخرون: يدفن في صحن المسجد. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله تعالى لم يقبض نبيه عليه السلام إلا في أطهر البقاع، فينبغي أن ندفنه في البقعة التي قبض فيها. فاتفقت الجماعة على قوله، ودفن في حجرته على ما ذكرناه.

[ 2 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روي عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من زارني بعد موتي كان كمن هاجر إلي في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إلي بالسلام، فإنه يبلغني. وقال عليه السلام: من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة. ومن أتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة. وقال عليه السلام: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة. وسئل الصادق عليه السلام فقيل له: ما لمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: من زاره كان كمن زار الله تعالى في عرشه. وأقول: إن معنى هذا المثل هو: أن زائره عليه السلام له من المثوبة والأجر والتعظيم والتبجيل في يوم القيامة كمن رفعه الله تعالى إلى سمائه، وأدناه من عرشه الذي تحمله الملائكة، وأراه من خاصة ملكه ما يكون به توكيد كرامته. وليس هو على ما تظنه العامة من مقتضى التشبيه.

 

[ 3 ] باب مختصر زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله

 إذا أردت زيارته صلى الله عليه وآله فاغتسل، والبس أنظف ثيابك، وقف عند قبره عليه السلام، و اجعل وجهك تلقاء وجهه - والقبلة بين كتفيك - وقل: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك قد نصحت لأمتك، وجاهدت في سبيل ربك وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته. اللهم صلى على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد. ثم قف بالروضة، وزر فاطمة عليها السلام، فإنها هناك مقبورة. فإذا أردت زيارتها فتوجه إلى القبلة في الروضة، وقل: السلام عليك يا رسول الله، السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة. السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله، السلام عليك أيتها البتول الشهيدة الطاهرة، لعن الله من ظلمك، ومنعك حقك، ودفعك عن إرثك، و لعن الله من كذبك، وأعنتك، وغصصك بريقك، وأدخل الذل بيتك، ولعن الله أشياعهم، وألحقهم بدرك الجحيم. صلى الله عليك يا بنت رسول الله، وعلى أبيك، وبعلك، وولدك الأئمة الراشدين " عليك وعليهم السلام " ورحمة الله وبركاته. ثم ارفع يديك، وادع بما بدا لك، ثم صل في المسجد ركعتين لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وصل بعدهما ما بدا لك، وادع بما شئت إن شاء الله تعالى.

[ 4 ] باب وداع رسول الله صلى الله عليه وآله

فإذا أردت الانصراف من زيارته عليه السلام فقف على قبره - كوقوفك في أول الزيارة - وقل: السلام على رسول الله، محمد بن عبد الله، خاتم النبيين اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك صلى الله عليه وآله، فإن توفيتني قبل ذلك فإنني أشهد في مماتي على ما أشهد عليه في حياتي: أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله، اللهم لا تجعل زيارتي هذه آخر العهد من زيارة رسولك، وارزقني زيارته أبدا ما أحييتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه، واجمع بيني وبينه في جنات النعيم يا أرحم الراحمين.

 

[ 5 ] باب نسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

 و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته، الإمام العادل، والسيد المرشد، والصديق الأكبر، سيد الوصيين، كنيته أبو الحسن. ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة. وقبض " عليه السلام " قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، وله يومئذ ثلاث وستون سنة. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. وهو أول هاشمي في الإسلام من هاشميين. وقبره بالغري من نجف الكوفة.

[ 6 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله: أنه قال: من زار عليا بعد وفاته فله الجنة. وقال الصادق عليه السلام: إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين عليه السلام، فلا تكن عن الخير نواما. وقال الصادق عليه السلام: من ترك زيارة أمير المؤمنين عليه السلام لم ينظر الله إليه، ألا تزورون من تزوره الملائكة والنبيون عليهم السلام إن، أمير المؤمنين عليه السلام أفضل من كل الأئمة، و له مثل ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا.

[ 7 ] باب مختصر زيارته عليه السلام

تأتي مشهده - وأنت على غسل - فتقف على القبر، وتستقبله بوجهك: تجعل القبلة بين كتفيك - كما فعلت في زيارة النبي صلى الله عليه وآله - وتقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا خليفة رسول رب العالمين، أشهد أنك قد بلغت عن رسول الله صلى الله عليه وآله ما حملك، وحفظت ما أستودعك، وحللت حلال الله، وحرمت حرام الله، وتلوت كتاب الله، وصبرت على الأذى في جنب الله، محتسبا حتى أتيك اليقين، لعن الله من خالفك، ولعن الله من قتلك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم براء. ثم انكب على المقبر، وقبله، وضع خدك الأيمن عليه، ثم الأيسر. وتحول إلى عند الرأس فقف عليه، وقل: السلام عليك يا وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء، أشهد لك يا ولي الله بالبلاغ والأداء، أتيتك بأبي أنت وأمي زائرا عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، متقربا إلى الله بزيارتك في خلاص نفسي، وفكاك رقبتي من النار، وقضاء حوائجي للآخرة والدنيا، فاشفع لي عند ربك، صلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته. قبل القبر، وضع خديك عليه، وارفع رأسك، وصل ست ركعات، وسلم في كل اثنتين منها، وادع بما أحببت إن شاء الله. ثم تحول إلى عند الرجلين، وقل: السلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته. وادع هناك بما أحببت إن شاء الله.

[ 8 ] باب وداع أمير المؤمنين عليه السلام

تقف على القبر كوقوفك عليه عند ورودك إليه - وتقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة وليك، وارزقني العود إليه أبدا ما أحييتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه ومع ذريته الأئمة الراشدين. ثم ادع بما أحببت إن شاء الله.

 

[ 9 ] باب نسب الحسن بن علي عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

و الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام الزكي، سيد شباب أهل الجنة صلى الله عليه كنيته أبو محمد. ولد بالمدينة في شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة. وقبض عليه السلام مسموما بالمدينة في صفر سنة تسع وأربعين من الهجرة، فكان سنه عليه السلام يومئذ سبعا وأربعين سنة. وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله الطاهرين. وقبره بالبقيع من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله.

[ 10 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه: أنهم قالوا: بينا الحسن عليه السلام ذات يوم في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ رفع رأسه فقال: يا أبت ما لمن زارك بعد موتك؟ قال: يا بنى من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة.

[ 11 ] باب مختصر زيارته عليه السلام

تغتسل لزيارته عليه السلام، وتلبس أطهر ثيابك، وتقف على قبره، وتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا بقية المؤمنين وابن أول المسلمين، أشهد أنك سبيل الهدى، وحليف التقوى، وخامس أصحاب الكساء، غذتك يد الرحمة، وتربيت في حجر الإسلام، ورضعت من ثدي الإيمان، فطبت حيا وميتا، صلى الله عليك، أشهد أنك أديت صادقا، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، لعن الله من ظلمك، ولعن الله من خذلك، ولعن الله من قتلك، أنا إلى الله منهم براء. ثم قبل القبر، وضع خديك عليه. وتحول إلى عند الرأس فقل: السلام عليك يا وصي أمير المؤمنين، أتيتك زائرا، عارفا، بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك. وصل ركعتين لزيارته عليه السلام.

[ 12 ] باب وداع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام

فإذا أردت وداعه للانصراف فقف على القبر - كما وقفت في أول الزيارة - وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا مولاي، ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. ثم تسأل الله أن لا يجعله آخر العهد منك، وادع بما أحببت إن شاء الله.

 

[ 13 ] باب نسب أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

والحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام الشهيد، سيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله. ولد بالمدينة آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة. وقبض عليه السلام قتيلا بطف كربلاء من أرض العراق، يوم الاثنين، العاشر من المحرم قبل زوال الشمس، سنة إحدى وستين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وخمسون سنة. وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد، سيد المرسلين. وقبره بطف كربلاء بين نينوى والغاضرية من قرى النهرين.

 [ 14 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روي عن الباقر عليه السلام: أنه قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين عليه السلام بالإمامة من الله. وروي عن الصادق عليه السلام: أنه قال: من زار الحسين بن علي عليهما السلام لا أشرا، ولا بطرا، ولا رياء، ولا سمعة محصت ذنوبه، كما يمحص الثوب في الماء، فلا يبقى عليه دنس، ويكتب له بكل خطوة حجة، وكلما رفع قدمه عمرة. وروي عنه عليه السلام: أنه قال: ما أتى قبر الحسين بن علي عليهما السلام مكروب قط إلا فرج الله كربته، وقضى حاجته.

[ 15 ] باب مختصر زيارته عليه السلام

إذا أتيت مشهده عليه السلام فاغتسل قبل أن تدخله، والبس أطهر ثيابك وقف على القبر، واستقبله بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك، وقل: السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا بن الصديقة الطاهرة، سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين، أشهد أن الذين خالفوك، وأن الذين حاربوك، وأن الذين خذلوك، والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الأمي، وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، أتيتك يا مولاي يا بن رسول الله زائرا، عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلالة من خالفك، فاشفع لي عند ربك. ثم انكب على القبر، وقبله، وضع خدك عليه. وتحول إلى عند الرأس، وقل: السلام عليك يا حجة الله في أرضه وسمائه، صلى الله على روحك الطيبة وجسدك الطاهر، وعليك السلام يا مولاي ورحمة الله وبركاته. ثم انكب على القبر، وقبله، وضع خديك عليه، وصل عند الرأس ركعتين للزيارة، وصل بعدهما ما بدا لك. ثم تحول إلى عند الرجلين فزر علي بن الحسين عليهما السلام، وقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، لعن الله من ظلمك، ولعن الله من قتلك، وضاعف عليهم العذاب الأليم. ثم ادع بما شئت. وزر الشهداء رضوان الله عليهم، ثم تنحرف من عند الرجلين إلى القبلة، وتقول: السلام عليكم أيها الصديقون، السلام عليكم أيها الشهداء الصابرون، أشهد أنكم جاهدتم في سبيل الله، وصبرتم على الأذى في جنب الله، ونصحتم لله ولرسوله ولابن رسوله حتى أتاكم اليقين، أشهد أنكم أحياء عند ربكم ترزقون، فجزاكم الله عن الإسلام وأهله أفضل ما جزى المحسنين، وجمع بيننا وبينكم في محل النعيم. ثم امض إلي قبر العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام، قف عليه، وقل: السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، أشهد أنك قد جاهدت، ونصحت، وصبرت حتى أتاك اليقين، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وألحقهم بدرك الجحيم. ثم صل في مشهده تطوعا ما شئت، وادع الله كثيرا إن شاء الله.

[ 16 ] باب وداع أبي عبد الله الحسين عليه السلام

فإذا أردت الانصراف من مشهده عليه السلام فقف على القبر - كوقوفك عليه في أول الزيارة - وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، هذا أوان انصرافي، غير راغب عنك، ولا مستبدل بك غيرك، فأستودعك الله وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعل زيارتي هذه آخر العهد من زيارته، وارزقني العود إليه أبدا ما أحييتني، فإن توفيتني فاحشرني معه، واجمع بيني وبينه في جنات النعيم ثم ادع بما أحببت.

 

[ 17 ] باب نسب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، زين العابدين، وإمام المتقين، كنيته أبو محمد. ولد بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة. وقبض عليه السلام بالمدينة سنة خمس وتسعين، وله يومئذ سبع وخمسون سنة. وأمه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز. وقبره ببقيع المدينة.

 

[ 18 ] باب نسب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، باقر علم الدين، وإمام المتقين، كنيته أبو جعفر. ولد بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة. وقبض بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة، وكان سنه يومئذ سبعا وخمسين سنة. وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين. وقبره بالبقيع من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله.

 

[ 19 ] باب نسب أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الصادق الإمام العادل، كنيته أبو عبد الله. ولد بالمدينة سنة ثلاث وثمانين من الهجرة. وقبض بالمدينة في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة، وله يومئذ خمس وستون سنة. وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد النجيب بن أبي بكر. وقبره بالبقيع أيضا مع أبيه وجده وعمه الحسن عليهم السلام أجمعين، وقد جاء في الأخيار: " أنهم أنزلوا على جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضوان الله عليها".

 

[ 20 ] باب فضل زيارة علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد عليهم السلام

روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: من زارني غفرت له ذنوبه، ولم يمت فقيرا. وروي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنه قال: من زار جعفرا وأباه لم يشتك عينه، ولم يصبه سقم، ولم يمت مبتلى. وقال الصادق عليه السلام: من زار إماما من الأئمة، وصلى عنده أربع ركعات كتبت له حجة وعمرة. وقيل للصادق عليه السلام: ما حكم من زار أحدكم؟ قال: يكون كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله. وقال الرضا عليه السلام: إن لكل إمام عهدا في أعناق شيعته وأوليائه، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، وتصديقا بما رغبوا فيه كانوا شفعاءه يوم القيامة.

 

[ 21 ] باب مختصر زيارتهم عليهم السلام

تغتسل كما قدمناه، وتقف على قبورهم بحسبما رسمناه، وتقول: السلام عليكم يا خزان علم الله، وحفظة سره، وتراجمة وحيه، أتيتكم يا بني رسول الله [ زائرا ]، عارفا بحقكم، مستبصرا بشأنكم، معاديا لأعدائكم، مواليا لأوليائكم، بأبي أنتم وأمي، صلى الله على أجسادكم وأرواحكم، ورحمة الله وبركاته، اللهم إني أتولى آخرهم كما توليت أولهم، وأبرأ إلى الله من كل وليجة دونهم، آمنت بالله، وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى وكل ند يدعي من دون الله، اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل زيارتي لهم مقبولة، ودعائي بهم مستجابا يا أرحم الراحمين. ثم انكب على القبور، فقبلها، وضع خديك عليها، وتحول من مكانك، فصل ست ركعات، وإن جعلت زيارتك هذه للأئمة الأربعة فصل ثماني ركعات إن شاء الله.

 

[ 22 ] باب وداع الأئمة عليهم السلام بالبقيع

فإذا أردت الانصراف فقف على قبورهم، وقل: السلام عليكم أئمة الهدى و رحمة الله وبركاته، أستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئتم به، ودللتم عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين. ثم ادع الله كثيرا، وأسأله أن لا يجعله آخر العهد من زيارتهم إن شاء الله.

 

[ 23 ] باب نسب أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

وموسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام الكاظم، والعبد الصالح، إمام المؤمنين، كنيته أبو الحسن، ويكنى بأبي إبراهيم، ويكنى أيضا بأبي علي. ولد بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة. وقبض عليه السلام قتيلا بالسم ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وكان سنه يومئذ خمسا وخمسين سنة. وأمه أم ولد يقال لها حميدة البربرية. وقبره بباب التبن من مدينة السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش.

[ 24 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روى الحسن بن بشار الواسطي قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت: ما لمن زار قبر أبيك؟ فقال: زره، ففيه من الفضل كفضل من زار والده رسول الله صلى الله عليه وآله.

[ 25 ] باب مختصر زيارته عليه السلام

تغتسل لزيارته عليه السلام - كاغتسالك لزيارة آبائه عليهم السلام - ثم تقف على قبره - حسب ما رسمناه - وتقول: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرضين، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا، وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين، أبرأ إلى الله من أعدائك، وأتقرب إلى الله بولايتك، أتيتك يا مولاي زائرا، عارفا بحقك، ومواليا لأوليائك، ومعاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك. ثم انكب على القبر فقبله، وضع خديك عليه. وتحول إلى عند الرأس فقف عليه، وقل: السلام عليك يا بن رسول الله، أشهد أنك صادق صديق، أديت ناصحا، وقلت أمينا، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، صلى الله عليك ورحمة الله وبركاته. ثم قبل القبر، وصل ركعتين، وافعل بعدهما ما بدا لك، وتحول إلى عند الرجلين وادع الله كثيرا.

[ 26 ] باب وداع أبي الحسن موسى عليه السلام

تقف على القبر كوقوفك في أول الزيارة، وتقول: السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. وذلك بعد أن تقف على القبر كوقوفك عليه في أول الزيارة.

 

[ 27 ] باب نسب أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

وعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام، الرضا، ولي المؤمنين صلوات الله عليه، كنيته أبو الحسن. ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة. وقبض عليه السلام بطوس من أرض خراسان في صفر سنة ثلاث ومأتين، وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سنة. وأمه أم ولد يقال لها: أم البنين، وقبره بطوس.

[ 28 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روى إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عمن ذكره قال: قال الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري وشط مزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان. وروى حمدان بن إسحاق النيشابوري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: ما لمن زار قبر أبيك بطوس؟ فقال: من زار قبر أبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

[ 29 ] باب مختصر زيارته عليه السلام

تقف على قبره - بعد أن تغتسل لزيارته، وتلبس أطهر ثيابك على ما قدمناه - وتقول: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا إمام الهدى والعروة الوثقى، ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون صلوات الله عليم، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، وأنك نصحت لله ولرسوله، وأديت الأمانة، فجزاك الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء، أتيتك بأبي أنت وأمي زائرا، عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك. ثم انكب على القبر فقبله، وضع خديك عليه. ثم تحول إلى عند الرأس فقل: السلام عليك يا مولاي يا بن رسول الله ورحمه الله وبركاته، أشهد أنك الإمام الهادي، والولي المرشد، أبرأ إلى الله من أعدائك، وأتقرب إلى الله بولايتك، صلى الله عليك ورحمة الله وبركاته. ثم صل ركعتي الزيارة، وصل بعدهما ما بدا لك، وتحول إلى عند الرجلين، فادع بما شئت إن شاء الله.

[ 30 ] باب وداع أبي الحسن الرضا عليه السلام

تقف على القبر وتقول: السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين. ثم انكب على القبر، وقبله، وضع خديك عليه، وانصرف إذا شئت إن شاء الله.

 

[ 31 ] باب نسب أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليه السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

ومحمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام التقي، ولي المؤمنين عليه وعلى آبائه السلام، كنيته أبو جعفر. ولد بالمدينة في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة للهجرة. وقبض ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومأتين، وله يومئذ خمس وعشرون سنة. وأمه أم ولد يقال لها: الخيزران، وكانت من أهل بيت مارية القبطية رحمة الله عليها. وقبره ببغداد في مقابر قريش في ظهر جده موسى عليه السلام.

[ 32 ] باب فضل زيارته عليه السلام

روى إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام: أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وزيارة أبي الحسن موسى وأبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام ببغداد؟ فكتب إلى: أبو عبد الله عليه السلام المقدم، وهذان أجمع وأعظم ثوابا.

[ 33 ] باب مختصر زيارته عليه السلام

إذا زرت جده موسى بن جعفر عليهما السلام فادخل عليه من قبل أن تخرج، أو تحدث ينقض طهارتك، وقف على قبره - وأنت مستقبل وجهك لوجهه كرمه الله - وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه حتى أتاك اليقين، أتيتك يا مولاي زائرا، عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك. ثم قبل القبر، وضع خديك عليه، وصل عند الرأس ركعتين، وصل بعدهما ما بدا لك، وادع الله كثيرا، وتحول إلى عند الرجلين، فصل على محمد وآله عليهم السلام، وأدع بما أحببت إن شاء الله.

[ 34 ] باب وداع أبي جعفر عليه السلام

تقف على القبر - كوقوفك عليه حين بدأت بزيارته - وتقول: السلام عليك يا مولاي يا بن رسول الله، أستودعك الله، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئت به، ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. ثم اسأل الله أن لا يجعله آخر العهد منك، وادع بما شئت، وقبل القبر، وضع خديك عليه، وانصرف إذا شئت إن شاء الله.

 

[ 35 ] باب نسب أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

وعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف، الإمام المنتجب، ولي المؤمنين عليه وعلى آبائه السلام. كنيته أبو الحسن. ولد بالمدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومأتين للهجرة. وقبض عليه السلام بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة وسبعة أشهر. وأمه أم ولد يقال لها: سمانة. وقبره بسر من رأى في داره بها.

 

[ 36 ] باب نسب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وتاريخ مولده ووفاته، وموضع قبره

والحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام الهادي، ولي المؤمنين عليه السلام. كنيته أبو محمد. ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومأتين للهجرة. وقبض بسر من رأى لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومأتين، وكان سنه يومئذ ثمانيا وعشرين سنة. وأمه أم ولد يقال لها: حديث. وقبره إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام في البيت الذي دفن فيه أبوه بدارهما بسر من رأى.

 [ 37 ] باب فضل زيارة أبي الحسن وأبي محمد علي بن محمد والحسن بن علي عليهما السلام

روي عن الصادق عليه السلام: أنه قال: من زارنا بعد مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا، ومن تولى محبنا فقد أحبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافاته على جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله. وقال عليه السلام: من زار إماما مفترض الطاعة بعد وفاته، وصلى عنده أربع ركعات، كتب الله له حجة وعمرة. وقال الرضا عليه السلام: إن لكل إمام عهدا في أعناق شيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم كانوا شفعاءه يوم القيامة.

[ 38 ] باب مختصر زيارتهما عليهما السلام

إذا أتيت سر من رأى بمشية الله وعونه فاغتسل قبل أن تأتي المشهد - على ساكنيه السلام - فإذا أتيته فقف بإزاء القبرين من ظاهر الشباك، واجعل وجهك تلقاء القبلة، وقل: السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا أميني الله، أتيتكما زائرا لكما، عارفا بحقكما، مؤمنا بما آمنتما به، كافرا بما كفرتما به، محققا لما حققتما، مبطلا لما أبطلتما، أسأل الله ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتكما مغفرة ذنوبي وإعطائي مناي، وأن يصلي على محمد وآل محمد وأن يرزقني شفاعتكما، ولا يفرق بيني وبينكما في الجنة برحمته. ثم ارفع يديك للدعاء وقل: " اللهم ارزقني حب محمد وآل محمد، وتوفني على ولايتهم، اللهم العن ظالمي آل محمد حقهم، وانتقم منهم، اللهم عجل فرج وليك وابن وليك، واجعل فرجنا مقرونا بفرجهم يا أرحم الراحمين ". ثم صل في مكانك أربع ركعات، وصل بعدها ما بدا لك، وادع كثيرا إن شاء الله. وإن صليت في بعض المساجد بالقرب من الموضع أجزأك.

[ 39 ] باب وداع أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام

تقف في المكان المذكور - كوقوفك في أول زيارتك - وتقول: السلام عليكما يا وليي الله، أستودعكما الله، وأقرأ عليكما السلام، آمنا بالله وبالرسول، وبما جئتما به ودللتما عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. ثم أسأل الله العود إليهما، وادع بما أحببت إن شاء الله.

 

[ 40 ] باب زيارة جامعة لسائر المشاهد على ساكنيها السلام

روي عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام: أنه قال: يجزيك في الزيارة لكل إمام أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على معادن حكمة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على عباد الله المكرمين - الذين لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون -، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه، السلام على الأدلاء على الله، السلام على المستقرين في مرضات الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، أشهد الله. أنني حرب لمن حاربكم، و سلم لمن سالمكم، مؤمن بما آمنتم به، كافر بما كفرتم به، محقق بما حققتم، ومبطل ما أبطلتم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، والحمد لله رب العالمين، لعن الله عدوكم من الجن والإنس، وضاعف عليهم العذاب الأليم. ثم تصلي صلاة الزيارة وتدعو بعدها بما شئت. وقد تمت زيارتك إن شاء الله.

 

[ 41 ] باب مختصر زيارة أخرى لسائر الأئمة عليهم السلام

ويجزيك أن تقول في زيارة كل إمام: السلام عليك يا ولي الله، أشهد أنك قد نصحت لله، وأديت ما وجب عليك، فجزاك الله خير الجزاء، ولعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين. زيارة أخرى مختصرة ويجزيك من جميع ذلك أن تقول: السلام عليك يا ولي الله صلى الله عليك ورحمة الله وبركاته. زيارة أخرى مختصرة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام تقف على قبره وتقول: السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة، وقرين المصيبة الراتبة، لعن الله أمة استحلت منك المحارم، فقتلت مظلوما، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وآله بك موتورا، وأصبح كتاب الله من أجلك مهجورا. ثم تنكب على القبر فتقبله، وتضع خديك عليه. ويجزيك أن تقول: السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته.

 

[ 42 ] باب مختصر وداع الأئمة عليهم السلام

ويجزيك لوداع كل إمام أن تقول: " السلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، وأقرأ عليك السلام ". وتنصرف إذا شئت إن شاء الله.

 

[ 43 ] باب مختصر زيارة من بعدت شقته، أو تعذر عليه قصد المشاهد على ساكنيها السلام مع قرب المسافة

روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا بعدت بأحدكم الشقة، ونأت به الدار فليعل أعلى منزله، ويصلي ركعتين، وليؤم بالسلام إلى قبورنا، فإن ذلك يصل إلينا. وروى يونس بن ظبيان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، إني كثيرا ما أذكر الحسين عليه السلام فأي شئ أقول؟ قال: قل: " صلى الله عليك يا أبا عبد الله "، تعيد ذلك ثلاثا، فإن التسليم يصل إلينا من قريب ومن بعيد.

 

[ 44 ] باب فضل زيارة الأولياء من المؤمنين رحمة الله عليهم

روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: أنه قال: من لم يستطع منكم أن يزورنا فليزر صالحي شيعتنا، يكتب له ثواب زيارتنا. ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه، يكتب له ثواب صلتنا.

 

[ 45 ] باب ثواب زيارة قبور الإخوان على العموم من أهل الولاية والإيمان

روي عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام: أنه قال: من أتى قبر أخيه المؤمن فوضع يده على القبر، وقرأ: " إنا أنزلناه في لية القدر " - سبع مرت آمنه الله يوم الفزع الأكبر.

 

[ 46 ] باب شرح زيارة قبور المؤمنين

تجعل القبر بين يديك، وتجلس مما يلي الرأس، ليكون عن يمينك، وتتوجه إلى القبلة، وتضع يدك اليمنى عليه، وتقول: " اللهم صل غربته، وآنس وحشته، وآمن روعته، وأسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك، واحشره مع من كان يتولاه ". ثم اقرأ " فاتحة الكتاب " و " إنا أنزلناه في ليلة القدر " سبع مرات، وانصرف إن شاء الله.

 

[ 47 ] باب ثواب الحج والزيارة عن الإخوان بالأجر

روي عن الصادق عليه السلام: أنه استدعى بعض شيعته، وأعطاه دراهم، وأمره أن يحج بها عن ابنه إسماعيل رضي الله عنه، وقال له: إنك إذا حججت عنه كان لك تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد. وكذلك حكم الزائر عن أخيه. وإذا تطوع عنه بالحج والزيارة كان أفضل له وأعظم أجرا بما ثبت في ذلك عن الصادقين عليهم السلام.

 

[ 48 ] باب ما يقول الزائر عن أخيه بالأجر

ومن خرج زائرا عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من غسل الزيارة: " اللهم ما أصابني من تعب، أو نصب، أو سغب، أو لغوب فآجر فلان بن فلان فيه، وآجرني في قضائي عنه " فإذا سلم على الإمام فليقل في آخر التسليم: " السلام عليك يا مولاي من فلان بن فلان، أتيتك زائرا عنه، فاشفع له عند ربك ". ثم يدعو ويجتهد في الدعاء إن شاء الله.

 

[ 49 ] باب ما يجزي عن غسل زيارة الأئمة عليهم السلام من الوضوء والرخصة في ذلك

والغسل لزيارة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام سنة. ويجزي عنه في البرد وعند العجلة و العلل الوضوء، وإن كان الغسل أفضل وأعظم أجرا عند التمكن منه. ومن زار قبر أخيه المؤمن فلا غسل عليه لزيارته، فإن توضأ لها فقد أحسن وأصاب، وإن زار على غير وضوء لم يحرج. ومن اغتسل لزيارة إمام من الأئمة عليهم السلام فلا يحدث ما ينقض الوضوء قبل الزيارة. وإن أحدث شيئا نقض به طهارته قبل زيارته فليغتسل ثانية، ليكون زائرا على غسل. فإن توضأ ولم يغتسل كانت زيارته ماضية وإن لم تكن بغسل، وجرى مجرى المتوضي للزيارة من غير غسل قدمه لها، فإنه يكون تاركا فضلا مع التمكن، معذورا للعوارض والأسباب. والله الموفق للصواب. هذا آخر كتاب النسب والزيارات.