عقائد الشيعة الإمامية | الشيخ المفيد | المقنعة

 

المقنعة

للشيخ المفيد

 

محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى 413 ه‍. ق

مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

 

 

 

 

مقدمة الناشر

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسل الله وخاتم أنبيائه سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين سيما بقية الله المنتظر الإمام الثاني عشر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. لا يخفى على أهل الفضيلة أن العلوم تختلف أهميتها ومكانتها باعتبار أهمية ومكانة موضوعها، وأن لعلم الفقه المكانة السامية والأهمية الخاصة، حيث إن موضوعه هي القوانين والأحكام الإلهية التي تعني بتنظيم شؤون حياة الإنسان بجميع أبعادها جماعية وانفرادية، ولذلك نرى الفحول من عظماء علمائنا الكرام قضوا حياتهم في تبيين تلك الأحكام وبسطها لكي تكون سهلة الوصول لكل وارد وطالب. ومن أولئك الأعاظم شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، الذي يكفي في جلالته وعظمته ما نقل من التوقيعات الواردة من الناحية المقدسة الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه) والخطاب بأنه (الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين...) وفي آخر (الأخ الولي والمخلص في ودنا الصفي والناصر لنا الوفي) والذي تتلمذ على يده أعاظم فقهائنا منهم السيد المرتضى علم الهدى وأخوه السيد الرضي وشيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي - قدس سرهم - والذي قام بتأليف عشرات المصنفات في مجالات شتى منها في الفقه، ومن تلك التصنيفات في هذا الحقل كتاب ((المقنعة)). ولأجل عظمة هذا السفر الجليل - كما لا يخفى على رواد العلم والفضيلة - قام بشرحه تلميذه الأعظم محمد بن الحسن الطوسي - رضوان الله تعالى عليه - وسماه ب‍ ((تهذيب الأحكام)) وهو أحد الكتب الأربعة عند الإمامية. وبما أن الكتاب لم يطبع بعد بصورة فنية جيدة ولذلك قامت مؤسستنا - والحمد لله بتحقيقه واستخراج منابعه بعد مقابلته على عدة نسخ مخطوطة ثم طبعه ونشره بهذه الصورة الأنيقة. ولا يسعنا أخيرا إلا وأن نتقدم بجزيل شكرنا لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ محمد المؤمن القمي على ما بذله من سعي حثيث في الإشراف والمتابعة لكل مراحل التحقيق، كما ونتقدم بوافر تقديرنا للإخوة الأفاضل سماحة الحاج الشيخ علي المؤمن والشيخ علي العندليب والشيخ مهدي شب زنده دار وغيرهم - حفظهم الله تعالى أجمعين - على ما بذلوه من جهود ومساعي لتحقيق الكتاب ومقابلته وضبط موارد الاختلاف من النسخ الخطية ودرجها في هوامش الكتاب، سائلين الله عز اسمه أن يوفقهم وإيانا لإحياء ونشر التراث الإسلامي إنه خير ناصر ومعين. مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة من حياة المؤلف " قدس سره " بسم الله الرحمن الرحيم اسمه ولقبه ونسبه: ذكره - وهو أول من ذكره من أرباب الفهارس - معاصره محمد بن إسحاق النديم (ت 385 ه‍ ) في موضعين من فهرسه يقول: ابن المعلم أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، في عصرنا انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا "، وله من الكتب ثم ذكره تلميذه الشيخ الطوسي في كتابيه " الرجال " و " الفهرست " ولكنه اكتفى في الأول بذكره فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام). ثم توثيقه بجملة: جليل ثقة. ولعله اكتفى في ذلك بما ذكره عنه في " الفهرست " فقال: " أبو عبد الله المعروف بابن المعلم ومن جملة (أو أجلة) متكلمي الإمامية. انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته. وكان مقدما في في العلم (وصناعة) الكلام، وكان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطرة دقيق الفطنة، حاضر الجواب وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار، وفهرست كتبه معروف ثم عد زهاء عشرين كتابا من كتبه وقال: سمعنا منه هذه الكتب كلها، بعضها قراءة عليه وبعضها يقرأ عليه وهو يسمع غير مرة. ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف والمؤلف. أما تلميذه الآخر الشيخ النجاشي فلغرضه الذي ذكره في أول كتابه أوصل نسب المترجم له إلى سعيد بن جبير ثم إلى يعرب بن قحطان، ثم قال: شيخنا وأستاذنا (رضي الله عنه) فضله أشهر من أن يوصف، في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم. ثم عد 174 كتابا من كتبه. والمعروف أن النجاشي شرع في كتابه " الفهرست " المعروف بالرجال بعد صدور كتابي الفهرست والرجال للطوسي تصحيحا لما كان يخطئه فيه، وعليه فقد خالفه في تاريخ مولد المفيد ووفاته فقال: كان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. ومات (رحمه الله) ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين، بميدان الأشنان، وضاق على الناس مع كبره. ودفن في داره سنين، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر (ع). التوقيعات بشأنه: وبعد المترجم له بقرن تقريبا " نقل الشيخ الطوسي في كتابه " الاحتجاج على أهل اللجاج " بحذف الإسناد - لأمر ذكره في أول الكتاب - ثلاثة كتب " رسائل توقيعات " وردت من الناحية المقدسة (الحجة عجل الله فرجه) أولاها في سنه 410 ه‍ والثانية والثالثة في 413 قبل وفاته بعشرة أشهر تقريبا.

وردت عليه الأولى في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة، ذكر موصلها أنه يحملها إليه من ناحية متصلة بالحجاز، نسختها: " للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان " أدام الله إعزازه " من مستودع العهد المأخوذ على العباد. بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين... أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق، إنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك... فقف - أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه - على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله... ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا... من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله (أي: قرب) اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب أموية تهول بها فرقة مهدية... إذا حل جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه... ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب على العراق طوائف عن الإسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق... ". ويظهر من رواية هذه التوقيعات أنها كانت رسائل يمليها الحجة (عجل الله فرجه) ويكتبها بعض ثقاته ثم هو (عليه السلام) يكتب توقيعه على الجهة العليا من الكتاب، كما ذكر في آخر هذا الكتاب نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام: " هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، والمخلص في ودنا الصفي، والناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه... أحدا، وأد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه... ". وإذا كان الشيخ المفيد (قدس سره) قد أدى ما في هذا الكتاب إلى من كان يسكن إليه ومنه وصل إلى الشيخ الطبرسي فذكره في كتابه، فقد روى الطبرسي بعد هذا كتابا آخر إليه في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. ولكنه لم يذكر الكتاب وإنما ذكر نسخة التوقيع باليد العليا (صلوات الله على صاحبها): " هذا كتابنا إليك أيها الولي، الملهم للحق العلي، بإملائنا وخط ثقتنا، فأخفه عن كل أحد واطوه، واجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا... " وقبل هذا التوقيع ذكر كتابا آخر من قبله (صلوات الله عليه) ورد على المفيد يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، نسخته: " بسم الله الرحمن الرحيم، سلام الله عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق... فلتكن - حرسك الله بعينه التي لا تنام - أن تقابل فتنة تسبل نفوس قوم حرثت باطلا، لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون ويحزن لذلك المجرمون... فليطمئن أولياؤنا... وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة تكون حميدة لهم بجميل صنع الله سبحانه... ونحن نعهد إليك - أيها الولي المخلص، المجاهد فينا الظالمين - أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين... " وذكر هذه التوقيعات السيد بحر العلوم في كتابه " الفوائد الرجالية " وذكر الإشكال عليها بوقوعها في الغيبة الكبرى مع جهالة المبلغ، ودعواه المشاهدة، المنفية بعد الغيبة الصغرى، ثم قال في دفع الإشكال: باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن. والميرزا النوري في خاتمة " مستدرك وسائل الشيعة " نقل الإشكال والجواب ثم قال: ونحن أوضحنا جواز الرؤية في الغيبة الكبرى بما لا مزيد عليه في رسالتنا " جنة المأوى " وفي كتاب " النجم الثاقب " وذكرنا له شواهد وقرائن لا تبقى معها ريبة. ونقلنا عن السيد المرتضى وشيخ الطائفة وابن طاووس التصريح بذلك وذكرنا لما ورد من تكذيب مدعي الرؤية ضروبا " من التأويل تستظهر من كلماتهم، فلاحظ هذا. ثم أضاف: ومن أراد أن يجد - وجدانا - مفاد قول الحجة (عليه السلام) في حقه: (أيها الولي الملهم) فليمعن النظر في مجالس مناظراته مع أرباب المذاهب المختلفة، وأجوبته الحاضرة المفعمة الملزمة، وكفاك في ذلك كتاب " الفصول " للسيد المرتضى (رضي الله عنه) الذي قد لخصه من كتاب " العيون والمحاسن " للشيخ، ففيه ما قيل في مدح بعض الأشعار: يسكر بلا شراب، ويطرب بلا سماع. وقد عثرنا فيه على بعض الأجوبة المسكتة التي يبعد عادة إعداده قبل المجلس. ثم استطرف بذكر طريفة منه.

من لقبه بالمفيد جاء في الكتاب الأول من الكتابين في خبر الطبرسي عن الناحية المقدسة خطاب المترجم له بلقب: الشيخ المفيد، ولعله لذلك قال ابن شهرآشوب في كتابه " معالم العلماء ": ولقبه بالشيخ المفيد صاحب الزمان (صلوات الله عليه)، ثم قال: وقد ذكرت سبب ذلك في " مناقب آل أبي طالب " ونقل ذلك الميرزا النوري في خاتمة " المستدرك " وعلق يقول: ولا يوجد هذا الموضع من مناقبه. واشتهر أنه لقبه به بعض العامة أول من ذكر ذلك من الخاصة الشيخ محمد بن إدريس الحلي (ت 598 ه‍) في " السرائر " قال: كان الشيخ محمد بن النعمان (رضي الله عنه) من أهل عكبرى من موضع يعرف بسويقة ابن البصري. وانحدر مع أبيه إلى بغداد. وبدأ بقراءة العلم على أبي عبد الله المعروف بالجعل بدرب رياح. ثم قرأ من بعده على أبي ياسر غلام أبي الحبيش بباب خراسان، فقال له أبو ياسر: لم لا تقرأ على علي بن عيسى الرماني الكلام وتستفيد منه فقال: ما أعرفه ولا لي به أنس، فأرسل معي من يدلني عليه. وهنا ينتقل الشيخ ورام إلى نقل القول عن المفيد نفسه بلا ذكر سند عنه قال: قال: ففعل ذلك، وأرسل معي من أو صلني إليه. فدخلت عليه - والمجلس غاص بأهله - وقعدت حيث انتهى بي المجلس، وكلما خف الناس قربت منه، فدخل إليه داخل فقال: بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك وهو من أهل البصرة. فقال: أهو من أهل العلم فقال الغلام: لا أعلم، إلا أنه يؤثر الحضور بمجلسك. فأذن له. فدخل عليه، فأكرمه، وطال الحديث بينهما، فقال الرجل لعلي بن عيسى: ما تقول في يوم الغدير والغار فقال: أما خبر الغار فدراية، وأما خبر الغدير فرواية، والرواية لا توجب ما توجب الدراية. قال: فانصرف البصري ولم يحر جوابا. قال المفيد (رضي الله عنه): فقدمت فقلت: أيها الشيخ مسألة. فقال: هات مسألتك. فقلت: ما تقول فيمن قاتل الإمام العادل فقال: يكون كافرا. ثم استدرك فقال: فاسقا. فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: إمام. فقلت: فما تقول في يوم الجمل وطلحة والزبير قال: تابا. قلت: أما خبر الجمل فدراية وأما خبر التوبة فرواية. فقال لي: أكنت حاضرا وقد سألني البصري فقلت: نعم. قال: رواية برواية ودراية بدراية. ثم قال: بمن تعرف وعلى من تقرأ قلت: أعرف بابن المعلم، وأقرأ على الشيخ أبي عبد الله الجعلي. فقال: موضعك. ودخل منزله وخرج ومعه رقعة قد كتبها وألصقها وقال لي: أو صل هذه الرقعة إلى أبي عبد الله فجئت بها إليه، فقرأها ولم يزل يضحك هو ونفسه، ثم قال لي: أي شئ جرى لك في مجلسه، فقد وصاني بك، ولقبك بالمفيد. فذكرت له المجلس بقصته، فتبسم. فهذان الفقيهان - الشيخ ورام وابن إدريس - اعتمدا في سبب تلقيبه بالمفيد على ما ذكراه، دون ما ذكره معاصرهما ابن شهرآشوب مستندا على ورود لقب " المفيد " فيما رواه شيخه الطبرسي في " الاحتجاج " ويستبعد جدا أن يكونا قد ذهبا إلى ذلك غير عالمين بما قاله عنه ابن شهرآشوب أو برواية الطبرسي للكتابين والتوقيعين، وقد احتج بهما معاصرهما عصرا ومصرا الشيخ ابن بطريق الحلي أيضا في رسالة " نهج العلوم ". وما نقله الفقيهان الحليان - الشيخ ورام وابن إدريس - متقدم عهدا على تاريخ ورود الكتاب عليه من الناحية المقدسة وورود اللقب في ذلك الكتاب أدل على سبقه من الدلالة على بدء التلقيب، ولم نجد لتحويل ابن شهرآشوب على مناقبه مصداقا آخر سوى ذلك الكتاب، وهو لا يصلح مستندا فلا بد من ترجيح ما نقله الفقيهان الحليان على ما انفرد به ابن شهرآشوب الحلبي، ولعل في عدم ذكر ذلك في فهرسي تلميذيه الطوسي والنجاشي ما يوهن قوله، إذ الدواعي متوفرة على نقل مثله لو كان، اللهم إلا أن يقال بسرية الرسالة إلى هذا الحد البعيد جدا. وقد كان للعلامة الحلي كتاب كبير في معرفة الرجال باسم " كشف المقال " ذكر فيه حكاية سبب تسمية المترجم له بالمفيد، فقد قال في رجاله الموجود: " وله حكاية في سبب تسميته بالمفيد ذكرناها في كتابنا الكبير " وهذا الكتاب الكبير غير موجود اليوم لنرى ما فيه، ولكن الظاهر أن الحكاية هي ما حكاه الفقيهان الحليان قبله، إذ لو كان يرى صحة قول ابن شهرآشوب لما كان يعبر عن ذلك بالحكاية بل كان طبعا ينص عليه ويصرح به ولو إجمالا. والغالب على رجال العلامة أنه يقتصر فيه على ما في فهرست الشيخ ورجال النجاشي، وقد يزيد عنهما، وهنا أضاف يقول عن المترجم له " من أجل مشايخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية، أوثق أهل زمانه وأعلمهم " ثم نقل ما في الفهرسين. تساؤل حول الرسائل: وقد يتساءل السائل عما في هذه الرسائل المقدسة من إشارات إلى حوادث وقعت أو تقع، وأولها قوله: " ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا " فما هو الذل الذي أصابهم وما هو الذي جنح إليه كثير منهم مما كان يبتعد عنه سلفهم الصالح جاءت هذه الجملة في الكتاب الأول المؤرخ بأواخر صفر سنة 410 ه‍ فهي من سني عهد البويهيين الذين استولوا على إيران وبغداد سنة 334 ه‍ فمنحهم الخليفة المستكفي بالله العباسي الولاية على ما بأيديهم من إيران والعراق، وبقي ملكهم على العرق حتى سنة 447 ه‍ حين استولى عليه السلاجقة. ولما استولت الدولة البويهية على العراق وقبض ملوكها بأزمة الأمور وهم شيعة إماميون اثنا عشريون، قوى أمر الشيعة وتحرروا في شعائرهم الدينية ومراسيمهم المذهبية وكان يقع من جراء ذلك فتن كثيرة بينهم وبين سائر أهالي بغداد من متعصبة أهل السنة حتى انجر إلى سفك الدماء وإزهاق النفوس ونهب الأموال، فتضطر الدولة للتدخل في الأمر لإخماد نائرة الفتنة. وإذ كانت الرئاسة الدينية للشيعة في ذلك العهد منتهية إلى الشيخ المفيد فقد كانت تصيبه لفحات من نيران تلك الفتن، حتى أنها أحيانا كانت تسبب إبعاد الشيخ الجليل عن بغداد ريثما تخمد نار الفتنة فيها فيعاد إليها مكرما. وقد وقع هذا مرتين. الأولى. سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، حيث ذكر المؤرخ الشهير عز الدين ابن الأثير في " الكامل " في حوادث تلك السنة، وفيها اشتدت الفتنة ببغداد وانتشر العيارون والمفسدون. فبعث بهاء الدولة أبا علي ابن الأستاذ هرمز عميد جيوشه إلى العراق يدبر أمره. فوصل إلى بغداد فزينت له، وقمع المفسدين، ومنع أهل السنة والشيعة عن إظهار مذاهبهم. ونفى بعد ذلك ابن المعلم فقيه الإمامية إلى الخارج لتستقيم الأور، فاستقام البلد الثانية: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، فقد قال في حوادثها: وفيها وقعت الفتنة ببغداد في رجب. وكان أولها: أن بعض الهاشميين من أهل باب البصرة أتى ابن المعلم فقيه الشيعة في مسجده بالكرخ فآذاه ونال منه. فثار به أصحاب ابن المعلم واستنفر بعضهم بعضا، وقصدوا أبا حامد الأسفراييني إلى محلة دار القطن، وعظمت الفتنة.

ثم أن السلطان (بهاء الدولة) أخذ جماعة فسجنهم، وأبعد ابن المعلم عن بغداد. فسكنوا، وعاد أبو حامد الأسفراييني إلى مسجده. ثم شفع علي بن مزيد (الأسدي) في ابن المعلم فأعيد إلى محله ولعله لهذا قال عنه ابن كثير (ت 744 ه‍) في " البداية والنهاية ": كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف، لميل كثير من أهل ذلك الزمان إلى التشيع. وقال معاصره اليافعي (ت 768 ه‍ ) في تاريخه " مرآة الزمان ": كان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية... وكان عضد الدولة بما زاره في داره ويعوده إذا مرض. وقال معاصر هما ابن تغرى بردى في كتابه " النجوم الزاهرة " في ملوك مصر والقاهرة ": وكانت له منزلة عند بني بويه وعند ملوك الأطراف الرافضة... وبنو بويه كانوا يميلون إلى هذا المذهب... ولهذا نفرت القلوب منهم وزوال ملكهم بعد تشييده فلم يقولوا برا فضية آل بويه وإنما قالوا بميلهم إليهم، لما مر أنهم أحيانا كانوا ينفونه أو يبعدونه عن بغداد، وإن كانوا يقبلون الشفاعة فيه بعد ذلك للعودة إليها فلم يكن البويهيون متبنين للشيخ المفيد مائة بالمائة، بل كان الشيخ المفيد يستفيد من الحرية الفكرية والعقائدية المتاحة للجميع في عهد البويهيين الشيعة. ولعل هذا هو السر في عدم اعتداد تلميذيه الطوسي والنجاشي بذكر علاقة البويهيين بشيخهم المفيد. ولم يصرح ابن الأثير على تاريخ الشفاعة وعودة الشيخ إلى بغداد، ولعله كان بعد عامين من الحوادث 408 ه‍ أي قبيل وصول الكتاب إلى جناب الشيخ في 410 ه‍ أو أقل من ذلك. ولعل هذه الحوادث هي ما جاءت الإشارة إليها في كتاب الناحية المقدسة إلى المفيد. وأما ما جنح إليه كثير منهم مما كان يبتعد عنه سلفهم الصالح، مما جعل علة للذل الذي أصابهم، فلعله هو ترك التقية والمجاهرة بشعائرهم ومراسيمهم بما أثار أعداءهم عليهم.

أما نفس الشيخ المفيد فلم يكن منه شئ من ذلك، فقد وصفه أبو حيان التوحيدي (ت 400 ه‍) في " الإمتاع والمؤانسة " فقال: كان ابن المعلم حسن اللسان والجدل، صبورا " على الخصم، ضنينا بالسر (أي بخيلا به) جميل العلانية. ووصف مجلسه ابن كثير الدمشقي في " البداية والنهاية " فقال: وكان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف الإسلام وعلق عليه العلامة الأميني في " الغدير، قال: هذا ينم عن أنه كان شيخ الأمة الإسلامية لا الإمامية فحسب. أساتذته ومشايخه: عد المحدث الميرزا النوري في خاتمة " المستدرك " خمسين رجلا من أساتذة المفيد ومشايخه، واستدرك عليه عشرة آخرون، فكانوا ستين رجلا: تلامذته والراوون عنه: أما تلامذته والراوون عنه فلم يبلغ عددهم فيما بأيدينا أكثر من ربع عدد أساتذته ومشايخه، على عكس ما قد يتوقع، وهم: 1 - السيد المرتضى علم الهدى 2 - الشريف الرضي 3 - شيخ الطائفة الطوسي. 4 - الشيخ الجليل أبو العباس النجاشي 5 - الشيخ الفقيه سلار الديلمي 6 - الشيخ الثقة أبو الفرج الحمداني 7 - ابن حمزة الجعفري. 8 - بن قدامة 9 - جعفر بن محمد الدوريستي 10 - الشريف أبو الوفاء المحمدي الموصلي 11 - القاضي محمد بن علي الكراجكي. 12 - علي بن محمد الفارسي. 13 - أبو الفوارس بن علي بن محمد الفارسي 14 - أبو محمد أخو علي بن محمد الفارسي 15 - الحسين بن علي النيشابوري. 16 - علي بن الحسن بن بويه الديلمي آثاره وتآليفه القيمة: إذا كان الشيخ الطوسي قد أشار في فهرسه إلى أن فهرس كتب شيخه المفيد معروف، ولكنه لم يعد منها أكثر من عشرين كتابا، فإن معاصره وزميله في الدارسة لدى المفيد وهو الشيخ النجاشي قد تدارك الأمر في فهرسه فعد مائة وأربعا وسبعين كتابا ورسالة. وقد نص الطوسي على أن للمفيد قريبا من مائتي مصنف كبارا وصغارا وقد استدرك ذلك المرحوم العلامة العلامة السيد حسن الخرسان في مقدمة " التهذيب " فبلغ بالعدد إلى قريب المائتين، وبالضبط (194) كتابا ورسالة، ولكن بما في بعضها من احتمال الاتحاد في المسمى مع اختلاف الاسم، وهي: (1 - أحكام أهل الجمل، ذكره النجاشي باسم الجمل وهو غير " النصرة " الآتي ذكره). (2 - أحكام النساء مرتب على أبواب). (3 - اختيار الشعراء، ذكره السروي). (4 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، طبع بإيران مكررا سنة 1308 وقبلها وبعدها). (5 - الأركان في دعائم الإيمان). (6 - الاستبصار في ما جمعه الشافعي من الأخبار). (7 - الإشراف في أهل البيت عليهم السلام). (8 - أصول الفقه أدرجه بتمامه تلميذه الكراجكي في كتابه كنز الفوائد). (9 - الإعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام مما اتفقت العامة على خلافهم فيه). (10 - الافتخار). (11 - أقسام المولى في اللسان وبيان معانيه العشرة). (12 - الإفصاح في الإمامة وقد طبع في النجف). (13 - الإقناع في وجوب الدعوة). (14 - الأمالي المتفرقات، كذا سماه تلميذه النجاشي، وهو مرتب على المجالس). (15 - الانتصار). (16 - أوائل المقالات في المذاهب المختارات، ذكر فيه مختصات الإمامية). (17 - الإيضاح في الإمامة بدأ فيه برد شبهات العامة وأدلتهم على إثبات الخلافة). (18 - إيمان أبي طالب عليه السلام طبع الكتاب ضمن نفائس المخطوطات). (19 - البيان عن غلط قطرب في القرآن). (20 - البيان في تأليف القرآن). (21 - بيان وجوه الأحكام). (22 - التواريخ الشرعية وهو " مسار الشيعة " في مختصر تواريخ الشريعة). (23 - تفضيل الأئمة على الملائكة). (24 - تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام على سائر الأصحاب، وقد طبع في النجف). (25 - التمهيد). (26 - جمل الفرائض). (27 - جواب ابن واقد السني). (28 - جواب أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان وهو العلامة الكراجكي). (29 - جواب أبي الفرج بن إسحاق، عما يفسد الصلاة). (30 - جواب أبي محمد الحسن بن الحسين النوبند جاني المقيم بمشهد عثمان). (31 - جواب أهل جرجان في تحريم الفقاع). (32 - جواب أهل الرقة في الأهلة والعدد). (33 - جواب الكرماني في فضل نبينا (ص) على سائر الأنبياء). (34 - جواب المافروخي في المسائل). (35 - جواب مسائل اختلاف الأخبار). (36 - الجوابات في خروج المهدي عجل الله فرجه). (37 - جوابات ابن الحمامي). (38 - جوابات الخطيب ابن نباتة). (39 - جوابات أبي جعفر القمي). (40 - جوابات أبي جعفر محمد بن الحسين الليثي). (41 - جوابات أبي الحسن (42 - جوابات ابن زكريا في مسألة إعجاز القرآن). (43 - جوابات أبي الحسن النيسابوري). (44 - جوابات الأمير أبي عبد الله). (45 (جوابات الحاجب أبي الليث الأواني ويعرف بجوابات المسائل العكبرية). (46 - جوابات الإحدى والخمسين مسألة). (47 - جوابات البرقعي في فروع الفقه). (48 - جوابات ابن عرقل). (49 - جوابات الشرقيين في فروع الدين). (50 - جوابات علي بن نصر العبد جاني). (51 - جوابات الفارقيين في الغيبة). (52 - جوابات الفيلسوف في الاتحاد). (53 - جوابات مقاتل بن عبد الرحمن عما استخرجه من كتب الجاحظ). (54 - جوابات المسائل الجرجانية). (55 - جوابات المسائل الحرانية). (56 - جوابات المسائل الخوارزمية). (57 - جوابات المسائل الدينورية المازندرانية). (58 - جوابات المسائل السروية الواردة من الشريف الفاضل بسارية، في مواضيع شتى). (5 9 - جوابات المسائل الشيرازية، أحال إليه في جوابات المسائل السروية). (60 - جوابات المسائل الصاغانية، وهي عشر مسائل شنع فيها أبو حنيفة على الشيعة). (61 - جوابات المسائل الطبرية، وهو الذي عبر عنه النجاشي بجوابات أهل طبرستان). (62 - جوابات المسائل في اللطيف من الكلام). (63 - جوابات المسائل المازندرانية أحال إليه في جوابات المسائل السروية). (64 - جوابات المسائل الموصليات في العدد والرؤية). (65 - جوابات المسائل النوبند جانية الواردة من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفارسي). (66 - جوابات المسائل النيشابورية أحال إليها في بعض رسائله، وهي مسائل فقهية). (67 - جوابات النصر بن بشير في الصيام). (68 - الرجال وهو مدرج في الإرشاد الآنف الذكر). (69 - رد العدد الشرعية). (70 - الرد على ابن الاخشيد في الإمامة). (71 - الرد على ابن رشيد في الإمامة). (72 - الرد على ابن عون في المخلوق وهو أبو الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي). (73 - الرد على ابن كلاب في الصفات وهو من رؤساء الحشوية). (74 - الرد على أبي عبد الله البصري في تفضيل الملائكة على الأنبياء عليهم السلام). (75 - الرد على الجبائي في التفسير). (76 - الرد على أصحاب الحلاج). (77 - الرد على ثعلب في آيات القرآن، ذكره السروي). (78 - الرد على الجاحظ العثمانية كذا ذكره النجاشي). (79 - الرد على الخالدي في الإمامة). (80 - الرد على الزيدية ذكره في الذريعة باسم مسائل الزيدية) (81 - الرد على الشعبي). (82 - الرد على الصدوق في عدد شهر رمضان). (83 - الرد على العقيقي في الشورى). (84 - الرد على القتيبي في الحكاية والمحكي، والقتيبي هو ابن قتيبة المشهور). (85 - الرد على الكرابيسي في الإمامة). (86 - الرد على المعتزلة في الوعيد، وسماه النجاشي " مختصر على المعتزلة في الوعيد "). (87 - الرد على من حد المهر، وكانت نسخته بمكتبة السماوي). (88 - رسالته في الفقه إلى ولده، ولم يتمها، ذكرها ابن شهرآشوب). (89 - الرسالة إلى الأمير أبي عبد الله وأبي طاهر بن ناصر الدولة في مجلس جرى في الإمامة). (90 - الرسالة إلى أهل التقليد). (91 - الرسالة العلوية). (92 - الرسالة الغرية). (93 - الرسالة الكافية في الفقه.) (94 - رسالة الجنيدي إلى أهل مصر). (95 - الرسالة المقنعة في وفاق البغدادية، من المعتزلة لما روي عن الأئمة). (96 - الزاهر في المعجزات). (97 - شرح كتاب الإعلام). (98 - عدد الصوم والصلاة). (99 - العمد في الإمامة، ذكر السيد ابن طاووس أن اسمه " العمدة "). (100 - العويص في الأحكام، ابتدأ فيه بمسائل في النكاح ثم مسائل في الطلاق). (101 - العيون والمحاسن، توجد نسخة منه في المكتبة الرضوية وغيرها). (102 - الفرائض الشرعية في مسألة المواريث). (103 - الفصول من العيون والمحاسن). (104 - الفضائل، ذكره السروي في المعالم). (105 - قضية العقل على الأفعال وسماه السروي " فيضة العقل على الأفعال "). (106 - الكامل في الدين، أحال إليه نفسه في مسألة الفرق بين الشيعة والمعتزلة). (107 - كتاب في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن). (108 - كتاب في قوله صلى الله عليه وآله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى "). (109 - كتاب في قوله تعالى " فاسئلوا أهل الذكر ") (110 - كتاب في الخبر المختلق بغير أثر). (111 - كتاب القول في دلائل القرآن). (112 - كتاب في الغيبة). (113 - كتاب في القياس). (114 - كتاب في المتعة). (115 - كشف الالتباس). (116 - الكلام في الإنسان). (117 - الكلام في حدوث القرآن). (118 - الكلام في المعدوم والرد على الجبائي). (119 - الكلام في وجوه إعجاز القرآن). (120 - الكلام في أن المكان لا يخلو من متمكن). (121 - لمح البرهان في عدم نقصان شهر رمضان). (122 - المبين في الإمامة، ذكره الشيخ باسم " المنير "). (123 - المجالس المحفوظة في فنون الكلام). (124 - المختصر في الغيبة). (125 - مختصر في الفرائض). (126 - مختصر في القياس). (127 - المختصر في المتعة). (128 - المزار الصغير، ذكره النجاشي ولعله المزار المعروف بمزار المفيد). (129 - المزورين عن معاني الأخبار). (130 - المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة، وقد طبع). (131 - المسألة الموضحة عن أسباب نكاح أمير المؤمنين عليه السلام). (132 - مسألة في المهر وأنه ما تراضى عليه الزوجان). (133 - مسألة في تحريم ذبائح أهل الكتاب). (134 - مسألة في الإرادة) (135 - مسألة في الأصلح). (136 - مسألة في البلوغ). (137 - مسألة في ميراث النبي (ص) وقد طبع بعنوان " تحقيق نحن معاشر الأنبياء "). (138 - مسألة في الإجماع). (139 - مسألة في العترة). (140 - مسألة في رجوع الشمس). (141 - مسألة في المعراج). (142 - مسألة في انشقاق القمر وتكلم الذراع). (143 - مسألة في تخصيص الأيام). (144 - مسألة في وجوب الجنة لمن ينتسب بولادته إلى النبي صلى الله عليه وآله). (145 - مسألة في معرفة النبي صلى الله عليه وآله بالكتابة). (146 - مسألة في معنى قوله صلى الله عليه وآله: " إني مخلف فيكم الثقلين "). (147 - مسألة فيما روته العامة). (148 - مسألة في النص الجلي). (149 - مسألة محمد بن الخضر الفارسي). (150 - مسألة في معنى قوله صلى الله عليه وآله: " أصحابي كالنجوم "). (151 - مسألة في القياس مختصر). (152 - المسألة الموضحة في تزويج عثمان). (153 - المسألة المقنعة في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام). (154 - المسائل في أقضى الصحابة). (155 - مسألة في الوكالة). (156 - مسائل أهل الخلاف). (157 - المسألة الحنبلية). (158 - مسألة في نكاح الكتابية). (159 - المسائل العشر في الغيبة، طبع في النجف سنة 1370 ه‍). (160 - مسائل النظم). (161 - مسألة في المسح على الرجلين، ولعله الرد على النسفي في مسح الرجلين). (162 - مسألة في المواريث). (163 - مصابيح النور في علامات أوائل الشهور). (164 - مقابس الأنوار في الرد على أهل الأخبار). (165 - المسائل المنثورة، وهي نحو مائة مسألة، ذكرها في الفهرست). (166 - المسائل الواردة من خوزستان). (167 - مسألة في خبر مارية القبطية). (168 - مسائل في الرجعة). (169 - مسألة في سبب استتار الحجة (عجل الله فرجه). (170 - مسألة في عذاب القبر). (171 - مسألة في قوله: " المطلقات "). (172 - مسألة فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه، هل هو صحيح ثابت أم لا). (173 - مسألة الفرق بين الشيعة والمعتزلة والفصل بين العدلية منهما). (174 - مناسك الحج). (175 - مناسك الحج " مختصر "). (176 - الموجز في المتعة). (177 - النصرة في فضل القرآن). (178 - النصرة لسيد العترة في حرب البصرة، وقد طبع في النجف باسم " الجمل "). (179 - نقض في الإمامة على جعفر بن حرب). (180 - نقض في الخمس عشرة مسألة على البلخي). (181 - النقض على ابن عباد في الإمامة). (182 - النقض على أبي عبد الله البصري). (183 - النقض على الجاحظ في فضيلة المعتزلة). (184 - النقض على الطلحي في الغيبة). (185 - النقض على علي بن عيسى الرماني في الإمامة). (186 - النقض على غلام البحراني في الإمامة). (187 - النقض على النصيبي في الإمامة). (188 - النقض على الواسطي). (189 - نقض فضيلة المعتزلة). (190 - نقض كتاب الأصم في الإمامة). (191 - نقض المروانية). (192 - النكت في مقدمات الأصول، وسماه شيخنا الرازي " الكشف "). (193 - المقنعة في الفقه). (194 - نهج البيان إلى سبيل الإيمان، حكى عنه الشهيد في مجموعته التي كتبها بخطه). من هو ولده مر في فهرس كتب الشيخ أنه كانت له رسالة إلى ولده في الفقه لم يتمها. فمن هو هذا الولد ذكره الميرزا عبد الله الأصفهاني في " رياض العلماء " فقال: علي بن محمد بن محمد بن النعمان، أبو القاسم، ابن شيخنا المفيد، كان من أجلاء أصحابنا، يروي عنه الشيخ الأجل محمد بن الحسن صاحب كتاب " نزهة الناظر وتنبيه الخواطر " في كلمات النبي والأئمة (عليهم السلام)، كما يظهر من بعض مواضع ذلك الكتاب، ولم يذكره أصحابنا في كتب الرجال ووصفه الميرزا النوري في خاتمة " المستدرك " بالعلم، وأنه كان من تلامذة تلامذة والده السيد المرتضى والشيخ الكراجكي، واختص به وفهرس له كتبه، ونقله النوري في كتابه، ويظهر من مقدمته أن لقبه المستفيد. ولكن ذكره صاحب " روضات الجنات " فقال: وقد كان لشيخنا المفيد هذا ولد يدعى بأبي القاسم علي بن محمد المفيد، كما استفيد ذلك من ذيل تاريخ ابن خلكان: " الوافي بالوفيات " للفاضل الصفدي فإنه كان: هو ابن أبي عبد الله المفيد - وقد تقدم ذكر والده في المحمدين - كان والده من شيوخ الشيعة ورؤسائهم، وكان هو - علي هذا - يلعب بالحمام، توفي سنة 461 ه‍. نقل ذلك صاحب " الروضات " ثم قال: " فاعتبروا يا أولي الأبصار " وكأنه صدق بما سفطه الصفدي وهو عنه في غاية البعد، ومن دون أن يقف على ما مر عن صاحب " الرياض " وهو أقرب وأحق أن يتبع. ولعله لهذا لم يخلفه ولده وإنما خلفه صهره محمد بن الحسن الجعفري أبو يعلى، فقد نص النجاشي على أنه كان خليفة المفيد الجالس مجلسه، متكلم فقيه قيم بالأمرين جميعا. وله كتب وأجوبة مسائل شرعية من بلاد شتى. مات في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وأربعمائة ودفن في داره. وفاته ومدفنه ورثاؤه: مر عن الطوسي في " الفهرست " أنه توفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف والمؤالف. كما مر عن النجاشي قوله: ومات (رحمه الله) ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، وضاق على الناس مع كبره. ودفن في داره سنين، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر (عليه السلام). وترجم له القاضي نور الله المرعشي الشوشتري الشهيد في " مجالس المؤمنين " وقال: وجدت على قبره رقعة مكتوب فيها: لا صوت الناعي بفقدك إنه * يوم على آل الرسول عظيم إن كنت قد غيبت في جدث الثرى * فالعلم والتوحيد فيك مقيم والقائم المهدي يفرح كلما * تليت عليك من الدروس علوم فقيل: إن الرقعة كانت من القائم " عجل الله فرجه " ورثاه تلميذه السيد الشريف المرتضى بقصيدة يقول فيها: إن شيخ الإسلام والعلم والدين * تولى فأزعج الإسلاما والذي كان غرة في دجى * الأيام أودى فأوحش الأياما كم جلوت الشكوك تعرض في * نص وحي وكم نصرت إماما وخصوم لد ملأتهم بالحق * في حومة الخصام خصاما عاينوا منك مصمتا ثغرة * النحس وما أرسلت يداك سهاما وشجاعا يفري المرائر، ما * كل شجاع يفري الطلا والهاما من إذا مال جانب من بناء * الدين كانت له يداه دعاما وإذا أزور جائر عن هداه * قاده نحوه فكان زماما من لفضل أخرجت منه خبيئا * ومعان فضضت عنها ختاما من لسوء ميزت عنه جميلا * وحلال خلصت منه حراما من يثير العقول من بعد ما كن همودا وينتج الأفهاما من يعبر الصديق رأيا إذا ما * سله في الخطوب كان حساما فامض صفرا من العيوب فكم * با ن رجال أثروا عيوبا وذاما لن تراني وأنت في عدد الأموات - إلا تجملا - بساما ورثاه مهيار الديلمي بقصيدة منها قوله فيها: ما بعد يومك سلوة لمعلل * منى، ولا ظفرت بسمع معذل سوى المصاب بك القلوب على الجوى * قيد الجليد على حشا المتململ وتشابه الباكون فيك فلم يبن * دمع المحق لنا من المتعمل يا مرسلا إن كنت مبلغ ميت * تحت الصفائح قول حي مرسل فج الثرى الراوي، فقل " لمحمد " * عن ذي فؤاد بالفجيعة مشعل من للخصوم الله بعدك غصة * في الصدر لا تهوي ولا هي تعتلي من للجدال إذا الشفاه تقلصت * وإذا اللسان بريقه لم يبللي من بعد فقدك رب كل غريبة * بكربك افترعت، وقولة فيصل ولغامض خاف رفعت قوامه * وفتحت منه في الجواب المقفل والسلام على الشيخ المفيد يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.

منهج التحقيق اعتمد في تحقيق كتاب " المقنعة " على ست نسخ مخطوطة، والنسخة المطبوعة طبعة حجرية: 1 - النسخة الأولى: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة " آستان قدس رضوي " برقم (2618)، وهي بخط يوسف بن داود بن مغمس بن داود بن الحسن الفقيه البحراني، وهي نسخة مصححة، وأنهيت مقابلتها في اليوم الثاني من شهر صفر سنة (992 ه‍ ق) والنصف الأخير منها غير منقوطة، ومع ذلك نسخة عالية جيدة، ورمز لها ب‍ " ألف ". 2 - النسخة الثانية: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة " آستان قدس رضوي " أيضا برقم (2619)، كتبت سنة (955 ه‍ ق) بخطوط مختلفة، ولم يعلم كتابها، ورمز لها ب‍ " ب ". 3 - النسخة الثالثة: وهي أيضا محفوظة في مكتبة " آستان قدس رضوي " برقم (5883)، وهي في الأصل من المكتبة الوطنية " كتابخانه ملي ملك "، وهي نسخة ناقصة، كثيرة الأغلاط، ودس فيها في باب الوضوء ليطابق مذهب العامة، ورمز لها ب‍ " ج ". 4 - النسخة الرابعة: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي بقم، وهي بخط " شريف محمد قلي تركمان، وفيها سقط يسير، وخطها جيد، ولكن تاريخ كتابتها غير معلوم، ورمز لها ب‍ " د ". 5 - النسخة الخامسة: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة المدرسة الرضوية بقم المقدسة، وهي بخط (ملا محمد صادق بن ملا رضا قلي النيسابوري)، وخطه جيد، وأنهيت كتابتها في اليوم السادس عشر من شهر شوال سنة (1072 ه‍ ق) ومقابلتها في اليوم الثاني والعشرين من شهر ذي الحجة سنة (1076 ه‍ ق)، ورمز لها ب‍ " ه‍ ". 6 - النسخة السادسة: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي، وهي بخط (علي أكبر بن نور الله بن محمد)، وتاريخ كتابتها مجهول، وفيها أغلاط، ورمز لها ب‍ " و ". 7 - النسخة السابعة: وهي النسخة المطبوعة طبعة حجرية قديمة، ورمز لها ب‍ " ز ". ذكرى: يلاحظ التقارب غالبا بين نسختي " ألف، ج " ونسخ " ب، ه‍، و " ونسختي " د، ز ". واختير المتن من أكثرية النسخ وذكر موارد الحذف في الهامش. اللهم إلا أن تكون النسخة المخالفة مع الأكثرية غلطا أو يكون الخلاف ب‍ " و "، " ف " وشبهه، مع أن هذا الخلاف أيضا روعي وثبت في الهامش بالنسبة إلى الروايات والأدعية، ولم يترك أية خلاف فيها. وبذل جهد كبير لاستخراج المصادر التي ذكرها المفيد " رحمه الله " من مظانها، وبقيت موارد منها لم يوجد لها مصادر بعد صرف جهد جهيد في ذلك، ولذلك بقي أرقامها بياضا من دون ذكر المصادر في هذه الموارد. ثم إن مصادر الأخبار والأدعية استخرجت من وسائل الشيعة مع الإمكان لسهولة الوصول إليها للقارئين، وما لم يوجد فيها استخراج من سائر الكتب المدونة في ذلك. صورة فوتوغرافية للصفحة الأولى من نسخة " د " صورة فوتوغرافية للصفحة الأولى من نسخة " ب "

 

الفهرست