موقع عقائد الشيعة الإمامية >> الصحيفة السجادية
يَا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ، ويَا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرِينَ، ويَا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واشْغَلْ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ، وأَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْرٍ، وجَوَارِحَنَا بِطَاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طَاعَةٍ. فَإِنْ قَدَّرْتَ لَنَا فَرَاغاً مِنْ شُغْلٍ فَاجْعَلْهُ فَرَاغَ سَلَامَةٍ لَا تُدْرِكُنَا فِيهِ تَبِعَةٌ، ولَا تَلْحَقُنَا فِيهِ سَأْمَةٌ، حَتَّى يَنْصَرِفَ عَنَّا كُتَّابُ السَّيِّئَاتِ بِصَحِيفَةٍ خَالِيَةٍ مِنْ ذِكْرِ سَيِّئَاتِنَا، ويَتَوَلَّى كُتَّابُ الْحَسَنَاتِ عَنَّا مَسْرُورِينَ بِمَا كَتَبُوا مِنْ حَسَنَاتِنَا وإِذَا انْقَضَتْ أَيَّامُ حَيَاتِنَا، وتَصَرَّمَتْ مُدَدُ أَعْمَارِنَا، واسْتَحْضَرَتْنَا دَعْوَتُكَ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا ومِنْ إِجَابَتِهَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْ خِتَامَ مَا تُحْصِي عَلَيْنَا كَتَبَةُ أَعْمَالِنَا تَوْبَةً مَقْبُولَةً لَا تُوقِفُنَا بَعْدَهَا عَلَى ذَنْبٍ اجْتَرَحْنَاهُ، ولَا مَعْصِيَةٍ اقْتَرَفْنَاهَا. ولَا تَكْشِفْ عَنَّا سِتْراً سَتَرْتَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ، يَوْمَ تَبْلُو أَخْبَارَ عِبَادِكَ. إِنَّكَ رَحِيمٌ بِمَنْ دَعَاكَ، ومُسْتَجِيبٌ لِمَنْ نَادَاكَ.
اللَّهُمَّ إِنَّهُ يَحْجُبُنِي عَنْ
مَسْأَلَتِكَ خِلَالٌ ثَلَاثٌ، وتَحْدُونِي عَلَيْهَا خَلَّةٌ وَاحِدَةٌ يَحْجُبُنِي أَمْرٌ أَمَرْتَ بِهِ
فَأَبْطَأْتُ عَنْهُ، ونَهْيٌ نَهَيْتَنِي عَنْهُ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ، ونِعْمَةٌ
أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَصَّرْتُ فِي شُكْرِهَا. ويَحْدُونِي عَلَى
مَسْأَلَتِكَ تَفَضُّلُكَ عَلَى مَنْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْكَ، ووَفَدَ
بِحُسْنِ ظَنِّهِ إِلَيْكَ، إِذْ جَمِيعُ إِحْسَانِكَ تَفَضُّلٌ، وإِذْ كُلُّ
نِعَمِكَ ابْتِدَاءٌ فَهَا أَنَا ذَا،
يَا إِلَهِي، وَاقِفٌ بِبَابِ عِزِّكَ وُقُوفَ الْمُسْتَسْلِمِ الذَّلِيلِ،
وسَائِلُكَ عَلَى الْحَيَاءِ مِنِّي سُؤَالَ الْبَائِسِ الْمُعِيلِ
مُقِرٌّ لَكَ بِأَنِّي لَمْ أَسْتَسْلِمْ وَقْتَ إِحْسَانِكَ إِلَّا
بِالْإِقْلَاعِ عَنْ عِصْيَانِكَ، ولَمْ أَخْلُ فِي الْحَالَاتِ كُلِّهَا مِنِ
امْتِنَانِكَ. فَهَلْ يَنْفَعُنِي، يَا إِلَهِي، إِقْرَارِي عِنْدَكَ بِسُوءِ مَا
اكْتَسَبْتُ وهَلْ يُنْجِينِي مِنْكَ اعْتِرَافِي لَكَ بِقَبِيحِ مَا ارْتَكَبْتُ
أَمْ أَوْجَبْتَ لِي فِي مَقَامِي هَذَا سُخْطَكَ أَمْ لَزِمَنِي فِي وَقْتِ
دُعَايَ مَقْتُكَ. سُبْحَانَكَ، لَا أَيْأَسُ مِنْكَ وقَدْ فَتحْتَ لِي بَابَ
التَّوْبَةِ إِلَيْكَ، بَلْ أَقُولُ مَقَالَ الْعَبْدِ الذَّلِيلِ الظَّالِمِ
لِنَفْسِهِ الْمُسْتَخِفِّ بِحُرْمَةِ رَبِّهِ. الَّذِي عَظُمَتْ ذُنُوبُهُ
فَجَلَّتْ، وأَدْبَرَتْ أَيَّامُهُ فَوَلَّتْ حَتَّى إِذَا رَأَى مُدَّةَ الْعَمَلِ
قَدِ انْقَضَتْ وغَايَةَ الْعُمُرِ قَدِ انْتَهَتْ، وأَيْقَنَ أَنَّهُ لَا مَحِيصَ
لَهُ مِنْكَ، ولَا مَهْرَبَ لَهُ عَنْكَ، تَلَقَّاكَ بِالْإِنَابَةِ، وأَخْلَصَ
لَكَ التَّوْبَةَ، فَقَامَ إِلَيْكَ بِقَلْبٍ طَاهِرٍ نَقِيٍّ، ثُمَّ دَعَاكَ
بِصَوْتٍ حَائِلٍ خَفِيٍّ. قَدْ تَطَأْطَأَ لَكَ فَانْحَنَى، ونَكَّسَ رَأْسَهُ
فَانْثَنَى، قَدْ أَرْعَشَتْ خَشْيَتُهُ رِجْلَيْهِ، وغَرَّقَتْ دُمُوعُهُ
خَدَّيْهِ، يَدْعُوكَ بِيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ويَا أَرْحَمَ مَنِ انْتَابَهُ
الْمُسْتَرْحِمُونَ، ويَا أَعْطَفَ مَنْ أَطَافَ بِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ، ويَا
مَنْ عَفْوُهُ أَكْثرُ مِنْ نَقِمَتِهِ، ويَا مَنْ رِضَاهُ أَوْفَرُ مِنْ سَخَطِهِ.
ويَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَى خَلْقِهِ بِحُسْنِ التَّجَاوُزِ، ويَا مَنْ عَوَّدَ
عِبَادَهُ قَبُولَ الْإِنَابَةِ، ويَا مَنِ اسْتَصْلَحَ فَاسِدَهُمْ بِالتَّوْبَةِ
ويَا مَنْ رَضِيَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسِيرِ، ومَنْ كَافَى قَلِيلَهُمْ
بِالْكَثِيرِ، ويَا مَنْ ضَمِنَ لَهُمْ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ، ويَا مَنْ وَعَدَهُمْ
عَلَى نَفْسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسْنَ الْجَزَاءِ. مَا أَنَا بِأَعْصَى مَنْ عَصَاكَ
فَغَفَرْتَ لَهُ، ومَا أَنَا بِأَلْوَمِ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَ
مِنْهُ، ومَا أَنَا بِأَظْلَمِ مَنْ تَابَ إِلَيْكَ فَعُدْتَ عَلَيْهِ. أَتُوبُ
إِلَيْكَ فِي مَقَامِي هَذَا تَوْبَةَ نَادِمٍ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ، مُشْفِقٍ
مِمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ، خَالِصِ الْحَيَاءِ مِمَّا وَقَعَ فِيهِ. عَالِمٍ
بِأَنَّ الْعَفْوَ عَنِ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ لَا يَتَعَاظَمُكَ، وأَنَّ
التَّجَاوُزَ عَنِ الْإِثْمِ الْجَلِيلِ لَا يَسْتَصْعِبُكَ، وأَنَّ احْتِمَالَ
الْجِنَايَاتِ الْفَاحِشَةِ لَا يَتَكَأَّدُكَ، وأَنَّ أَحَبَّ عِبَادِكَ إِلَيْكَ
مَنْ تَرَكَ الِاسْتِكْبَارَ عَلَيْكَ، وجَانَبَ الْإِصْرَارَ، ولَزِمَ
الِاسْتِغْفَارَ. وأَنَا أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ أَسْتَكْبِرَ، وأَعُوذُ بِكَ
مِنْ أَنْ أُصِرَّ، وأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا قَصَّرْتُ فِيهِ، وأَسْتَعِينُ بِكَ
عَلَى مَا عَجَزْتُ عَنْهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وهَبْ لِي مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَكَ، وعَافِنِي مِمَّا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، وأَجِرْنِي مِمَّا يَخَافُهُ أَهْلُ الْإِسَاءَةِ، فَإِنَّكَ مَلِيءٌ بِالْعَفْوِ، مَرْجُوٌّ لِلْمَغْفِرَةِ، مَعْرُوفٌ بِالتَّجَاوُزِ، لَيْسَ لِحَاجَتِي مَطْلَبٌ سِوَاكَ، ولَا لِذَنْبِي غَافِرٌ غَيْرُكَ، حَاشَاكَ ولَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا إِيَّاكَ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، واقْضِ حَاجَتِي، وأَنْجِحْ طَلِبَتِي، واغْفِرْ ذَنْبِي، وآمِنْ خَوْفَ نَفْسِي، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ يَا مُنْتَهَى مَطْلَبِ
الْحَاجَاتِ ويَا مَنْ عِنْدَهُ نَيْلُ
الطَّلِبَاتِ ويَا مَنْ لَا يَبِيعُ
نِعَمَهُ بِالْأَثْمَانِ ويَا مَنْ لَا
يُكَدِّرُ عَطَايَاهُ بِالِامْتِنَانِ ويَا
مَنْ يُسْتَغْنَى بِهِ ولَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ ويَا مَنْ يُرْغَبُ إِلَيْهِ ولَا يُرْغَبُ
عَنْهُ ويَا مَنْ لَا تُفْنِي خَزَائِنَهُ
الْمَسَائِلُ ويَا مَنْ لَا تُبَدِّلُ
حِكْمَتَهُ الْوَسَائِلُ ويَا مَنْ لَا
تَنْقَطِعُ عَنْهُ حَوَائِجُ الْمُحْتَاجِينَ ويَا مَنْ لَا يُعَنِّيهِ دُعَاءُ الدَّاعِينَ.
تَمَدَّحْتَ بِالْغَنَاءِ عَنْ خَلْقِكَ وأَنْتَ أَهْلُ الْغِنَى عَنْهُمْ
ونَسَبْتَهُمْ إِلَى الْفَقْرِ وهُمْ أَهْلُ الْفَقْرِ إِلَيْكَ. فَمَنْ حَاوَلَ
سَدَّ خَلَّتِهِ مِنْ عِنْدِكَ، ورَامَ صَرْفَ الْفَقْرِ عَنْ نَفْسِهِ بِكَ فَقَدْ
طَلَبَ حَاجَتَهُ فِي مَظَانِّهَا، وأَتَى طَلِبَتَهُ مِنْ وَجْهِهَا. ومَنْ
تَوَجَّهَ بِحَاجَتِهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ جَعَلَهُ سَبَبَ نُجْحِهَا
دُونَكَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْحِرْمَانِ، واسْتَحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَوْتَ
الْإِحْسَانِ.
اللَّهُمَّ ولِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ قَدْ
قَصَّرَ عَنْهَا جُهْدِي، وتَقَطَّعَتْ دُونَهَا حِيَلِي، وسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
رَفْعَهَا إِلَى مَنْ يَرْفَعُ حَوَائِجَهُ إِلَيْكَ، ولَا يَسْتَغْنِي فِي
طَلِبَاتِهِ عَنْكَ، وهِيَ زَلَّةٌ مِنْ زَلَلِ الْخَاطِئِينَ، وعَثْرَةٌ مِنْ
عَثَرَاتِ الْمُذْنِبِينَ. ثُمَّ انْتَبَهْتُ بِتَذْكِيرِكَ لِي مِنْ غَفْلَتِي،
ونَهَضْتُ بِتَوْفِيقِكَ مِنْ زَلَّتِي، ورَجَعْتُ ونَكَصْتُ بِتَسْدِيدِكَ عَنْ
عَثْرَتِي. وقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّي كَيْفَ يَسْأَلُ مُحْتَاجٌ مُحْتَاجاً وأَنَّى
يَرْغَبُ مُعْدِمٌ إِلَى مُعْدِمٍ
فَقَصَدْتُكَ، يَا إِلَهِي، بِالرَّغْبَةِ، وأَوْفَدْتُ عَلَيْكَ رَجَائِي
بِالثِّقَةِ بِكَ. وعَلِمْتُ أَنَّ كَثِيرَ مَا أَسْأَلُكَ يَسِيرٌ فِي وُجْدِكَ،
وأَنَّ خَطِيرَ مَا أَسْتَوْهِبُكَ حَقِيرٌ فِي وُسْعِكَ، وأَنَّ كَرَمَكَ لَا
يَضِيقُ عَنْ سُؤَالِ أَحَدٍ، وأَنَّ يَدَكَ بِالْعَطَايَا أَعْلَى مِنْ كُلِّ
يَدٍ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واحْمِلْنِي بِكَرَمِكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، ولَا تَحْمِلْنِي بِعَدْلِكَ عَلَى
الِاسْتِحْقَاقِ، فَمَا أَنَا بِأَوَّلِ رَاغِبٍ رَغِبَ إِلَيْكَ فَأَعْطَيْتَهُ
وهُوَ يَسْتَحِقُّ الْمَنْعَ، ولَا بِأَوَّلِ سَائِلٍ سَأَلَكَ فَأَفْضَلْتَ
عَلَيْهِ وهُوَ يَسْتَوْجِبُ الْحِرْمَانَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وكُنْ لِدُعَائِي مُجِيباً، ومِنْ نِدَائِي قَرِيباً، ولِتَضَرُّعِي رَاحِماً، ولِصَوْتِي سَامِعاً. ولَا تَقْطَعْ رَجَائِي عَنْكَ، ولَا تَبُتَّ سَبَبِي مِنْكَ، ولَا تُوَجِّهْنِي فِي حَاجَتِي هَذِهِ وغَيْرِهَا إِلَى سِوَاكَ وتَوَلَّنِي بِنُجْحِ طَلِبَتِي وقَضَاءِ حَاجَتِي ونَيْلِ سُؤْلِي قَبْلَ زَوَالِي عَنْ مَوْقِفِي هَذَا بِتَيْسِيرِكَ لِيَ الْعَسِيرَ وحُسْنِ تَقْدِيرِكَ لِي فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، صَلَاةً دَائِمَةً نَامِيَةً لَا انْقِطَاعَ لِأَبَدِهَا ولَا مُنْتَهَى لِأَمَدِهَا، واجْعَلْ ذَلِكَ عَوْناً لِي وسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَتِي، إِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ. ومِنْ حَاجَتِي يَا رَبِّ كَذَا وكَذَا [وَ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ ثُمَّ تَسْجُدُ وتَقُولُ فِي سُجُودِكَ] فَضْلُكَ آنَسَنِي، وإِحْسَانُكَ دَلَّنِي، فَأَسْأَلُكَ بِكَ وبِمُحَمَّدٍ وآلِهِ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَن لَا تَرُدَّنِي خَائِباً.
يَا مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَنْبَاءُ
الْمُتَظَلِّمِينَ ويَا مَنْ لَا يَحْتَاجُ
فِي قَصَصِهِمْ إِلَى شَهَادَاتِ الشَّاهِدِينَ. ويَا مَنْ قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ
مِنَ الْمَظْلُومِينَ ويَا مَنْ بَعُدَ
عَوْنُهُ عَنِ الظَّالِمِينَ
قَدْ عَلِمْتَ، يَا إِلَهِي، مَا نَالَنِي مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِمَّا
حَظَرْتَ وانْتَهَكَهُ مِنِّي مِمَّا حَجَزْتَ عَلَيْهِ، بَطَراً فِي نِعْمَتِكَ
عِنْدَهُ، واغْتِرَاراً بِنَكِيرِكَ عَلَيْهِ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وخُذْ ظَالِمِي وعَدُوِّي عَنْ ظُلْمِي بِقُوَّتِكَ، وافْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي
بِقُدْرَتِكَ، واجْعَلْ لَهُ شُغْلًا فِيمَا يَلِيهِ، وعَجْزاً عَمَّا يُنَاوِيهِ.
اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ولَا تُسَوِّغْ لَهُ ظُلْمِي، وأَحْسِنْ عَلَيْهِ عَوْنِي، واعْصِمْنِي مِنْ مِثْلِ
أَفْعَالِهِ، ولَا تَجْعَلْنِي فِي مِثْلِ حَالِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
وأَعْدِنِي عَلَيْهِ عَدْوَى حَاضِرَةً، تَكُونُ مِنْ غَيْظِي بِهِ شِفَاءً، ومِنْ
حَنَقِي عَلَيْهِ وَفَاءً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وعَوِّضْنِي مِنْ ظُلْمِهِ لِي عَفْوَكَ، وأَبْدِلْنِي بِسُوءِ صَنِيعِهِ بِي
رَحْمَتَكَ، فَكُلُّ مَكْرُوهٍ جَلَلٌ دُونَ سَخَطِكَ، وكُلُّ مَرْزِئَةٍ سَوَاءٌ
مَعَ مَوْجِدَتِكَ.
اللَّهُمَّ فَكَمَا كَرَّهْتَ إِلَيَّ أَنْ
أُظْلَمَ فَقِنِي مِنْ أَنْ أَظْلِمَ.
اللَّهُمَّ لَا أَشْكُو إِلَى أَحَدٍ
سِوَاكَ، ولَا أَسْتَعِينُ بِحَاكِمٍ غَيْرِكَ، حَاشَاكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وآلِهِ، وصِلْ دُعَائِي بِالْإِجَابَةِ، واقْرِنْ شِكَايَتِي بِالتَّغْيِيرِ.
اللَّهُمَّ لَا تَفْتِنِّي بِالْقُنُوطِ مِنْ
إِنْصَافِكَ، ولَا تَفْتِنْهُ بِالْأَمْنِ مِنْ إِنْكَارِكَ، فَيُصِرَّ عَلَى
ظُلْمِي، ويُحَاضِرَنِي بِحَقِّي، وعَرِّفْهُ عَمَّا قَلِيلٍ مَا أَوْعَدْتَ
الظَّالِمِينَ، وعَرِّفْنِي مَا وَعَدْتَ مِنْ إِجَابَةِ الْمُضْطَرِّينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ووَفِّقْنِي لِقَبُولِ مَا قَضَيْتَ لِي وعَلَيَّ ورَضِّنِي بِمَا أَخَذْتَ لِي
ومِنِّي، واهْدِنِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، واسْتَعْمِلْنِي بِمَا هُوَ أَسْلَمُ.
اللَّهُمَّ وإِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِي عِنْدَكَ فِي تَأْخِيرِ الْأَخْذِ لِي وتَرْكِ الِانْتِقَامِ مِمَّنْ ظَلَمَنِي إِلَى يَوْمِ الْفَصْلِ ومَجْمَعِ الْخَصْمِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَيِّدْنِي مِنْكَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وصَبْرٍ دَائِمٍ وأَعِذْنِي مِنْ سُوءِ الرَّغْبَةِ وهَلَعِ أَهْلِ الْحِرْصِ، وصَوِّرْ فِي قَلْبِي مِثَالَ مَا ادَّخَرْتَ لِي مِنْ ثَوَابِكَ، وأَعْدَدْتَ لِخَصْمِي مِنْ جَزَائِكَ وعِقَابِكَ، واجْعَلْ ذَلِكَ سَبَباً لِقَنَاعَتِي بِمَا قَضَيْتَ، وثِقَتِي بِمَا تَخَيَّرْتَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا لَمْ
أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِيهِ مِنْ سَلَامَةِ بَدَنِي، ولَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا
أَحْدَثْتَ بِي مِنْ عِلَّةٍ فِي جَسَدِي
فَمَا أَدْرِي، يَا إِلَهِي، أَيُّ الْحَالَيْنِ أَحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ،
وأَيُّ الْوَقْتَيْنِ أَوْلَى بِالْحَمْدِ لَكَ
أَ وَقْتُ الصِّحَّةِ الَّتِي هَنَّأْتَنِي فِيهَا طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ،
ونَشَّطْتَنِي بِهَا لِابْتِغَاءِ مَرْضَاتِكَ وفَضْلِكَ، وقَوَّيْتَنِي مَعَهَا
عَلَى مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْ طَاعَتِكَ
أَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ الَّتِي مَحَّصْتَنِي بِهَا، والنِّعَمِ الَّتِي
أَتْحَفْتَنِي بِهَا، تَخْفِيفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَيَّ ظَهْرِي مِنَ
الْخَطِيئَاتِ، وتَطْهِيراً لِمَا انْغَمَسْتُ فِيهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ،
وتَنْبِيهاً لِتَنَاوُلِ التَّوْبَةِ، وتَذْكِيراً لِمَحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَدِيمِ
النِّعْمَةِ وفِي خِلَالِ ذَلِكَ مَا كَتَبَ لِيَ
الْكَاتِبَانِ مِنْ زَكِيِّ الْأَعْمَالِ، مَا لَا قَلْبٌ فَكَّرَ فِيهِ، ولَا
لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ، ولَا جَارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ، بَلْ إِفْضَالًا مِنْكَ
عَلَيَّ، وإِحْسَاناً مِنْ صَنِيعِكَ إِلَيَّ.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وحَبِّبْ إِلَيَّ مَا رَضِيتَ لِي، ويَسِّرْ لِي مَا أَحْلَلْتَ بِي، وطَهِّرْنِي مِنْ دَنَسِ مَا أَسْلَفْتُ، وامْحُ عَنِّي شَرَّ مَا قَدَّمْتُ، وأَوْجِدْنِي حَلَاوَةَ الْعَافِيَةِ، وأَذِقْنِي بَرْدَ السَّلَامَةِ، واجْعَلْ مَخْرَجِي عَنْ عِلَّتِي إِلَى عَفْوِكَ، ومُتَحَوَّلِي عَنْ صَرْعَتِي إِلَى تَجَاوُزِكَ، وخَلَاصِي مِنْ كَرْبِي إِلَى رَوْحِكَ، وسَلَامَتِي مِنْ هَذِهِ الشِّدَّةِ إِلَى فَرَجِكَ إِنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْإِحْسَانِ، الْمُتَطَوِّلُ بِالِامْتِنَانِ، الْوَهَّابُ الْكَرِيمُ، ذُو الْجَلَالِ والْإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ يَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ يَسْتَغيثُ
الْمُذْنِبُونَ ويَا مَنْ إِلَى ذِكْرِ
إِحْسَانِهِ يَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ ويَا مَنْ لِخِيفَتِهِ يَنْتَحِبُ الْخَاطِئُونَ
يَا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ غَرِيبٍ، ويَا فَرَجَ كُلِّ مَكْرُوبٍ كَئِيبٍ، ويَا
غَوْثَ كُلِّ مَخْذُولٍ فَرِيدٍ، ويَا عَضُدَ كُلِّ مُحْتَاجٍ طَرِيدٍ أَنْتَ الَّذِي وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
رَحْمَةً وعِلْماً وأَنْتَ الَّذِي
جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ فِي نِعَمِكَ سَهْماً وأَنْتَ الَّذِي عَفْوُهُ أَعْلَى مِنْ عِقَابِهِ
وأَنْتَ الَّذِي تَسْعَى رَحْمَتُهُ أَمَامَ غَضَبِهِ. وأَنْتَ الَّذِي
عَطَاؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ. وأَنْتَ الَّذِي اتَّسَعَ الْخَلَائِقُ
كُلُّهُمْ فِي وُسْعِهِ. وأَنْتَ الَّذِي لَا يَرْغَبُ فِي جَزَاءِ مَنْ أَعْطَاهُ.
وأَنْتَ الَّذِي لَا يُفْرِطُ فِي عِقَابِ مَنْ عَصَاهُ. وأَنَا، يَا إِلَهِي،
عَبْدُكَ الَّذِي أَمَرْتَهُ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، هَا
أَنَا ذَا، يَا رَبِّ، مَطْرُوحٌ بَيْنَ يَدَيْكَ. أَنَا الَّذِي أَوْقَرَتِ
الْخَطَايَا ظَهْرَهُ، وأَنَا الَّذِي أَفْنَتِ الذُّنُوبُ عُمُرَهُ، وأَنَا
الَّذِي بِجَهْلِهِ عَصَاكَ، ولَمْ تَكُنْ أَهْلًا مِنْهُ لِذَاكَ. هَلْ أَنْتَ،
يَا إِلَهِي، رَاحِمٌ مَنْ دَعَاكَ فَأُبْلِغَ فِي الدُّعَاءِ أَمْ أَنْتَ غَافِرٌ
لِمَنْ بَكَاكَ فَأُسْرِعَ فِي الْبُكَاءِ أَمْ أَنْتَ مُتَجَاوِزٌ عَمَّنْ عَفَّرَ
لَكَ وَجْهَهُ تَذَلُّلًا أَمْ أَنْتَ مُغْنٍ مَنْ شَكَا إِلَيْكَ، فَقْرَهُ
تَوَكُّلًا إِلَهِي لَا تُخَيِّبْ مَنْ لَا يَجِدُ
مُعْطِياً غَيْرَكَ، ولَا تَخْذُلْ مَنْ لَا يَسْتَغْنِي عَنْكَ بِأَحَدٍ دُونَكَ.
إِلَهِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ولَا تُعْرِضْ عَنِّي وقَدْ أَقْبَلْتُ عَلَيْكَ، ولَا تَحْرِمْنِي وقَدْ رَغِبْتُ
إِلَيْكَ، ولَا تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ وقَدِ انْتَصَبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ. أَنْتَ
الَّذِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وارْحَمْنِي، وأَنْتَ الَّذِي سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالْعَفْوِ فَاعْفُ عَنِّي قَدْ تَرَى يَا إِلَهِي، فَيْضَ دَمْعِي مِنْ
خِيفَتِكَ، ووَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وانْتِقَاضَ جَوَارِحِي مِنْ
هَيْبَتِكَ كُلُّ ذَلِكَ حَيَاءٌ
مِنْكَ لِسُوءِ عَمَلِي، ولِذَاكَ خَمَدَ صَوْتِي عَنِ الْجَأْرِ إِلَيْكَ، وكَلَّ
لِسَانِي عَنْ مُنَاجَاتِكَ.
يَا إِلَهِي فَلَكَ الْحَمْدُ فَكَمْ مِنْ
عَائِبَةٍ سَتَرْتَهَا عَلَيَّ فَلَمْ تَفْضَحْنِي، وكَمْ مِنْ ذَنْبٍ غَطَّيْتَهُ
عَلَيَّ فَلَمْ تَشْهَرْنِي، وكَمْ مِنْ شَائِبَةٍ أَلْمَمْتُ بِهَا فَلَمْ
تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَهَا، ولَمْ تُقَلِّدْنِي مَكْرُوهَ شَنَارِهَا، ولَمْ تُبْدِ
سَوْءَاتِهَا لِمَنْ يَلْتَمِسُ مَعَايِبِي مِنْ جِيرَتِي، وحَسَدَةِ نِعْمَتِكَ
عِنْدِي ثُمَّ لَمْ يَنْهَنِي ذَلِكَ
عَنْ أَنْ جَرَيْتُ إِلَى سُوءِ مَا عَهِدْتَ مِنِّي فَمَنْ أَجْهَلُ مِنِّي، يَا إِلَهِي
بِرُشْدِهِ ومَنْ أَغْفَلُ مِنِّي عَنْ حَظِّهِ ومَنْ أَبْعَدُ مِنِّي مِنِ
اسْتِصْلَاحِ نَفْسِهِ حِينَ أُنْفِقُ مَا أَجْرَيْتَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ فِيمَا
نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ ومَنْ أَبْعَدُ غَوْراً فِي الْبَاطِلِ،
وأَشَدُّ إِقْدَاماً عَلَى السُّوءِ مِنِّي حِينَ أَقِفُ بَيْنَ دَعْوَتِكَ
ودَعْوَةِ الشَّيْطَانِ فَأَتَّبِعُ دَعْوَتَهُ عَلَى غَيْرِ عَمًى مِنِّي فِي
مَعْرِفَةٍ بِهِ ولَا نِسْيَانٍ مِنْ حِفْظِي لَهُ وأَنَا حِينَئِذٍ مُوقِنٌ
بِأَنَّ مُنْتَهَى دَعْوَتِكَ إِلَى الْجَنَّةِ، ومُنْتَهَى دَعْوَتِهِ إِلَي
النَّارِ.
سُبْحَانَكَ مَا أَعْجَبَ مَا أَشْهَدُ بِهِ
عَلَى نَفْسِي، وأُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْتُومِ أَمْرِي. وأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ
أَنَاتُكَ عَنِّي، وإِبْطَاؤُكَ عَنْ مُعَاجَلَتِي، ولَيْسَ ذَلِكَ مِنْ كَرَمِي
عَلَيْكَ، بَلْ تَأَنِّياً مِنْكَ لِي، وتَفَضُّلًا مِنْكَ عَلَيَّ لِأَنْ
أَرْتَدِعَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ الْمُسْخِطَةِ، وأُقْلِعَ عَنْ سَيِّئَاتِيَ
الْمُخْلِقَةِ، ولِأَنَّ عَفْوَكَ عَنِّي أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتِي بَلْ أَنَا، يَا إِلَهِي، أَكْثَرُ
ذُنُوباً، وأَقْبَحُ آثَاراً، وأَشْنَعُ أَفْعَالًا، وأَشَدُّ فِي الْبَاطِلِ
تَهَوُّراً، وأَضْعَفُ عِنْدَ طَاعَتِكَ تَيَقُّظاً، وأَقَلُّ لِوَعِيدِكَ
انْتِبَاهاً وارْتِقَاباً مِنْ أَنْ أُحْصِيَ لَكَ عُيُوبِي، أَوْ أَقْدِرَ عَلَى
ذِكْرِ ذُنُوبِي. وإِنَّمَا أُوَبِّخُ بِهَذَا نَفْسِي طَمَعاً فِي رَأْفَتِكَ
الَّتِي بِهَا صَلَاحُ أَمْرِ الْمُذْنِبِينَ، ورَجَاءً لِرَحْمَتِكَ الَّتِي بِهَا
فَكَاكُ رِقَابِ الْخَاطِئِينَ.
اللَّهُمَّ وهَذِهِ رَقَبَتِي قَدْ
أَرَقَّتْهَا الذُّنُوبُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَعْتِقْهَا
بِعَفْوِكَ، وهَذَا ظَهْرِي قَدْ أَثْقَلَتْهُ الْخَطَايَا، فَصَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وخَفِّفْ عَنْهُ بِمَنِّكَ
يَا إِلَهِي لَوْ بَكَيْتُ إِلَيْكَ حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيَّ،
وانْتَحَبْتُ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتِي، وقُمْتُ لَكَ حَتَّى تَتَنَشَّرَ
قَدَمَايَ، ورَكَعْتُ لَكَ حَتَّى يَنْخَلِعَ صُلْبِي، وسَجَدْتُ لَكَ حَتَّى
تَتَفَقَّأَ حَدَقَتَايَ، وأَكَلْتُ تُرَابَ الْأَرْضِ طُولَ عُمُرِي، وشَرِبْتُ
مَاءَ الرَّمَادِ آخِرَ دَهْرِي، وذَكَرْتُكَ فِي خِلَالِ ذَلِكَ حَتَّى يَكِلَّ
لِسَانِي، ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ طَرْفِي إِلَى آفَاقِ السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً
مِنْكَ مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذَلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ سَيِّئَاتِي.
وإِنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لِي حِينَ أَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ، وتَعْفُو عَنِّي حِينَ
أَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِبٍ لِي بِاسْتِحْقَاقٍ، ولَا
أَنَا أَهْلٌ لَهُ بِاسْتِيجَابٍ، إِذْ كَانَ جَزَائِي مِنْكَ فِي أَوَّلِ مَا
عَصَيْتُكَ النَّارَ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَيْرُ ظَالِمٍ لِي. إِلَهِي
فَإِذْ قَدْ تَغَمَّدْتَنِي بِسِتْرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْنِي، وتَأَنَّيْتَنِي
بِكَرَمِكَ فَلَمْ تُعَاجِلْنِي، وحَلُمْتَ عَنِّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَمْ تُغَيِّرْ
نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، ولَمْ تُكَدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدِي، فَارْحَمْ طُولَ
تَضَرُّعِي وشِدَّةَ مَسْكَنَتِي، وسُوءَ مَوْقِفِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وقِنِي مِنَ الْمَعَاصِي، واسْتَعْمِلْنِي بِالطَّاعَةِ، وارْزُقْنِي حُسْنَ الْإِنَابَةِ، وطَهِّرْنِي بِالتَّوْبَةِ، وأَيِّدْنِي بِالْعِصْمَةِ، واسْتَصْلِحْنِي بِالْعَافِيَةِ، وأَذِقْنِي حَلَاوَةَ الْمَغْفِرَةِ، واجْعَلْنِي طَلِيقَ عَفْوِكَ، وعَتِيقَ رَحْمَتِكَ، واكْتُبْ لِي أَمَاناً مِنْ سُخْطِكَ، وبَشِّرْنِي بِذَلِكَ فِي الْعَاجِلِ دُونَ الْآجِلِ، بُشْرَى أَعْرِفُهَا، وعَرِّفْنِي فِيهِ عَلَامَةً أَتَبَيَّنُهَا. إِنَّ ذَلِكَ لَا يَضِيقُ عَلَيْكَ فِي وُسْعِكَ، ولَا يَتَكَأَّدُكَ فِي قُدْرَتِكَ، ولَا يَتَصَعَّدُكَ فِي أَنَاتِكَ، ولَا يَئُودُكَ فِي جَزِيلِ هِبَاتِكَ الَّتِي دَلَّتْ عَلَيْهَا آيَاتُكَ، إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ، وتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ
نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وكَيْدِهِ ومَكَايِدِهِ، ومِنَ الثِّقَةِ
بِأَمَانِيِّهِ ومَوَاعِيدِهِ وغُرُورِهِ ومَصَايِدِهِ. وأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ
فِي إِضْلَالِنَا عَنْ طَاعَتِكَ، وامْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ، أَوْ أَنْ
يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ
إِلَيْنَا.
اللَّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ،
واكْبِتْهُ بِدُءوبِنَا فِي مَحَبَّتِكَ، واجْعَلْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُ سِتْراً لَا
يَهْتِكُهُ، ورَدْماً مُصْمِتاً لَا يَفْتُقُهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واشْغَلْهُ عَنَّا بِبَعْضِ أَعْدَائِكَ، واعْصِمْنَا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعَايَتِكَ،
واكْفِنَا خَتْرَهُ، ووَلِّنَا ظَهْرَهُ، واقْطَعْ عَنَّا إِثْرَهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وأَمْتِعْنَا مِنَ الْهُدَى بِمِثْلِ ضَلَالَتِهِ، وزَوِّدْنَا مِنَ الْتَّقْوَى
ضِدَّ غَوَايَتِهِ، واسْلُكْ بِنَا مِنَ التُّقَى خِلَافَ سَبِيلِهِ مِنَ الرَّدَى.
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لَهُ فِي قُلُوبِنَا
مَدْخَلًا ولَا تُوطِنَنَّ لَهُ فِيمَا لَدَيْنَا مَنْزِلًا.
اللَّهُمَّ ومَا سَوَّلَ لَنَا مِنْ بَاطِلٍ
فَعَرِّفْنَاهُ، وإِذَا عَرَّفْتَنَاهُ فَقِنَاهُ، وبَصِّرْنَا مَا نُكَايِدُهُ
بِهِ، وأَلْهِمْنَا مَا نُعِدُّهُ لَهُ، وأَيْقِظْنَا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ
بِالرُّكُونِ إِلَيْهِ، وأَحْسِنْ بِتَوْفِيقِكَ عَوْنَنَا عَلَيْهِ.
اللَّهُمَّ وأَشْرِبْ قُلُوبَنَا إِنْكَارَ
عَمَلِهِ، والْطُفْ لَنَا فِي نَقْضِ حِيَلِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وحَوِّلْ سُلْطَانَهُ عَنَّا، واقْطَعْ رَجَاءَهُ مِنَّا، وادْرَأْهُ عَنِ
الْوُلُوعِ بِنَا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واجْعَلْ آبَاءَنَا وأُمَّهَاتِنَا وأَوْلَادَنَا وأَهَالِيَنَا وذَوِي
أَرْحَامِنَا وقَرَابَاتِنَا وجِيرَانَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ
مِنْهُ فِي حِرْزٍ حَارِزٍ، وحِصْنٍ حَافِظٍ، وكَهْفٍ مَانِعٍ، وأَلْبِسْهُمْ
مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً، وأَعْطِهِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً.
اللَّهُمَّ واعْمُمْ بِذَلِكَ مَنْ شَهِدَ
لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وأَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ، وعَادَاهُ لَكَ
بِحَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ، واسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ
الْعُلُومِ الرَّبَّانِيَّةِ.
اللَّهُمَّ احْلُلْ مَا عَقَدَ، وافْتُقْ مَا
رَتَقَ، وافْسَخْ مَا دَبَّرَ، وثَبِّطْهُ إِذَا عَزَمَ، وانْقُضْ مَا أَبْرَمَ.
اللَّهُمَّ واهْزِمْ جُنْدَهُ، وأَبْطِلْ
كَيْدَهُ واهْدِمْ كَهْفَهُ، وأَرْغِمْ أَنْفَهُ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي نَظْمِ
أَعْدَائِهِ، واعْزِلْنَا عَنْ عِدَادِ أَوْلِيَائِهِ، لَا نُطِيعُ لَهُ إِذَا
اسْتَهْوَانَا، ولَا نَسْتَجِيبُ لَهُ إِذَا دَعَانَا، نَأْمُرُ بِمُنَاوَأَتِهِ،
مَنْ أَطَاعَ أَمْرَنَا، ونَعِظُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجْرَنَا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وأَعِذْنَا وأَهَالِيَنَا وإِخْوَانَنَا وجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ مِمَّا اسْتَعَذْنَا مِنْهُ، وأَجِرْنَا مِمَّا اسْتَجَرْنَا بِكَ مِنْ خَوْفِهِ واسْمَعْ لَنَا مَا دَعَوْنَا بِهِ، وأَعْطِنَا مَا أَغْفَلْنَاهُ، واحْفَظْ لَنَا مَا نَسِينَاهُ، وصَيِّرْنَا بِذَلِكَ فِي دَرَجَاتِ الصَّالِحِينَ ومَرَاتِبِ الْمُؤْمِنِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حُسْنِ قَضَائِكَ، وبِمَا صَرَفْتَ عَنِّي مِنْ بَلَائِكَ، فَلَا تَجْعَلْ حَظِّي مِنْ رَحْمَتِكَ مَا عَجَّلْتَ لِي مِنْ عَافِيَتِكَ فَأَكُونَ قَدْ شَقِيتُ بِمَا أَحْبَبْتُ وسَعِدَ غَيْرِي بِمَا كَرِهْتُ. وإِنْ يَكُنْ مَا ظَلِلْتُ فِيهِ أَوْ بِتُّ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْعَافِيَةِ بَيْنَ يَدَيْ بَلَاءٍ لَا يَنْقَطِعُ ووِزْرٍ لَا يَرْتَفِعُ فَقَدِّمْ لِي مَا أَخَّرْتَ، وأَخِّرْ عَنِّي مَا قَدَّمْتَ. فَغَيْرُ كَثِيرٍ مَا عَاقِبَتُهُ الْفَنَاءُ، وغَيْرُ قَلِيلٍ مَا عَاقِبَتُهُ الْبَقَاءُ، وصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ، وانْشُرْ
عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ مِنَ السَّحَابِ الْمُنْسَاقِ
لِنَبَاتِ أَرْضِكَ الْمُونِقِ فِي جَمِيعِ الْآفَاقِ. وامْنُنْ عَلَى عِبَادِكَ
بِإِينَاعِ الثَّمَرَةِ، وأَحْيِ بِلَادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ، وأَشْهِدْ
مَلَائِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ بِسَقْيٍ مِنْكَ نَافِعٍ، دَائِمٍ غُزْرُهُ،
وَاسِعٍ دِرَرُهُ، وَابِلٍ سَرِيعٍ عَاجِلٍ. تُحْيِي بِهِ مَا قَدْ مَاتَ، وتَرُدُّ
بِهِ مَا قَدْ فَاتَ وتُخْرِجُ بِهِ مَا هُوَ آتٍ، وتُوَسِّعُ بِهِ فِي
الْأَقْوَاتِ، سَحَاباً مُتَرَاكِماً هَنِيئاً مَرِيئاً طَبَقاً مُجَلْجَلًا،
غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ، ولَا خُلَّبٍ بَرْقُهُ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً
مَرِيعاً مُمْرِعاً عَرِيضاً وَاسِعاً غَزِيراً، تَرُدُّ بِهِ النَّهِيضَ،
وتَجْبُرُ بِهِ الْمَهِيضَ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْياً تُسِيلُ مِنْهُ
الظِّرَابَ، وتَمْلَأُ مِنْهُ الْجِبَابَ، وتُفَجِّرُ بِهِ الْأَنْهَارَ، وتُنْبِتُ
بِهِ الْأَشْجَارَ، وتُرْخِصُ بِهِ الْأَسْعَارَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ،
وتَنْعَشُ بِهِ الْبَهَائِمَ والْخَلْقَ، وتُكْمِلُ لَنَا بِهِ طَيِّبَاتِ
الرِّزْقِ، وتُنْبِتُ لَنَا بِهِ الزَّرْعَ وتُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ وتَزِيدُنَا
بِهِ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِنَا.
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا
سَمُوماً، ولَا تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً، ولَا تَجْعَلْ صَوْبَهُ
عَلَيْنَا رُجُوماً، ولَا تَجْعَلْ مَاءَهُ عَلَيْنَا أُجَاجاً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وارْزُقْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وبَلِّغْ بِإِيمَانِي أَكْمَلَ الْإِيمَانِ، واجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ
الْيَقِينِ، وانْتَهِ بِنِيَّتِي إِلَى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ، وبِعَمَلِي إِلَى
أَحْسَنِ الْأَعْمَالِ.
اللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي،
وصَحِّحْ بِمَا عِنْدَكَ يَقِينِي، واسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الِاهْتِمَامُ بِهِ، واسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي
غَداً عَنْهُ، واسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ، وأَغْنِنِي
وأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ، ولَا تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ، وأَعِزَّنِي ولَا
تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ، وعَبِّدْنِي لَكَ ولَا تُفْسِدْ عِبَادَتِي
بِالْعُجْبِ، وأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدِيَ الْخَيْرَ ولَا تَمْحَقْهُ
بِالْمَنِّ، وهَبْ لِي مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، واعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ولَا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلَّا حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي
مِثْلَهَا، ولَا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظَاهِراً إِلَّا أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً
بَاطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِهَا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ
مُحَمَّدٍ، ومَتِّعْنِي بِهُدًى صَالِحٍ لَا أَسْتَبْدِلُ بِهِ، وطَرِيقَةِ حَقٍّ
لَا أَزِيغُ عَنْهَا، ونِيَّةِ رُشْدٍ لَا أَشُكُّ فِيهَا، وعَمِّرْنِي مَا كَانَ
عُمُرِي بِذْلَةً فِي طَاعَتِكَ، فَإِذَا كَانَ عُمُرِي مَرْتَعاً لِلشَّيْطَانِ
فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إِلَيَّ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ
غَضَبُكَ عَلَيَّ. اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ خَصْلَةً تُعَابُ مِنِّي إِلَّا
أَصْلَحْتَهَا، ولَا عَائِبَةً أُوَنَّبُ بِهَا إِلَّا حَسَّنْتَهَا، ولَا
أُكْرُومَةً فِيَّ نَاقِصَةً إِلَّا أَتْمَمْتَهَا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ
مُحَمَّدٍ، وأَبْدِلْنِي مِنْ بِغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَآنِ الْمَحَبَّةَ، ومِنْ
حَسَدِ أَهْلِ الْبَغْيِ الْمَوَدَّةَ، ومِنْ ظِنَّةِ أَهْلِ الصَّلَاحِ الثِّقَةَ،
ومِنْ عَدَاوَةِ الْأَدْنَيْنَ الْوَلَايَةَ، ومِنْ عُقُوقِ ذَوِي الْأَرْحَامِ
الْمَبَرَّةَ، ومِنْ خِذْلَانِ الْأَقْرَبِينَ النُّصْرَةَ، ومِنْ حُبِّ
الْمُدَارِينَ تَصْحِيحَ الْمِقَةِ، ومِنْ رَدِّ الْمُلَابِسِينَ كَرَمَ
الْعِشْرَةِ، ومِنْ مَرَارَةِ خَوْفِ الظَّالِمِينَ حَلَاوَةَ الْأَمَنَةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واجْعَلْ لِي يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، ولِسَاناً عَلَى مَنْ خَاصَمَنِي،
وظَفَراً بِمَنْ عَانَدَنِي، وهَبْ لِي مَكْراً عَلَى مَنْ كَايَدَنِي، وقُدْرَةً
عَلَى مَنِ اضْطَهَدَنِي، وتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي، وسَلَامَةً مِمَّنْ
تَوَعَّدَنِي، ووَفِّقْنِي لِطَاعَةِ مَنْ سَدَّدَنِي، ومُتَابَعَةِ مَنْ
أَرْشَدَنِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وسَدِّدْنِي لِأَنْ أُعَارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ، وأَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي
بِالْبِرِّ، وأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وأُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي
بِالصِّلَةِ، وأُخَالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ الذِّكْرِ، وأَنْ أَشْكُرَ
الْحَسَنَةَ، وأُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وحَلِّنِي بِحِلْيَةِ الصَّالِحِينَ، وأَلْبِسْنِي زِينَةَ الْمُتَّقِينَ، فِي
بَسْطِ الْعَدْلِ، وكَظْمِ الغَيْظِ، وإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ، وضَمِّ أَهْلِ
الْفُرْقَةِ، وإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ، وإِفْشَاءِ الْعَارِفَةِ، وسَتْرِ
الْعَائِبَةِ، ولِينِ الْعَرِيكَةِ، وخَفْضِ الْجَنَاحِ، وحُسْنِ السِّيرَةِ،
وسُكُونِ الرِّيحِ، وطِيبِ الْمُخَالَقَةِ، والسَّبْقِ إِلَى الْفَضِيلَةِ،
وإِيثَارِ التَّفَضُّلِ، وتَرْكِ التَّعْيِيرِ، والْإِفْضَالِ عَلَى غَيْرِ
الْمُسْتَحِقِّ، والْقَوْلِ بِالْحَقِّ وإِنْ عَزَّ، واسْتِقْلَالِ الْخَيْرِ وإِنْ
كَثُرَ مِنْ قَوْلِي وفِعْلِي، واسْتِكْثَارِ الشَّرِّ وإِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلِي
وفِعْلِي، وأَكْمِلْ ذَلِكَ لِي بِدَوَامِ الطَّاعَةِ، ولُزُومِ الْجَمَاعَةِ،
ورَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ، ومُسْتَعْمِلِ الرَّأْيِ الْمُخْتَرَعِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إِذَا كَبِرْتُ، وأَقْوَى قُوَّتِكَ فِيَّ
إِذَا نَصِبْتُ، ولَا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكَسَلِ عَنْ عِبَادَتِكَ، ولَا الْعَمَى
عَنْ سَبِيلِكَ، ولَا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلَافِ مَحَبَّتِكَ، ولَا مُجَامَعَةِ مَنْ
تَفَرَّقَ عَنْكَ، ولَا مُفَارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْكَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَصُولُ بِكَ عِنْدَ
الضَّرُورَةِ، وأَسْأَلُكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، وأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ عِنْدَ
الْمَسْكَنَةِ، ولَا تَفْتِنِّي بِالِاسْتِعَانَةِ بِغَيْرِكَ إِذَا اضْطُرِرْتُ،
ولَا بِالْخُضُوعِ لِسُؤَالِ غَيْرِكَ إِذَا افْتَقَرْتُ، ولَا بِالتَّضَرُّعِ
إِلَى مَنْ دُونَكَ إِذَا رَهِبْتُ، فَأَسْتَحِقَّ بِذَلِكَ خِذْلَانَكَ ومَنْعَكَ
وإِعْرَاضَكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
فِي رُوعِي مِنَ التَّمَنِّي والتَّظَنِّي والْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ،
وتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ، وتَدْبِيراً عَلَى عَدُوِّكَ، ومَا أَجْرَى عَلَى
لِسَانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْشٍ أَوْ هُجْرٍ أَوْ شَتْمِ عِرْضٍ أَوْ شَهَادَةِ
بَاطِلٍ أَوِ اغْتِيَابِ مُؤْمِنٍ غَائِبٍ أَوْ سَبِّ حَاضِرٍ ومَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ، وإِغْرَاقاً فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ، وذَهَاباً فِي
تَمْجِيدِكَ، وشُكْراً لِنِعْمَتِكَ، واعْتِرَافاً بِإِحْسَانِكَ، وإِحْصَاءً
لِمِنَنِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ولَا أُظْلَمَنَّ وأَنْتَ مُطِيقٌ لِلدَّفْعِ عَنِّي، ولَا أَظْلِمَنَّ وأَنْتَ
الْقَادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنِّي، ولَا أَضِلَّنَّ وقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدَايَتِي،
ولَا أَفْتَقِرَنَّ ومِنْ عِنْدِكَ وُسْعِي، ولَا أَطْغَيَنَّ ومِنْ عِنْدِكَ
وُجْدِي.
اللَّهُمَّ إِلَى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ،
وإِلَى عَفْوِكَ قَصَدْتُ، وإِلَى تَجَاوُزِكَ اشْتَقْتُ، وبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ،
ولَيْسَ عِنْدِي مَا يُوجِبُ لِي مَغْفِرَتَكَ، ولَا فِي عَمَلِي مَا أَسْتَحِقُّ
بِهِ عَفْوَكَ، ومَا لِي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا فَضْلُكَ،
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وتَفَضَّلْ عَلَيَّ.
اللَّهُمَّ وأَنْطِقْنِي بِالْهُدَى،
وأَلْهِمْنِي التَّقْوَى، ووَفِّقْنِي لِلَّتِي هِيَ أَزْكَى، واسْتَعْمِلْنِي
بِمَا هُوَ أَرْضَى.
اللَّهُمَّ اسْلُكْ بِيَ الطَّرِيقَةَ
الْمُثْلَى، واجْعَلْنِي عَلَى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وأَحْيَا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ومَتِّعْنِي بِالِاقْتِصَادِ، واجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدَادِ، ومِنْ أَدِلَّةِ
الرَّشَادِ، ومِنْ صَالِحِ الْعِبَادِ، وارْزُقْنِي فَوْزَ الْمَعَادِ، وسلَامَةَ
الْمِرْصَادِ.
اللَّهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي مَا
يُخَلِّصُهَا، وأَبْقِ لِنَفْسِي مِنْ نَفْسِي مَا يُصْلِحُهَا، فَإِنَّ نَفْسِي
هَالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمَهَا.
اللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي إِنْ حَزِنْتُ،
وأَنْتَ مُنْتَجَعِي إِنْ حُرِمْتُ، وبِكَ اسْتِغَاثَتِي إِنْ كَرِثْتُ، وعِنْدَكَ
مِمَّا فَاتَ خَلَفٌ، ولِمَا فَسَدَ صَلَاحٌ، وفِيمَا أَنْكَرْتَ تَغْيِيرٌ،
فَامْنُنْ عَلَيَّ قَبْلَ الْبَلَاءِ بِالْعَافِيَةِ، وقَبْلَ الْطَّلَبِ
بِالْجِدَةِ، وقَبْلَ الضَّلَالِ بِالرَّشَادِ، واكْفِنِي مَئُونَةَ مَعَرَّةِ
الْعِبَادِ، وهَبْ لِي أَمْنَ يَوْمِ الْمَعَادِ، وامْنَحْنِي حُسْنَ الْإِرْشَادِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وادْرَأْ عَنِّي بِلُطْفِكَ، واغْذُنِي بِنِعْمَتِكَ، وأَصْلِحْنِي بِكَرَمِكَ،
ودَاوِنِي بِصُنْعِكَ، وأَظِلَّنِي فِي ذَرَاكَ، وجَلِّلْنِي رِضَاكَ، ووَفِّقْنِي
إِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الْأُمُورُ لِأَهْدَاهَا، وإِذَا تَشَابَهَتِ
الْأَعْمَالُ لِأَزْكَاهَا، وإِذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لِأَرْضَاهَا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وتَوِّجْنِي بِالْكِفَايَةِ، وسُمْنِي حُسْنَ الْوِلَايَةِ، وهَبْ لِي صِدْقَ
الْهِدَايَةِ، ولَا تَفْتِنِّي بِالسَّعَةِ، وامْنَحْنِي حُسْنَ الدَّعَةِ، ولَا
تَجْعَلْ عَيْشِي كَدّاً كَدّاً، ولَا تَرُدَّ دُعَائِي عَلَيَّ رَدّاً، فَإِنِّي
لَا أَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً، ولَا أَدْعُو مَعَكَ نِدّاً.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وامْنَعْنِي مِنَ السَّرَفِ، وحَصِّنْ رِزْقِي مِنَ التَّلَفِ، ووَفِّرْ مَلَكَتِي
بِالْبَرَكَةِ فِيهِ، وأَصِبْ بِي سَبِيلَ الْهِدَايَةِ لِلْبِرِّ فِيمَا أُنْفِقُ
مِنْهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
واكْفِنِي مَئُونَةَ الِاكْتِسَابِ، وارْزُقْنِي مِنْ غَيْرِ احْتِسَابٍ، فَلَا
أَشْتَغِلَ عَنْ عِبَادَتِكَ بِالطَّلَبِ، ولَا أَحْتَمِلَ إِصْرَ تَبِعَاتِ
الْمَكْسَبِ.
اللَّهُمَّ فَأَطْلِبْنِي بِقُدْرَتِكَ مَا
أَطْلُبُ، وأَجِرْنِي بِعِزَّتِكَ مِمَّا أَرْهَبُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وصُنْ وَجْهِي بِالْيَسَارِ، ولَا تَبْتَذِلْ جَاهِي بِالْإِقْتَارِ فَأَسْتَرْزِقَ
أَهْلَ رِزْقِكَ، وأَسْتَعْطِيَ شِرَارَ خَلْقِكَ، فَأَفْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ
أَعْطَانِي، وأُبْتَلَى بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي، وأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ
الْإِعْطَاءِ والْمَنْعِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
وارْزُقْنِي صِحَّةً فِي عِبَادَةٍ، وفَرَاغاً فِي زَهَادَةٍ، وعِلْماً فِي
اسْتِعْمَالٍ، ووَرَعاً فِي إِجْمَالٍ.
اللَّهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلِي،
وحَقِّقْ فِي رَجَاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلِي، وسَهِّلْ إِلَى بُلُوغِ رِضَاكَ سُبُلِي،
وحَسِّنْ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي عَمَلِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
ونَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقَاتِ الْغَفْلَةِ، واسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ
فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ، وانْهَجْ لِي إِلَى مَحَبَّتِكَ سَبِيلًا سَهْلَةً،
أَكْمِلْ لِي بِهَا خَيْرَ الدُّنْيَا والْآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ،
كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ، وأَنْتَ مُصَلٍّ
عَلَى أَحَدٍ بَعْدَهُ، وآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً،
وقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ.