موقع عقائد الشيعة الإمامية >> الصحيفة السجادية

 

 

1- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا ابْتَدَأَ بِالدُّعَاءِ بَدَأَ بِالتَّحْمِيدِ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ والثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فَقَالَ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ بِلَا أَوَّلٍ كَانَ قَبْلَهُ، والْآخِرِ بِلَا آخِرٍ يَكُونُ بَعْدَهُ  الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وعَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوْهَامُ الْوَاصِفِينَ. ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِدَاعاً، واخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخْتِرَاعاً. ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إِرَادَتِهِ، وبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ، لَا يَمْلِكُونَ تَأْخِيراً عَمَّا قَدَّمَهُمْ إِلَيْهِ، ولَا يَسْتَطِيعُونَ تَقَدُّماً إِلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ. وجَعَلَ لِكُلِّ رُوحٍ مِنْهُمْ قُوتاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ، لَا يَنْقُصُ مَنْ زَادَهُ نَاقِصٌ، ولَا يَزِيدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زَائِدٌ. ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الْحَيَاةِ أَجَلًا مَوْقُوتاً، ونَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً، يَتَخَطَّى إِلَيْهِ بِأَيَّامِ عُمُرِهِ، ويَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ دَهْرِهِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، واسْتَوْعَبَ حِسَابَ عُمُرِهِ، قَبَضَهُ إِلَى مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ، أَوْ مَحْذُورِ عِقَابِهِ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا ويَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى. عَدْلًا مِنْهُ، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، وتَظاَهَرَتْ آلَاؤُهُ، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْأَلُونَ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلَاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ، وأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ، لَتَصَرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ، وتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ. ولَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ فَكَانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: "إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا".

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا عَرَّفَنَا مِنْ نَفْسِهِ، وأَلْهَمَنَا مِنْ شُكْرِهِ، وفَتَحَ لَنَا مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيَّتِهِ، ودَلَّنَا عَلَيْهِ مِنَ الْإِخْلَاصِ لَهُ فِي تَوْحِيدِهِ، وجَنَّبَنَا مِنَ الْإِلْحَادِ والشَّكِّ فِي أَمْرِهِ. حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فِيمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ، ونَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ إِلَى رِضَاهُ وعَفْوِهِ. حَمْداً يُضِي‏ءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ، ويُسَهِّلُ عَلَيْنَا بِهِ سَبِيلَ الْمَبْعَثِ، ويُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ، يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وهُمْ لَا يُظْلَمُونَ، يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ولَا هُمْ يُنْصَرُونَ. حَمْداً يَرْتَفِعُ مِنَّا إِلَى أَعْلَى عِلِّيِّينَ فِي كِتَابٍ مَرْقُومٍ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ. حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُيُونُنَا إِذَا بَرِقَتِ الْأَبْصَارُ، وتَبْيَضُّ بِهِ وُجُوهُنَا إِذَا اسْوَدَّتِ الْأَبْشَارُ. حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِيمِ نَارِ اللَّهِ إِلَى كَرِيمِ جِوَارِ اللَّهِ. حَمْداً نُزَاحِمُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ، ونُضَامُّ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ الْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ الَّتِي لَا تَزُولُ، ومَحَلِّ كَرَامَتِهِ الَّتِي لَا تَحُولُ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ، وأَجْرَى عَلَيْنَا طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ. وجَعَلَ لَنَا الْفَضِيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَكُلُّ خَلِيقَتِهِ مُنْقَادَةٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ، وصَائِرَةٌ إِلَى طَاعَتِنَا بِعِزَّتِهِ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَاجَةِ إِلَّا إِلَيْهِ، فَكَيْفَ نُطِيقُ حَمْدَهُ أَمْ مَتَى نُؤَدِّي شُكْرَهُ لَا، مَتَى.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَكَّبَ فِينَا آلَاتِ الْبَسْطِ، وجَعَلَ لَنَا أَدَوَاتِ الْقَبْضِ، ومَتَّعَنَا بِأَرْوَاحِ الْحَيَاةِ، وأَثْبَتَ فِينَا جَوَارِحَ الْأَعْمَالِ، وغَذَّانَا بِطَيِّبَاتِ الرِّزْقِ، وأَغْنَانَا بِفَضْلِهِ، وأَقْنَانَا بِمَنِّهِ. ثُمَّ أَمَرَنَا لِيَخْتَبِرَ طَاعَتَنَا، ونَهَانَا لِيَبْتَلِيَ شُكْرَنَا، فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِيقِ أَمْرِهِ، ورَكِبْنَا مُتُونَ زَجْرِهِ، فَلَمْ يَبْتَدِرْنَا بِعُقُوبَتِهِ، ولَمْ يُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ، بَلْ تَأَنَّانَا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّماً، وانْتَظَرَ مُرَاجَعَتَنَا بِرَأْفَتِهِ حِلْماً.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي دَلَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتِي لَمْ نُفِدْهَا إِلَّا مِنْ فَضْلِهِ، فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إِلَّا بِهَا لَقَدْ حَسُنَ بَلَاؤُهُ عِنْدَنَا، وجَلَّ إِحْسَانُهُ إِلَيْنَا وجَسُمَ فَضْلُهُ عَلَيْنَا  فَمَا هَكَذَا كَانَتْ سُنَّتُهُ فِي التَّوْبَةِ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا، لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، ولَمْ يُكَلِّفْنَا إِلَّا وُسْعاً، ولَمْ يُجَشِّمْنَا إِلَّا يُسْراً، ولَمْ يَدَعْ لِأَحَدٍ مِنَّا حُجَّةً ولَا عُذْراً. فَالْهَالِكُ مِنَّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ، والسَّعِيدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ إِلَيْهِ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بِكُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أَدْنَى مَلَائِكَتِهِ إِلَيْهِ وأَكْرَمُ خَلِيقَتِهِ عَلَيْهِ وأَرْضَى حَامِدِيهِ لَدَيْهِ  حَمْداً يَفْضُلُ سَائِرَ الْحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ. ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَكَانَ كُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ عَلَيْنَا وعَلَى جَمِيعِ عِبَادِهِ الْمَاضِينَ والْبَاقِينَ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ، ومَكَانَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَدَدُهَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً أَبَداً سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. حَمْداً لَا مُنْتَهَى لِحَدِّهِ، ولَا حِسَابَ لِعَدَدِهِ، ولَا مَبْلَغَ لِغَايَتِهِ، ولَا انْقِطَاعَ لِأَمَدِهِ  حَمْداً يَكُونُ وُصْلَةً إِلَى طَاعَتِهِ وعَفْوِهِ، وسَبَباً إِلَى رِضْوَانِهِ، وذَرِيعَةً إِلَى مَغْفِرَتِهِ، وطَرِيقاً إِلَى جَنَّتِهِ، وخَفِيراً مِنْ نَقِمَتِهِ، وأَمْناً مِنْ غَضَبِهِ، وظَهِيراً عَلَى طَاعَتِهِ، وحَاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وعَوْناً عَلَى تَأْدِيَةِ حَقِّهِ ووَظَائِفِهِ. حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِي السُّعَدَاءِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ، ونَصِيرُ بِهِ فِي نَظْمِ الشُّهَدَاءِ بِسُيُوفِ أَعْدَائِهِ، إِنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيدٌ.

 

 

 

 

 

 

 

2- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ هَذَا التَّحْمِيدِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَليْنَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ دُونَ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ والْقُرُونِ السَّالِفَةِ، بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لَا تَعْجِزُ عَنْ شَيْ‏ءٍ وإِنْ عَظُمَ، ولَا يَفُوتُهَا شَيْ‏ءٌ وإِنْ لَطُفَ. فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيعِ مَنْ ذَرَأَ، وجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، وكَثَّرَنَا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، ونَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إِمَامِ الرَّحْمَةِ، وقَائِدِ الْخَيْرِ، ومِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ. كَمَا نَصَبَ لِأَمْرِكَ نَفْسَهُ  وعَرَّضَ فِيكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ  وكَاشَفَ فِي الدُّعَاءِ إِلَيْكَ حَامَّتَهُ  وحَارَبَ فِي رِضَاكَ أُسْرَتَهُ  وقَطَعَ فِي إِحْيَاءِ دِينِكَ رَحِمَهُ. وأَقْصَى الْأَدْنَيْنَ عَلَى جُحُودِهِمْ  وقَرَّبَ الْأَقْصَيْنَ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ. ووَالَى فِيكَ الْأَبْعَدِينَ  وعَادَى فِيكَ الْأَقْرَبِينَ  وأَدْأَبَ نَفْسَهُ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ  وأَتْعَبَهَا بِالدُّعَاءِ إِلَى مِلَّتِكَ. وشَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لِأَهْلِ دَعْوَتِكَ  وهَاجَرَ إِلَى بِلَادِ الْغُربَةِ، ومَحَلِّ النَّأْيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ، ومَوْضِعِ رِجْلِهِ، ومَسْقَطِ رَأْسِهِ، ومَأْنَسِ نَفْسِهِ، إِرَادَةً مِنْهُ لِإِعْزَازِ دِينِكَ، واسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ. حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ  واسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أَوْلِيَائِكَ. فَنَهَدَ إِلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ، ومُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ  فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ. وهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ  حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُكَ، وعَلَتْ كَلِمَتُكَ، ولَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.

اللَّهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إِلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ  حَتَّى لَا يُسَاوَى فِي مَنْزِلَةٍ، ولَا يُكَافَأَ فِي مَرْتَبَةٍ، ولَا يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ. وعَرِّفْهُ فِي أَهْلِهِ الطَّاهِرِينَ وأُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أَجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ  يَا نَافِذَ الْعِدَةِ، يَا وَافِيَ الْقَوْلِ، يَا مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

 

 

 

 

 

 

 

3- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ وكُلِّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ

اللَّهُمَّ وحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لَا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، ولَا يَسْأَمُونَ مِنْ تَقْدِيسِكَ، ولَا يَسْتَحْسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، ولَا يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ، ولَا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إِلَيْكَ  وإِسْرَافِيلُ صَاحِبُ الصُّورِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْإِذْنَ، وحُلُولَ الْأَمْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعَى رَهَائِنِ الْقُبُورِ. ومِيكَائِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ، والْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ. وجِبْرِيلُ الْأَمِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ والرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ. والرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ، وعَلَى الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ، وأَهْلِ الْأَمَانَةِ عَلَى رِسَالَاتِكَ  والَّذِينَ لَا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دُءُوبٍ، ولَا إِعْيَاءٌ مِنْ لُغُوبٍ ولَا فُتُورٌ، ولَا تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ، ولَا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَلَاتِ. الْخُشَّعُ الْأَبْصَارِ فَلَا يَرُومُونَ النَّظَرَ إِلَيْكَ، النَّوَاكِسُ الْأَذْقَانِ، الَّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ، الْمُسْتَهْتَرُونَ بِذِكْرِ آلَائِكَ، والْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وجَلَالِ كِبْرِيَائِكَ  والَّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا نَظَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ. فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وعَلَى الرَّوْحَانِيِّينَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ، وأَهْلِ الزُّلْفَةِ عِنْدَكَ، وحُمَّالِ الْغَيْبِ إِلَى رُسُلِكَ، والْمُؤْتَمَنِينَ عَلَى وَحْيِكَ  وقَبَائِلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وأَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ بِتَقْدِيسِكَ، وأَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أَطْبَاقِ سَمَاوَاتِكَ. والَّذِينَ عَلَى أَرْجَائِهَا إِذَا نَزَلَ الْأَمْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ  وخُزَّانِ الْمَطَرِ وزَوَاجِرِ السَّحَابِ  والَّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ الرُّعُودِ، وإِذَا سَبَحَتْ بِهِ حَفِيفَةُ السَّحَابِ الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ. ومُشَيِّعِي الثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَرِ إِذَا نَزَلَ، والْقُوَّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرِّيَاحِ، والْمُوَكَّلِينَ بِالْجِبَالِ فَلَا تَزُولُ  والَّذِينَ عَرَّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِيَاهِ، وكَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الْأَمْطَارِ وعَوَالِجُهَا  ورُسُلِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلَاءِ ومَحْبُوبِ الرَّخَاءِ والسَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، والْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، ومَلَكِ الْمَوْتِ وأَعْوَانِهِ، ومُنْكَرٍ ونَكِيرٍ، ورُومَانَ فَتَّانِ الْقُبُورِ، والطَّائِفِينَ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ومَالِكٍ، والْخَزَنَةِ، ورِضْوَانَ، وسَدَنَةِ الْجِنَانِ. والَّذِينَ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ، ويَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  والَّذِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ  والزَّبَانِيَةِ الَّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً، ولَمْ يُنْظِرُوهُ. ومَنْ أَوْهَمْنَا ذِكْرَهُ، ولَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ، وبِأَيِّ أَمْرٍ وَكَّلْتَهُ. وسُكَّانِ الْهَوَاءِ والْأَرْضِ والْمَاءِ ومَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ  فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَومَ يَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ  وصَلِّ عَلَيْهِمْ صَلَاةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلَى كَرَامَتِهِمْ وطَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ  اللَّهُمَّ وإِذَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ ورُسُلِكَ وبَلَّغْتَهُمْ صَلَاتَنَا عَلَيْهِمْ فَصَلِّ عَلَيْنَا بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِمْ، إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.

 

 

 

 

 

 

 

4- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَتْبَاعِ الرُّسُلِ ومُصَدِّقِيهِمْ

اللَّهُمَّ وأَتْبَاعُ الرُّسُلِ ومُصَدِّقُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالْغَيْبِ عِنْدَ مُعَارَضَةِ الْمُعَانِدِينَ لَهُمْ بِالتَّكْذِيبِ والِاشْتِيَاقِ إِلَى الْمُرْسَلِينَ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ فِي كُلِّ دَهْرٍ وزَمَانٍ أَرْسَلْتَ فِيهِ رَسُولًا وأَقَمْتَ لِأَهْلِهِ دَلِيلًا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى، وقَادَةِ أَهْلِ التُّقَى، عَلَى جَمِيعِهِمُ السَّلَامُ، فَاذْكُرْهُمْ مِنْكَ بِمَغْفِرَةٍ ورِضْوَانٍ.

اللَّهُمَّ وأَصْحَابُ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً الَّذِينَ أَحْسَنُوا الصَّحَابَةَ والَّذِينَ أَبْلَوُا الْبَلَاءَ الْحَسَنَ فِي نَصْرِهِ، وكَانَفُوهُ، وأَسْرَعُوا إِلَى وِفَادَتِهِ، وسَابَقُوا إِلَى دَعْوَتِهِ، واسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالَاتِهِ. وفَارَقُوا الْأَزْوَاجَ والْأَوْلَادَ فِي إِظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وقَاتَلُوا الْآبَاءَ والْأَبْنَاءَ فِي تَثْبِيتِ نُبُوَّتِهِ، وانْتَصَرُوا بِهِ. ومَنْ كَانُوا مُنْطَوِينَ عَلَى مَحَبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِي مَوَدَّتِهِ. والَّذِينَ هَجَرَتْهُمْ الْعَشَائِرُ إِذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَابَاتُ إِذْ سَكَنُوا فِي ظِلِّ قَرَابَتِهِ. فَلَا تَنْسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ مَا تَرَكُوا لَكَ وفِيكَ، وأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِكَ، وبِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ، وكَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إِلَيْكَ. واشْكُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِيكَ دِيَارَ قَوْمِهِمْ، وخُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعَاشِ إِلَى ضِيقِهِ، ومَنْ كَثَّرْتَ فِي إِعْزَازِ دِينِكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ.

اللَّهُمَّ وأَوْصِلْ إِلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ خَيْرَ جَزَائِكَ. الَّذِينَ قَصَدُوا سَمْتَهُمْ، وتَحَرَّوْا وِجْهَتَهُمْ، ومَضَوْا عَلَى شَاكِلَتِهِمْ. لَمْ يَثْنِهِمْ رَيْبٌ فِي بَصِيرَتِهِمْ، ولَمْ يَخْتَلِجْهُمْ شَكٌّ فِي قَفْوِ آثَارِهِمْ، والِائْتِمَامِ بِهِدَايَةِ مَنَارِهِمْ. مُكَانِفِينَ ومُوَازِرِينَ لَهُمْ، يَدِينُونَ بِدِينِهِمْ، ويَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِمْ، يَتَّفِقُونَ عَلَيْهِمْ، ولَا يَتَّهِمُونَهُمْ فِيمَا أَدَّوْا إِلَيْهِمْ.

اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى التَّابِعِينَ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وعَلَى أَزْوَاجِهِمْ وعَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ وعَلَى مَنْ أَطَاعَكَ مِنْهُمْ. صَلَاةً تَعْصِمُهُمْ بِهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وتَفْسَحُ لَهُمْ فِي رِيَاضِ جَنَّتِكَ، وتَمْنَعُهُمْ بِهَا مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ، وتُعِينُهُمْ بِهَا عَلَى مَا اسْتَعَانُوكَ عَلَيْهِ مِنْ بِرٍّ، وتَقِيهِمْ طَوَارِقَ اللَّيْلِ والنَّهَارِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ. وتَبْعَثُهُمْ بِهَا عَلَى اعْتِقَادِ حُسْنِ الرَّجَاءِ لَكَ، والطَّمَعِ فِيمَا عِنْدَكَ وتَرْكِ التُّهَمَةِ فِيمَا تَحْوِيهِ أَيْدِي الْعِبَادِ  لِتَرُدَّهُمْ إِلَى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ والرَّهْبَةِ مِنْكَ، وتُزَهِّدَهُمْ فِي سَعَةِ الْعَاجِلِ، وتُحَبِّبَ إِلَيْهِمُ الْعَمَلَ لِلْآجِلِ، والِاسْتِعْدَادَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ  وتُهَوِّنَ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرْبٍ يَحِلُّ بِهِمْ يَوْمَ خُرُوجِ الْأَنْفُسِ مِنْ أَبْدَانِهَا  وتُعَافِيَهُمْ مِمَّا تَقَعُ بِهِ الْفِتْنَةُ مِنْ مَحْذُورَاتِهَا، وكَبَّةِ النَّارِ وطُولِ الْخُلُودِ فِيهَا  وتُصَيِّرَهُمْ إِلَى أَمْنٍ مِنْ مَقِيلِ الْمُتَّقِينَ.

 

 

 

 

 

 

 

5- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِنَفْسِهِ ولِأَهْلِ وَلَايَتِهِ

يَا مَنْ لَا تَنْقَضِي عَجَائِبُ عَظَمَتِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واحْجُبْنَا عَنِ الْإِلْحَادِ فِي عَظَمَتِكَ  ويَا مَنْ لَا تَنْتَهِي مُدَّةُ مُلْكِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنْ نَقِمَتِكَ. ويَا مَنْ لَا تَفْنَى خَزَائِنُ رَحْمَتِهِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ واجْعَلْ لَنَا نَصِيباً فِي رَحْمَتِكَ. ويَا مَنْ تَنْقَطِعُ دُونَ رُؤْيَتِهِ الْأَبْصَارُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَدْنِنَا إِلَى قُرْبِكَ  ويَا مَنْ تَصْغُرُ عِنْدَ خَطَرِهِ الْأَخْطَارُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وكَرِّمْنَا عَلَيْكَ. ويَا مَنْ تَظْهَرُ عِنْدَهُ بَوَاطِنُ الْأَخْبَارِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ولَا تَفْضَحْنَا لَدَيْكَ.

اللَّهُمَّ أَغْنِنَا عَنْ هِبَةِ الْوَهَّابِينَ بِهِبَتِكَ، واكْفِنَا وَحْشَةَ الْقَاطِعِينَ بِصِلَتِكَ حَتَّى لَا نَرْغَبَ إِلَى أَحَدٍ مَعَ بَذْلِكَ، ولَا نَسْتَوْحِشَ مِنْ أَحَدٍ مَعَ فَضْلِكَ.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وكِدْ لَنَا ولَا تَكِدْ عَلَيْنَا، وامْكُرْ لَنَا ولَا تَمْكُرْ بِنَا، وأَدِلْ لَنَا ولَا تُدِلْ مِنَّا.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وقِنَا مِنْكَ، واحْفَظْنَا بِكَ، واهْدِنَا إِلَيْكَ، ولَا تُبَاعِدْنَا عَنْكَ إِنَّ مَنْ تَقِهِ يَسْلَمْ ومَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ، ومَنْ تُقَرِّبْهُ إِلَيْكَ يَغْنَمْ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واكْفِنَا حَدَّ نَوَائِبِ الزَّمَانِ، وشَرَّ مَصَايِدِ الشَّيْطَانِ، ومَرَارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطَانِ.

اللَّهُمَّ إِنَّمَا يَكْتَفِي الْمُكْتَفُونَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واكْفِنَا، وإِنَّمَا يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَعْطِنَا، وإِنَّمَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واهْدِنَا.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنْ وَاَلَيْتَ لَمْ يَضْرُرْهُ خِذْلَانُ الْخَاذِلِينَ، ومَنْ أَعْطَيْتَ لَمْ يَنْقُصْهُ مَنْعُ الْمَانِعِينَ، ومَنْ هَدَيْتَ لَمْ يُغْوِهِ إِضْلَالُ الْمُضِلِّينَ  فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وامْنَعْنَا بِعِزِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، وأَغْنِنَا عَنْ غَيْرِكَ بِإِرْفَادِكَ، واسْلُكْ بِنَا سَبِيلَ الْحَقِّ بِإِرْشَادِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْ سَلَامَةَ قُلُوبِنَا فِي ذِكْرِ عَظَمَتِكَ، وفَرَاغَ أَبْدَانِنَا فِي شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وانْطِلَاقَ أَلْسِنَتِنَا فِي وَصْفِ مِنَّتِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْنَا مِنْ دُعَاتِكَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ، وهُدَاتِكَ الدَّالِّينَ عَلَيْكَ، ومِنْ خَاصَّتِكَ الْخَاصِّينَ لَدَيْكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

 

 

 

 

 

 

6- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الصَّبَاحِ والْمَسَاءِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ بِقُوَّتِهِ  ومَيَّزَ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ  وجَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً، وأَمَداً مَمْدُوداً  يُولِجُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ، ويُولِجُ صَاحِبَهُ فِيهِ بِتَقْدِيرٍ مِنْهُ لِلْعِبَادِ فِيمَا يَغْذُوهُمْ بِهِ، ويُنْشِئُهُمْ عَلَيْهِ  فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ مِنْ حَرَكَاتِ التَّعَبِ ونَهَضَاتِ النَّصَبِ، وجَعَلَهُ لِبَاساً لِيَلْبَسُوا مِنْ رَاحَتِهِ ومَنَامِهِ، فَيَكُونَ ذَلِكَ لَهُمْ جَمَاماً وقُوَّةً، ولِيَنَالُوا بِهِ لَذَّةً وشَهْوَةً  وخَلَقَ لَهُمُ النَّهَارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فِيهِ مِنْ فَضْلِهِ، ولِيَتَسَبَّبُوا إِلَى رِزْقِهِ، ويَسْرَحُوا فِي أَرْضِهِ، طَلَباً لِمَا فِيهِ نَيْلُ الْعَاجِلِ مِنْ دُنْيَاهُمْ، ودَرَكُ الْآجِلِ فِي أُخْرَاهُمْ  بِكُلِّ ذَلِكَ يُصْلِحُ شَأْنَهُمْ، ويَبْلُو أَخْبَارَهُمْ، ويَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ فِي أَوْقَاتِ طَاعَتِهِ، ومَنَازِلِ فُرُوضِهِ، ومَوَاقِعِ أَحْكَامِهِ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا، ويَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى.

اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا فَلَقْتَ لَنَا مِنَ الْإِصْبَاحِ، ومَتَّعْتَنَا بِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ، وبَصَّرْتَنَا مِنْ مَطَالِبِ الْأَقْوَاتِ، ووَقَيْتَنَا فِيهِ مِنْ طَوَارِقِ الْآفَاتِ. أَصْبَحْنَا وأَصْبَحَتِ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِجُمْلَتِهَا لَكَ سَمَاؤُهَا وأَرْضُهَا، ومَا بَثَثْتَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، سَاكِنُهُ ومُتَحَرِّكُهُ، ومُقِيمُهُ وشَاخِصُهُ ومَا عَلَا فِي الْهَوَاءِ، ومَا كَنَّ تَحْتَ الثَّرَى  أَصْبَحْنَا فِي قَبْضَتِكَ يَحْوِينَا مُلْكُكَ وسُلْطَانُكَ، وتَضُمُّنَا مَشِيَّتُكَ، ونَتَصَرَّفُ عَنْ أَمْرِكَ، ونَتَقَلَّبُ فِي تَدْبِيرِكَ. لَيْسَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ إِلَّا مَا قَضَيْتَ، ولَا مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَ. وهَذَا يَوْمٌ حَادِثٌ جَدِيدٌ، وهُوَ عَلَيْنَا شَاهِدٌ عَتِيدٌ، إِنْ أَحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْدٍ، وإِنْ أَسَأْنَا فَارَقَنَا بِذَمٍّ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وارْزُقْنَا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ، واعْصِمْنَا مِنْ سُوءِ مُفَارَقَتِهِ بِارْتِكَابِ جَرِيرَةٍ، أَوِ اقْتِرَافِ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ  وأَجْزِلْ لَنَا فِيهِ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وأَخْلِنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ، وامْلَأْ لَنَا مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ حَمْداً وشُكْراً وأَجْراً وذُخْراً وفَضْلًا وإِحْسَاناً.

اللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ مَئُونَتَنَا، وامْلَأْ لَنَا مِنْ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا، ولَا تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبَادِكَ، ونَصِيباً مِنْ شُكْرِكَ وشَاهِدَ صِدْقٍ مِنْ مَلَائِكَتِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واحْفَظْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا ومِنْ خَلْفِنَا وعَنْ أَيْمَانِنَا وعَنْ شَمَائِلِنَا ومِنْ جَمِيعِ نَوَاحِينَا، حِفْظاً عَاصِماً مِنْ مَعْصِيَتِكَ، هَادِياً إِلَى طَاعَتِكَ، مُسْتَعْمِلًا لِمَحَبَّتِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ووَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا ولَيْلَتِنَا هَذِهِ وفِي جَمِيعِ أَيَّامِنَا لِاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ، وهِجْرَانِ الشَّرِّ، وشُكْرِ النِّعَمِ، واتِّبَاعِ السُّنَنِ، ومُجَانَبَةِ الْبِدَعِ، والْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، والنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وحِيَاطَةِ الْإِسْلَامِ، وانْتِقَاصِ الْبَاطِلِ وإِذْلَالِهِ، ونُصْرَةِ الْحَقِّ وإِعْزَازِهِ، وإِرْشَادِ الضَّالِّ، ومُعَاوَنَةِ الضَّعِيفِ، وإِدْرَاكِ اللَّهِيفِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْهُ أَيْمَنَ يَوْمٍ عَهِدْنَاهُ، وأَفْضَلَ صَاحِبٍ صَحِبْنَاهُ، وخَيْرَ وَقْتٍ ظَلِلْنَا فِيهِ  واجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ مِنْ جُمْلَةِ خَلْقِكَ، أَشْكَرَهُمْ لِمَا أَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمِكَ، وأَقْوَمَهُمْ بِمَا شَرَعْتَ مِنْ شرَائِعِكَ، وأَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ مِنْ نَهْيِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وكَفَى بِكَ شَهِيداً، وأُشْهِدُ سَمَاءَكَ وأَرْضَكَ ومَنْ أَسْكَنْتَهُمَا مِنْ مَلائِكَتِكَ وسَائِرِ خَلْقِكَ فِي يَوْمِي هَذَا وسَاعَتِي هَذِهِ ولَيْلَتِي هَذِهِ ومُسْتَقَرِّي هَذَا، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، قَائِمٌ بِالْقِسْطِ، عَدْلٌ فِي الْحُكْمِ، رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ، مَالِكُ الْمُلْكِ، رَحِيمٌ بِالْخَلْقِ. وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ وخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، حَمَّلْتَهُ رِسَالَتَكَ فَأَدَّاهَا، وأَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لِأُمَّتِهِ فَنَصَحَ لَهَا.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، أَكْثَرَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وآتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا آتَيْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ، واجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ وأَكْرَمَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ  إِنَّكَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْجَسِيمِ، الْغَافِرُ لِلْعَظِيمِ، وأَنْتَ أَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ الْأَنْجَبِينَ.

 

 

 

 

 

 

 

7- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا عَرَضَتْ لَهُ مُهِمَّةٌ أَوْ نَزَلَتْ بِهِ، مُلِمَّةٌ وعِنْدَ الْكَرْبِ

يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ، ويَا مَنْ يَفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ، ويَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إِلَى رَوْحِ الْفَرَجِ. ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعَابُ، وتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأَسْبَابُ، وجَرَى بِقُدرَتِكَ الْقَضَاءُ، ومَضَتْ عَلَى إِرَادَتِكَ الْأَشْيَاءُ. فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وبِإِرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ، وأَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ، لَا يَنْدَفِعُ مِنْهَا إِلَّا مَا دَفَعْتَ، ولَا يَنْكَشِفُ مِنْهَا إِلَّا مَا كَشَفْتَ  وقَدْ نَزَلَ بِي يَا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأَّدَنِي ثِقْلُهُ، وأَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ. وبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ وبِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ. فَلَا مُصْدِرَ لِمَا أَوْرَدْتَ، ولَا صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ، ولَا فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ، ولَا مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ، ولَا مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ، ولَا نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وافْتَحْ لِي يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، واكْسِرْ عَنِّي سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا شَكَوْتُ، وأَذِقْنِي حَلَاوَةَ الصُّنْعِ فِيمَا سَأَلْتُ، وهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وفَرَجاً هَنِيئاً، واجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً. ولَا تَشْغَلْنِي بِالِاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ، واسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ. فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلَأْتُ بِحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ هَمّاً، وأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَا مُنِيتُ بِهِ، ودَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيهِ، فَافْعَلْ بِي ذَلِكَ وإِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يَا ذَا الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.

 

 

 

 

 

 

 

8- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الِاسْتِعَاذَةِ مِنَ الْمَكَارِهِ وسَيِّئِ الْأَخْلَاقِ ومَذَامِّ الْأَفْعَالِ

اللَّهُمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَانِ الْحِرْصِ، وسَوْرَةِ الْغَضَبِ، وغَلَبَةِ الْحَسَدِ، وضَعْفِ الصَّبْرِ، وقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ، وشَكَاسَةِ الْخُلُقِ، وإِلْحَاحِ الشَّهْوَةِ، ومَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ  ومُتَابَعَةِ الْهَوَى، ومُخَالَفَةِ الْهُدَى، وسِنَةِ الْغَفْلَةِ، وتَعَاطِي الْكُلْفَةِ، وإِيثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ، والْإِصْرَارِ عَلَى الْمَأْثَمِ، واسْتِصْغَارِ الْمَعْصِيَةِ، واسْتِكْبَارِ الطَّاعَةِ. ومُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ، والْإِزْرَاءِ بِالْمُقِلِّينَ، وسُوءِ الْوِلَايَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا، وتَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا  أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً، أَوْ نَرُومَ مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ، أَوْ نَقُولَ فِي الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْمٍ .

وَ نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَنْطَوِيَ عَلَى غِشِّ أَحَدٍ، وأَنْ نُعْجِبَ بِأَعْمَالِنَا، ونَمُدَّ فِي آمَالِنَا.

وَ نَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ السَّرِيرَةِ، واحْتِقَارِ الصَّغِيرَةِ، وأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ، أَوْ يَنْكُبَنَا الزَّمَانُ، أَوْ يَتَهَضَّمَنَا السُّلْطَانُ  ونَعُوذُ بِكَ مِنْ تَنَاوُلِ الْإِسرَافِ، ومِنْ فِقْدَانِ الْكَفَافِ.

وَ نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ، ومِنَ الْفَقْرِ إِلَى الْأَكْفَاءِ، ومِنْ مَعِيشَةٍ فِي شِدَّةٍ، ومِيتَةٍ عَلَى غَيْرِ عُدَّةٍ.

وَ نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَسْرَةِ الْعُظْمَى، والْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى، وأَشْقَى الشَّقَاءِ، وسُوءِ الْمَآبِ، وحِرْمَانِ الثَّوَابِ، وحُلُولِ الْعِقَابِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَعِذْنِي مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ وجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

 

 

 

 

 

 

9- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الِاشْتِيَاقِ إِلَى طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وصَيِّرْنَا إِلَى مَحْبُوبِكَ مِنَ التَّوْبَةِ، وأَزِلْنَا عَنْ مَكْرُوهِكَ مِنَ الْإِصْرَارِ.

اللَّهُمَّ ومَتَى وَقَفْنَا بَيْنَ نَقْصَيْنِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا، فَأَوْقِعِ النَّقْصَ بِأَسْرَعِهِمَا فَنَاءً، واجْعَلِ التَّوْبَةَ فِي أَطْوَلِهِمَا بَقَاءً  وإِذَا هَمَمْنَا بِهَمَّيْنِ يُرْضِيكَ أَحَدُهُمَا عَنَّا، ويُسْخِطُكَ الْآخَرُ عَلَيْنَا، فَمِلْ بِنَا إِلَى مَا يُرْضِيكَ عَنَّا، وأَوْهِنْ قُوَّتَنَا عَمَّا يُسْخِطُكَ عَلَيْنَا  ولَا تُخَلِّ فِي ذَلِكَ بَيْنَ نُفُوسِنَا واخْتِيَارِهَا، فَإِنَّهَا مُخْتَارَةٌ لِلْبَاطِلِ إِلَّا مَا وَفَّقْتَ، أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمْتَ  اللَّهُمَّ وإِنَّكَ مِنَ الضُّعْفِ خَلَقْتَنَا، وعَلَى الْوَهْنِ بَنَيْتَنَا، ومِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ابْتَدَأْتَنَا، فَلَا حَوْلَ لَنَا إِلَّا بِقُوَّتِكَ، ولَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِعَوْنِكَ  فَأَيِّدْنَا بِتَوْفِيقِكَ، وسَدِّدْنَا بِتَسْدِيدِكَ، وأَعْمِ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا عَمَّا خَالَفَ مَحَبَّتَكَ، ولَا تَجْعَلْ لِشَيْ‏ءٍ مِنْ جَوَارِحِنَا نُفُوذاً فِي مَعْصِيَتِكَ.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، واجْعَلْ هَمَسَاتِ قُلُوبِنَا، وحَرَكَاتِ أَعْضَائِنَا ولَمَحَاتِ أَعْيُنِنَا، ولَهَجَاتِ أَلْسِنَتِنَا فِي مُوجِبَاتِ ثَوَابِكَ حَتَّى لَا تَفُوتَنَا حَسَنَةٌ نَسْتَحِقُّ بِهَا جَزَاءَكَ، ولَا تَبْقَى لَنَا سَيِّئَةٌ نَسْتَوْجِبُ بِهَا عِقَابَكَ.

 

 

 

 

 

 

 

10- وكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي اللَّجَإِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى

اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ تَعْفُ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ، وإِنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنَا فَبِعَدْلِكَ  فَسَهِّلْ لَنَا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ، وأَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجَاوُزِكَ، فَإِنَّهُ لَا طَاقَةَ لَنَا بِعَدْلِكَ، ولَا نَجَاةَ لِأَحَدٍ مِنَّا دُونَ عَفْوِكَ  يَا غَنِيَّ الْأَغْنِيَاءِ، هَا، نَحْنُ عِبَادُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وأَنَا أَفْقَرُ الْفُقَرَاءِ إِلَيْكَ، فَاجْبُرْ فَاقَتَنَا بِوُسْعِكَ، ولَا تَقْطَعْ رَجَاءَنَا بِمَنْعِكَ، فَتَكُونَ قَدْ أَشْقَيْتَ مَنِ اسْتَسْعَدَ بِكَ، وحَرَمْتَ مَنِ اسْتَرْفَدَ فَضْلَكَ  فَإِلَى مَنْ حِينَئِذٍ مُنْقَلَبُنَا عَنْكَ، وإِلَى أَيْنَ مَذْهَبُنَا عَنْ بَابِكَ، سُبْحَانَكَ نَحْنُ الْمُضْطَرُّونَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ إِجَابَتَهُمْ، وأَهْلُ السُّوءِ الَّذِينَ وَعَدْتَ الْكَشْفَ عَنْهُمْ  وأَشْبَهُ الْأَشْيَاءِ بِمَشِيَّتِكَ، وأَوْلَى الْأُمُورِ بِكَ فِي عَظَمَتِكَ رَحْمَةُ مَنِ اسْتَرْحَمَكَ، وغَوْثُ مَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ، فَارْحَمْ تَضَرُّعَنَا إِلَيْكَ، وأَغْنِنَا إِذْ طَرَحْنَا أَنْفُسَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ.

اللَّهُمَّ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ شَمِتَ بِنَا إِذْ شَايَعْنَاهُ عَلَى مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ولَا تُشْمِتْهُ بِنَا بَعْدَ تَرْكِنَا إِيَّاهُ لَكَ، ورَغْبَتِنَا عَنْهُ إِلَيْكَ.