عقائد الشيعة الإمامية >> نهج البلاغة >> الحكم

 

 

باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام

451- 480

 

451- وَقَالَ (عليه السلام ): زُهْدُكَ فِي رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٍّ وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ.

 

452- وَقال (عليه السلام ): الْغِنَى وَالْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللَّهِ.

 

453- وَقَالَ (عليه السلام ): مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْئُومُ عَبْدُ اللَّهِ.

 

454- وَقَالَ (عليه السلام ): مَا لِابْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَآخِرُهُ جِيفَةٌ وَلَا يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَلَا يَدْفَعُ حَتْفَهُ.

 

455-  وَسُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ (عليه السلام ): إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا فَإِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ. يريد إمرأ القيس.

 

456- وَقَالَ (عليه السلام ): أَلَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا إِنَّهُ لَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا.

 

457- وَقَالَ (عليه السلام ): مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا.

 

458- وَقَالَ (عليه السلام ): الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ وَأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وَأَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.

 

459- وَقَالَ (عليه السلام ): يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ عَلَى التَّقْدِيرِ حَتَّى تَكُونَ الْآفَةُ فِي التَّدْبِيرِ. قال الرضي: وَقد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف هذه الألفاظ.

 

460- وَقَالَ (عليه السلام ): الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.

 

461- وَقَالَ (عليه السلام ): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجِزِ.

 

462- وَقَالَ (عليه السلام ): رُبَّ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.

 

463- وَقَالَ (عليه السلام ): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا وَلَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.

 

464- وَقَالَ (عليه السلام ): إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيهِ وَلَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.

قال الرضي: وَالمرود هنا مفعل من الإرواد وَهو الإمهال وَالإظهار وَهذا من أفصح الكلام وَأغربه فكأنه (عليه السلام) شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها.

 

465- وَقَالَ (عليه السلام) فِي مَدْحِ الْأَنْصَارِ: هُمْ وَاللَّهِ رَبَّوُا الْإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ وَأَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ.

 

466- وَقَالَ (عليه السلام ): الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ.

 قال الرضي: وَهذه من الاستعارات العجيبة كأنه يشبه السه بالوعاء وَالعين بالوكاء فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء وَهذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وَقد رواه قوم لأمير المؤمنين (عليه السلام) وَذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب في باب اللفظ بالحروف وَقد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية.

 

467- وَقَالَ (عليه السلام) فِي كَلَامٍ لَهُ: وَوَلِيَهُمْ وَالٍ فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ.

 

468- وَقَالَ (عليه السلام ): يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ الْمُوسِرُ فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ تَنْهَدُ فِيهِ الْأَشْرَارُ وَتُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ وَيُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ.

 

469- وَقَالَ (عليه السلام ): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَبَاهِتٌ مُفْتَرٍ.

قال الرضي: وَهذا مثل قوله (عليه السلام ): هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ وَمُبْغِضٌ قَالٍ.

 

470-  وَسُئِلَ عَنِ التَّوْحِيدِ وَالْعَدْلِ فَقَالَ (عليه السلام ): التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَهُ وَالْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَهُ.

 

471- وَقال (عليه السلام ): لَا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ كَمَا أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.

 

472-  وَقَالَ (عليه السلام) فِي دُعَاءٍ اسْتَسْقَى بِهِ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا.

قال الرضي: وَهذا من الكلام العجيب الفصاحة وَذلك أنه (عليه السلام) شبه السحاب ذوات الرعود وَالبوارق وَالرياح وَالصواعق بالإبل الصعاب التي تقمص برحالها وَتقص بركبانها وَشبه السحاب خالية من تلك الروائع بالإبل الذلل التي تحتلب طيعة وَتقتعد مسمحة.

 

473- وَقِيلَ لَهُ (عليه السلام) لَوْ غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ (عليه السلام ): الْخِضَابُ زِينَةٌ وَنَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ. يُرِيدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله ).

 

474- وَقَالَ (عليه السلام ): مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ.

 

475- وَقَالَ (عليه السلام ): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنْفَدُ.

قال الرضي: وَقد روى بعضهم هذا الكلام لرسول الله (صلى الله عليه وآله ).

 

476- وَقَالَ (عليه السلام) لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ وَقَدِ اسْتَخْلَفَهُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى فَارِسَ وَأَعْمَالِهَا فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاهُ فِيهِ عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ: اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ وَاحْذَرِ الْعَسْفَ وَالْحَيْفَ فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ وَالْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ.

 

477- وَقَالَ (عليه السلام ): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهُ.

 

478- وَقَالَ (عليه السلام ): مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.

 

479- وَقَالَ (عليه السلام ): شَرُّ الْإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ.

قال الرضي: لأن التكليف مستلزم للمشقة وَهو شر لازم عن الأخ المتكلف له فهو شر الإخوان.

 

480- وَقَالَ (عليه السلام ): إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ.

قال الرضي: يقال حشمه وَأحشمه إذا أغضبه وَقيل أخجله وَاحتشمه طلب ذلك له وَهو مظنة مفارقته.

وَهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين عليه السلام، حامدين للّه سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه، وَتقريب ما بعد من أقطاره.

وَتقرر العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب، ليكون لاقتناص الشارد، وَاستلحاق الوارد، وَما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض، وَيقع إلينا بعد الشذوذ، وَما توفيقنا إلا باللّه عليه توكلنا، وَهو حسبنا وَنعم الوكيل.

وَذلك في رجب سنة أربع مائة من الهجرة، وَصلى اللّه على سيدنا محمد خاتم الرسل، وَالهادي إلى خير السبل، وَآله الطاهرين، وَأصحابه نجوم اليقين.