موقع عقائد الشيعة الإمامية >>> محمد الديباج بن الإمام جعفر الصادق

محمد الديباج ابن الإمام جعفر الصادق

مرقد محمد الديباج

أما تاريخ ولادته فلم نقف على تاريخ محدد غير أنه يستشف مما ذكر صاحب تحفة الطالب أن تاريخ ولادته كان في سنة 144 هجرية حيث قال: "ومات بجرجان سنة ثلاث ومائتين وله تسع وخمسون سنة" ([1])، وذهب إلى ذلك أيضا أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية حيث قال: "بل مات محمد بن جعفر بن محمد× وله تسع وخمسون سنة والله أعلم"([2])، وأما ما ينقل بأن ولادته كانت في سنة 133 هجرية فيكون قد مات وله من العمر تسعة وستون عاما فلم أجد مصدرا موثقا في ذلك، ولكنه ليس ببعيد باعتبار أن الديباج كان يروي الحديث عن أبيه الصادق عليه السلام دون واسطة فلو كانت ولادته في سنة 144 فيكون عند وفاة والده الصادق عليه السلام قد بلغ الرابعة من عمرة وهو أمر مستبعد. وعلى كل حال فلم نجد تاريخا دقيقا نركن إليه في تحديد سنة ولادته رحمه الله، فقد يكون ما ذكر وقد يكون غير ذلك.

وأما وفاته وموضع مرقده فقد اتفقت كلمة المؤرخين تقريبا على أن سنة وفاته كانت في 203 هجرية. وقبره في جرجان، ويقع مرقده في مدينة ديباج على مسافة 50 كيلو متر جوي جنوب غربي مدينة جرجان ومسافة 30 كيلومتر جوي شمال مدينة دامغان من نواحي محافظة سمنان بحسب التقسيم الجغرافي المعاصر لإيران.

ويظهر من مجموعة القرائن والشواهد وكلام بعض المحققين أن محمد الديباج قتل مسموما وقد ذكر ذلك صراحة ابن فندق البيهقي في لباب الأنساب حيث قال في ترجمته: >محمد بن جعفر بن محمد الباقر رضي الله عنهما دعا إلى نفسه وتابع له أهل المدينة أمه أم ولد، قاتله هارون بن المسيب بمكة المعظمة وأخذ بمكة وحمل إلى مرو خراسان فقتل بالسم في حبس أبي مسلم وصلى عليه المأمون وحمل جنازته‏»([3])‏.

ويبدو من كلام المؤرخين أن الناس قد التفتوا إلى قضية قتله بالسم مما دفع المأمون إلى المسارعة لتلفيق قصة عجيبة ومهينة لموته؛ قال السهمي في تاريخ جرجان: "وقدم محمد بن جعفر مع المأمون جرجان في سنة ثلاث ومائتين ومات في تلك السنة ويقال انه لما مات نادى منادي المأمون ألا لا تسيئن الظن بأمير المؤمنين فان محمد بن جعفر جمع بين أشياء في يوم واحد وكان سبب موته أنه جامع وافتصد ودخل الحمام ومات. وقبره بجرجان ومشهده يزار معروف ومشهور بقبر الداعي‏‏"([4])‏.

صورة جوية لمدينة ديباج ومرقد محمد الديباج عند الطرف الغربي للمدينة