موقع عقائد الشيعة الإمامية>>> محمد الديباج بن الإمام جعفر الصادق

 

 

 

 

محمد الديباج ابن الإمام جعفر الصادق

أدلة توثيق ومدح محمد الديباج

 

في هذا الفصل وبعد معالجة أدلة الذم وردها نذكر مجموعة من الروايات والأقوال التي تثني وتمدح وتوثق محمد الديباج إما تصريحا أو تلويحا وقد قسمناها إلى مجموعات ليتسنى للقارئ قراءتها بشكل موضوعي.

 

 

محمد الديباج في الأحاديث والأخبار

أ- الإمام الرضا يمدح عمه محمد الديباج

روى الصدوق قدس سره بإسناده عن الحسن بن محمد النوفلي، في حديث طويل ذكر في آخر الحديث: ... فقال محمد بن جعفر: يا أبا محمد إني أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمّه أو يفعل به بليّة، فشر عليه بالإمساك عن هذه الأشياء، قلت: إذا لا يقبل مني وما أراد الرجل إلا امتحانه ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه فقال لي: قل له: إن عمك قد كره هذا الباب وأحب أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتى، فلما انقلبت إلى منزل الرضا أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر فتبسم، ثم قال: حفظ الله عمي ما أعرفني به لم كره ذلك . أقول: الشاهد في قوله "حفظ الله عمي ما أعرفني به" فيه دعاء ومدح. والملفت استعمال الإمام لفظ "حفظ" فكأنه أراد أن ينبه على علم الإمام بخشية عمه عليه وذلك باعتبار أن محمد بن جعفر كان قد أخبر رسوله الحسن النوفلي بأنه يخشى على حياة ابن أخيه من المأمون حين قال له: "يا أبا محمد إني أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمه أو يفعل به بلية". وهذا الحديث بمجلسيه لا يدل على مدح الإمام لعمه وحرصه عليه فقط بل ويدل على حرص محمد بن جعفر على سلامة الإمام وعلمه بما يبيت له المأمون من إقامة هذه المناظرات، وقد صدق في ظنه؛ لذا فلا يمكن تفسير قوله الإمام "ما أعرفني به لم كره ذلك" إلا على تصديق عمه في ظنه.

ب- محمد بن جعفر رجل يعتنى به

ورد في تهذيب الأحكام: محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن أحمد عن العمركي عن علي بن جعفر قال: رأيت اخوتي موسى وإسحاق ومحمدا بني جعفر يسلمون في الصلاة عن اليمين والشمال السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله. فاستشهاد علي بن جعفر بصلاة أخيه يدل على أنه كان رجلا يعتنى به وهذا ما ذكره السيد الخوئي في ذيل ترجمة محمد بن جعفر.

ج- محمد بن جعفر يقر بإمامة الرضا

قد يتوهم البعض وذلك لمجرد أن محمد الديباج قد اضطر لمدة قصيرة للقيام ضد الدولة العباسية بالسيف أن محمد بن جعفر كان على غير دين الإمامية الإثني عشرية وأنه لم يكن يقر بإمامة علي بن موسى الرضا، بينما واقع الحال والروايات تشير إلى عكس ذلك، فكان فيما روي عنه في الإمامة العامة: خبر اللوح الذي رواه الديباج عن أبيه الصادق بالنص على إمامة الأئمة الإثني عشر بأسمائهم. وفي إمامة الرضا خاصة قوله عندما اختبره المأمون بسؤاله: "كيف رأيت ابن أخيك" قال: "عالم، ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم"؛ حيث نلاحظ أن محمد بن جعفر قد أشار هنا إلى أحدى لوازم الإمامة الإلهية وهي العلم  اللّدني.

د- وصية الإمام الرضا في عمه محمد الديباج

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا أن الإمام الرضا قد أوصى المأمون برعاية عمه محمد الديباج فقال للمأمون: أحسن يا أمير المؤمنين معاشرة أبي جعفر فإن عمرك وعمره هكذا وجمع بين السبابتين.

وقد حمل البعض لفظ "أبي جعفر" على الإمام الجواد وهو غلط وذلك لأنه لم يكن الإمام الجواد في خراسان يومها ثم أن عمر الإمام الجواد لم يكن بعمر المأمون لا ولادة ولا وفاة ولا سنّا، والصحيح أن المقصود من أبي جعفر هو محمد بن جعفر الديباج الذي كان حاضرا المجلس، ففي نفس الحديث أن المأمون خاطب محمد الديباج قائلا: "يا أبا جعفر أخرج إلى الناس وأعلمهم أن أبا الحسن لا يخرج اليوم" ولذا فقد نقل العلامة المجلسي نص الحديث دون ذكر عليه السلام بعد ذكر لفظ "أبي جعفر". ولعل في كلام الإمام الرضا للمأمون "عمرك وعمره هكذا وجمع بين السبابتين" تنبيها وردعا للمأمون من قتل عمه محمد بن جعفر أو يكون في العبارة تصحيف والصحيح "عمري وعمره" وذلك لأن استشهاد الإمام الرضا وعمه محمد الديباج كان في نفس العام سنة 203 هجرية وفيه إشارة للمأمون منه بأن قاتله وقاتل عمه واحد.

هـ- مكانة محمد بن جعفر بين شيعة الإمام الرضا

في نفس الخبر المتقدم نلاحظ طاعة شيعة الإمام الرضا لعمه محمد بن جعفر والذي لا يمكن تصوره دون افتراض وجاهة محمد الديباج عند ابن أخيه الإمام الرضا؛ فنلاحظ في الخبر أن المأمون بعدما طلب من محمد الديباج أن يقوم بتفريق شيعة الإمام الرضا الغاضبين ساعة شيوع خبر استشهاده أن الناس قد أطاعوا محمد بن جعفر، فقد جاء في الخبر وكان محمد بن جعفر بن محمد استأمن إلى المأمون وجاء إلى خراسان وكان عم أبي الحسن فقال المأمون: يا أبا جعفر اخرج إلى الناس وأعلمهم أن أبا الحسن لا يخرج اليوم وكره أن يخرجه فتقع الفتنة فخرج محمد بن جعفر إلى الناس فقال: أيها الناس تفرقوا فإن أبا الحسن لا يخرج اليوم فتفرق الناس وغسل أبو الحسن في الليل ودفن.

 

 

ورود اسمه في الأصول الرجالية وسكوت أصحابها عن تجريحه

وذلك أن الرجاليين من أصحابنا قد عدوا محمد الديباج من الأصحاب وسكتوا جميعا عن تجريحه وعن ذكر الأدلة التي ساقها السيد الخوئي قدس سره في إسقاط إيمانه ووثاقته وقد كانت جميعها حاضرة في أذهانهم وفي متناول أيديهم.

 

 

عده ابن داود الحلي في القسم الأول من الأصحاب

وهي طبقة الثقاة من الأصحاب كما هو معروف عند أصحاب هذا الفن ويشهد عليه ما جاء في اعتراض السيد الخوئي على ابن دواد لذكر الديباج في هذ القسم من الأصحاب حيث قال: فمن العجب بعد ذلك، عد ابن داود إياه في القسم الأول كما مر.

 

 

ورد مدحه وتوثيقه في أقوال جملة من العلماء والمؤرخين

الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد، فكان مما قال فيه: وكان محمد بن جعفر شجاعا سخيا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما... وروي عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين أنها قالت: ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه، وكان يذبح في كل يوم كبشا لاضيافه.

وضامن بن شدقم: حيث قال: إنما لقب بالديباج لحسن جماله وعلو كماله وشرف ذاته، كان عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة صالحا عابدا ورعا زاهدا قائما ليله صائما نهاره يوما بعد آخر، وكان كريما سخيا ما لبس ملبوسا يوما وأمسى على بدنه إلى الليل إلا وأخرجه إلى غيره ويذبح كل يوم كبشا لضيافه، وكان فارسا شجاعا مقداما ينزل بروضة خاخ...

ومنه قول السهمي في تاريخ جرجان: وقبره بجرجان ومشهده يزار معروف ومشهور بقبر الداعي كتب عنه من أهل جرجان بجرجان عبد الوهاب بن علي بن عمران الجرجاني، وكان من الثقات قاله بن عدي.

 

 

مطابقة أحاديثه لأصول وفروع الشيعة الإمامية الإثني عشرية

فقد روى محمد بن جعفر أحاديث تتطابق في معظمها مع أصول وفروع الشيعة الإمامية الإثني عشرية وخلوها من أي انحراف لفرقة أو مذهب من فرق ومذاهب الشيعة غير الإثني عشرية.