موقع عقائد الشيعة الإمامية >>> محمد الديباج بن الإمام جعفر الصادق

 

 

 

 

محمد الديباج ابن الإمام جعفر الصادق

مقدمة الكتاب

 

أبو جعفر محمد بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام الملقب بالديباج والديباجة والمأمون، شخصية نشأت وترعرعت وتخرجت على يدي ثلاثة من كبار أئمة أهل البيت عليهم السلام: والده الإمام جعفر الصادق عليه السلام؛ مؤسس ورائد أكبر مدرسة علمية عرفها التاريخ الإسلامي الذي زق ابنه محمداً العلم زقا حتى عرف بأن له عن أبيه عليه السلام نسخة يرويها فكانت أحاديثه تلك مرجع أهل العلم من رواة الحديث والمفسرين والمؤرخين، وأخيه الإمام موسى الكاظم عليه السلام؛ الذي أثر استشهاده في شخصية محمد الديباج فخلقت وعززت فيه طبيعته الثائرة لدماء من قتل من أسرته العلوية، وابن أخيه الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي قضى الديباج معه أخريات أيامه يشاركه فيها غربته ومعاناته حتى وافاهما الأجل شهيدين مظلومين.

هذا النسب الرفيع وهذه الصحبة المجيدة جعلت محمد الديباج يتميز بصفات عديدة قل أن تجتمع في رجل واحد؛ من سعة المعرفة، وشجاعة القلب، وصدق الحديث، وطول العبادة، والصلابة في الموقف، والكرم في الطبع، والزهد في المعيشة؛ خصائص وصفات مكنته من امتطاء صهوة المجد وترك بصمات كبيرة في تاريخ الشيعة عامة وآل أبي طالب خاصة.

ومن ناحية أخرى فإن هذه الخصائص والصفات، وهذه المواقف والآثار جعلت من محمد الديباج غرضا يرمى، فمورست بحقه كل أنواع التصفية الجسدية والفكرية والاجتماعية؛ فاجتمع عليه رجال الدولة العباسية وسيوفهم وأقلامهم يعينهم في ذلك الحقد المذهبي والطائفي من وعاظ السلاطين وعلماء الطيف الأموي الحاقد، يغريهم على ذلك قلة الناصر لأسباب قد يتعرف القارئ على بعض منها أثناء قراءته لبحثنا هذا.

في هذا البحث نحاول أن ننقل ونناقش أهم ما قيل في محمد الديباج والنهوض بنظرة موضوعية لمعرفة موقعه ومكانته في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ولتقويم ما روي عنه من أحاديث وروايات.