عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني

 

ما عشت أراك الدهر عجبا

 

لم يكن هذا النكير بدعا مما جاء به القوم في كثير من فضائل مولانا أمير المؤمنين وآله العترة الطاهرة عليهم السلام فإن هناك شنشنة مطردة في واحد واحد منها بالتهكم تارة، وبالتفنيد أخرى، وبالوقيعة في السند طورا، وبالاستبعاد المجرد آونة، وبالمناقشة في الدلالة مرة، ففي كل يوم يطرق سمعك هتاف معتوه، أو عقيرة متعصب، أو ضوضاء من حانق، أو لغط من معربد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

 مع أن القوم يثبتون أمثال هاتيك الفضايل لغير رجالات أهل البيت عليهم السلام، من غير أن يضطرب لهم بال، أو تغلي عليها مراجل الأحقاد، أو تمد إليها يد الجرح والتعديل، أو تتبعها كلمة الغمز بالرمي بالغلو أو الافتعال، وإليك نبذا منها.

 

 

/ صفحة 23 /

 

-1-

حديث رد الشمس

 

مرت في الجزء الثالث ص 126 - 141 طرف من أسانيد حديث رد الشمس لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام بدعاء النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وشواهد صحته وكلمات العلماء في ذلك وهي أربعون كلمة، فإنك تجد هناك طنينا وهمهمة في صحة الحديث، وعدم وقوع الواقعة، وعدم إمكانها، ولكن السبكي، واليافعي، وابن حجر، وصاحب شذرات الذهب وغيرهم ذكروا مثل هذه المأثرة لإسماعيل بن محمد الحضرمي المتوفى 676 من دون أي غمز ونكير.

 قال السبكي في " طبقات الشافعيين " ج 5 ص 51 : مما حكي من كرامات الحضرمي واستفاض : إنه قال يوما لخادمه وهو في سفر : قل للشمس تقف حتى نصل إلى المنزل.

 وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي.

 فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس ؟ فأمرها الخادم بالغروب فغربت، وأظلم الليل في الحال.

 وقال اليافعي في " مرآة الجنان " 4 ص 178 : من كرامات إسماعيل الحضرمي وقوف الشمس له حتى بلغ مقصده لما أشار إليها بالوقوف في آخر النهار، وهذه الكرامة مما شاع في بلاد اليمن وكثر فيها الانتشار، ومنها : إنه نادته سدرة والتمست منه أن يأكل هو وأصحابه من ثمرها، وإليه أشرت بقولي:

هـــــو الحضرمي نجـــــل الــولي محمد * إمام الهـــــدى نجـــــل الإمـــام الممجد

ومن جاهه أومى إلى الشمس أن قفي * فلـــــم تمـــــش حـــــتى أنــزلوه بمقصد

ومن بعض قصائد اليافعي أيضا قوله في الحضرمي :

هو الحضرمي المشهور من وقفت له * بقـــــول قـــــفي شمـــس لأبلغ منزلي

وقال ابن العماد في " شذرات الذهب " 5 ص 362 : له [ للشيخ إسماعيل الحضرمي ] كرامات قال المطري : كادت تبلغ التواتر " إلى أن قال " : ومنها : إنه قصد بلدة زبيد

 

/ صفحة 24 /

فكادت الشمس تغرب وهو بعيد عنها فخاف أن تغلق أبوابها فأشار إلى الشمس فوقفت حتى دخل المدينة وإليه أشار الإمام اليافعي بقوله :

هو الحضرمي نجل النبي محمد * إلى آخر البيتين المذكورين

وقال ابن حجر في " الفتاوى الحديثية " ص 232 : ومن كراماته " يعني الحضرمي " : إنه كان داخلا لزبيد وقد دنت الشمس للغروب فقال لها : لا تغربي حتى ندخلها فوقفت ساعة طويلة فلما دخلها أشار إليها فإذا الدنيا مظلمة والنجوم ظاهرة ظهورا تاما.

 قال العلامة السماوي في " العجب اللزومي " :

واعجــبا من فرقة قد غلت * من دغـل في جوفها مضرم

تنكر رد الشمس للمرتضى * بأمــر طاها العيلم الخضرم

وتـــــدعي أن ردهـــا خادم * لأمـــر إسماعيل الخضرمي

وللباحث أن يستنتج من هذه القضية إن أخبت بها أن إسماعيل الحضرمي أعظم عند الله تعالى من النبي الأعظم ووصيه أمير المؤمنين، لأن رد الشمس لعلي كان بدعائه تارة وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طورا، وأما إسماعيل فقد أمر خادمه أن يأمرها بالوقوف ثم أمره بأن يفك قيد أسارها بأمرها بالانصراف، أو : أشار هو إليها بالوقوف فوقفت، هذه هي العظمة والزلفة إن صحت الأحلام لكن العقلاء يدرون ورواة القصة أيضا يعلمون بأنها متى صيغت، ومهما لفقت، ولماذا نسجت.

( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره) " التوبة 32 "

 

/ صفحة 25 /

 

-2-

صلاة ألف ركعة

 

لقد تضافر النقل بأن كلا من مولانا أمير المؤمنين، والإمام السبط الشهيد الحسين، وولده الطاهر علي زين العابدين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة (1) ولم تزل العقايد متطامنة على ذلك، والعلماء متسالمين عليه، حتى جاء ابن تيمية بهوسه وهياجه، فحسب تارة كراهة هذا العمل البار، وإنه ليس بفضيلة، وان القول بأنها فضيلة يدل على جهل قائله، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يزيد في الليل على ثلاث عشرة ركعة، وفي النهار على عدة ركعات معينة، وإنه صلى الله عليه وآله كان لا يقوم تمام الليل كما كان لا يصوم كل يوم فقال : فالمداومة على قيام جميع الليل ليس بمستحب بل مكروه، وليس من سنة النبي الثابتة عنه صلى الله عليه وآله، وهكذا مداومة صيام النهار.

 وزعم تارة أنه خارج عن نطاق الامكان فقال : وعلي رضي الله عنه أعلم بسنته صلى الله عليه وآله وسلم وأتبع لهديه، وأبعد من أن يخالف هذه المخالفة، لو كان ذلك ممكنا فكيف وصلاة ألف ركعة في اليوم والليلة مع القيام بسائر الواجبات غير ممكن، فإنه لا بد من أكل ونوم.

 إلخ.

 ويرى آونة أن طبع عمل مثله مبني على المسارعة والاستعجال، يستدعي أن يكون عريا عن الخضوع، نقرا كنقر الغراب، فلا يكون فيه كثير جدوا، ثم ختم كلامه بقوله، ثم إحياء الليل بالتهجد وقراءة القرآن في ركعة هو ثابت عن عثمان رضي الله عنه، فتهجده وتلاوة القرآن أظهر من غيره (2).

ج - أما حسبان كراهة ذلك العمل ومخالفته السنة النبوية وخروجه بذلك عن

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) العقد الفريد 2 ص 309 و ج 3 ص 39، تاريخ ابن خلكان 1 ص 350، صفة الصفوة لابن الجوزي 2 ص 56، طبقات الذهبي 1 ص 71 نقلا عن الإمام مالك، تهذيب التهذيب لابن حجر 7 ص 306 نقلا عن مالك، طبقات الشعراني 1 ص 37، روض الرياحين لليافعي ص 55، مشارق الأنوار للحمزاوي ص 94، إسعاف الراغبين لابن الصبان في هامش المشارق ص 196، وغيرها.

 (2) راجع منها ج السنة 2 : 119.

 

 

/ صفحة 26 /

الفضيلة فيعرب عن جهله المطبق بشئون العبادات وفقه السنة، وتمويهه على الحقايق الراهنة جهلا أو عنادا، فإن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث عشرة ركعة، وكذلك صلاة نهاره وإنما هي صلاة الليل والشفع والوتر ونافلة الصبح ونافلة الصلوات اليومية كما فصل في غير واحد من الأخبار، وهي النوافل المرتبة المعينة في الليل والنهار لا ترتبط باستحباب مطلق الصلاة ومطلولبية نفسها، ولا تنافي ما صح عنه صلى الله عليه وآله من قوله : الصلاة خير موضوع، إستكثر أو إستقل (1) وقوله صلى الله عليه وآله : الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر (2) وقوله صلى الله عليه وآله : الصلاة خير موضوع، من شاء أقل، ومن شاء أكثر (3) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أنس أكثر الصلاة بالليل والنهار تحفظك حفظتك (4) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لأنس في حديث طويل : إن استطعت أن لا تزال تصلي فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت مصليا (5) وقوله صلى الله عليه وآله : من أكثر صلاته [ أو من كثرت صلاته ] بالليل حسن وجهه بالنهار (6).

 وما روي عن نصر بن علي الجهضمي قال : رأيت الحافظ يزيد بن زريع في النوم فقلت : ما فعل الله لك ؟ قال : دخلت الجنة.

 قلت، بماذا ؟ قال : بكثرة الصلاة (7).

 وصح عن البخاري ومسلم : إنه صلى الله عليه وآله كان يقول من الليل حتى تنفطر قدماه.

 وفي رواية لهما والترمذي : إن كان النبي ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه، وفي رواية عن عايشة : حتى تفطرت قدماه.

 وفي رواية عن أبي هريرة : حتى تزلع قدماه.

 وفي " المواهب اللدنية " : كان يصلي " بعد كبره " بعض ورده جالسا بعد أن كان يقوم حتى تفطرت قدماه.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية ج 1 ص 166 بستة طرق.

 (2) أخرجه الطبراني في الأوسط كما في " الترغيب والترهيب " 1 ص 109 و " كشف الخفاء " 2 ص 30.

 (3) مستدرك الحاكم 2 ص 597، مجمع الزوائد 1 ص 160، كشف الخفاء للعجلوني 2 ص 30 وقال : رواه الطبراني وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي ذر.

 (4) تاريخ ابن عساكر 3 ص 142.

 (5) تاريخ ابن عساكر 3 ص 142.

 (6) سنن ابن ماجة 1 ص 400، تاريخ الخطيب 1 ص 341 و ج 7 ص 390.

 (7) شذرات الذهب 1 ص 298.

 

 

/ صفحة 27 /

وقد جرت السنة المطردة بين العاملين في النسك والعبادات من الصلاة و الصوم والحج وقراءة القرآن وغيرها مما يقرب إلى الله زلفى أن يأتي كل منهم بما تيسر له منها غير مقتصر بما أتى به النبي صلى الله عليه وآله والناس متفاوتون في القدر والله تعالى يقول : فاتقوا الله ما استطعتم.

 ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

 فترى هذا يصلي كل يوم مائة ركعة (1) والآخر يصلي مائتي ركعة مثل القاضي الفقيه أبي يوسف الكوفي المتوفى 182 (2).

والقاضي أبي عبد الله محمد بن سماغة البغدادي المتوفى 233 (3) .

و بشر بن الوليد الكندي المتوفى 238 (4) .

ومنهم من كان يصلي ثلاثمائة ركعة نظير : إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241 (5) .

و أبي القاسم الجنيد القواريري المتوفى 298 (6) .

و الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى 600 (7) .

ومنهم من كان يصلي أربعمائة ركعة نظراء : بشر بن المفضل الرقاشي المتوفى 187 (8) .

و إمام الحنفية أبو حنيفة نعمان المتوفى 150 (9) .

و أبي قلابة عبد الملك بن محمد المتوفى 276 (10) .

و ضيغم بن مالك أبو مالك [ صف 3 ص 270 ].

 و

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع مناقب أبي حنيفة للقاري في هامش " الجواهر المضية " 2 ص 523، ل 1 ص 94، طب 14 ص 6، يه 10 ص 214 و ج 14 ص 77.

 (2) بق 1 ص 270، هب 1 ص 298.

 (3) طب 5 ص 343، جم 2 ص 58، هب 2 ص 78.

 (4) طب 7 ص 82، م 1 ص 152.

 (5) يه 13 ص 39، كر 2 ص 36، طش 1 ص 47.

 (6) ظم 6 ص 106، يه 11 ص 114، وفي صف 2 ص 236 : أربعمائة ركعة.

 (7) يه 13 ص 39.

 (8) بق 1 ص 285، هب 1 ص 310، يب 1 ص 459 (9) مناقب أحمد للخوارزمي 1 ص 247، مناقب الكردرى 1 ص 246.

 (10) ظم 5 ص 103، يه 11 ص 57، يب 6 ص 420.

 

 

/ صفحة 28 /

أم طلق كانت تصلي أربعمائة ركعة وتقرأ من القرآن ما شاء الله [ صف 4 ص 24 ] و أحمد بن مهلهل الحنبلي المتوفى 554(1) .

ومنهم من كان يصلي خمسمائة ركعة، أشباه :

بشر بن منصور البصري المتوفى 180 (2) و سمنون بن حمزة المتوفى 298 [ طب 9 ص 236، ظم 6 ص 108 ] ومنهم من كان يصلي ستمائة ركعة، أمثال : الحارث بن يزيد الحضرمي المتوفى 130 [ صه 59. يب 2 ص 163 ] و الحسين بن الفضل الكوفي المتوفى 282 (3) و علي بن علي بن النجاد أبي إسماعيل البصري [ صه 234 ] و أم الصهباء معاذة العدوية [ صف 4 ص 14 ] ومنهم من كان يصلي سبعمائة ركعة مثيل : الأسود بن يزيد " زيد " النخعي المتوفى 75 (4) و عبد الرحمن بن الأسود المتوفى 98 [ بق 1 ص 48 ] وقد ذكروا في ترجمة غير واحد من رجال أهل السنة وعدوا من فضائلهم أنهم كانوا يصلون في اليوم والليلة أو في اليوم فقط ألف ركعة منهم :

1 - مرة بن شراحيل الهمداني المتوفى 76 على ما قيل، كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة [ حل 4 ص 162، يه 8 ص 70، صف 3 ص 17 ].

 م 2 - عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان. كان يصلي في كل يوم ألف ركعة. أنساب البلاذري 5 ص 120، رسائل الجاحظ ص 98 ].

 م 3 - عمير بن هانئ أبو الوليد الدمشقي التابعي. قال الترمذي : كان يصلي كل يوم ألف ركعة، ويسبح مائة ألف تسبيحة.

 كذا حكاه الشيخ محمد عبد الحي الأنصاري الحنفي

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) هب 4 ص 170.

 (2) يب 1 ص 460، هب 1 ص 293.

 (3) مرآة الجنان 2 ص 195، هب 2 ص 178، لم 2 ص 308.

 (4) طرح التثريب 1 ص 34، هب 1 ص 82، وفي ل 1 ص 39 ستمائة ركعة.

 

 

/ صفحة 29 /

في " إقامة الحجة " ص 7 وفي " تهذيب التهذيب " 8 : 150 : كان يصلي كل يوم ألف

 سجدة، ويسبح مائة ألف تسبيحة ].

 4 - علي بن عبد الله العباسي المتوفى 117، كان يصلي كل يوم ألف ركعة، و قيل : في الليل والنهار [ كامل المبرد 2 ص 157، يه 8 ص 306، يب 7 ص 358، هب 1 ص 148 ].

 5 - ميمون بن مهران الرقي المتوفى 117 عالم أهل الجزيرة صلى سبعة عشر يوما سبعة عشر ألف ركعة [ بق 931 ].

 6 - بلال بن سعد الأشعري المتوفى ح 120 كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة [ صه ص 45، كر 3 ص 315، يه 9 ص 348، يب 1 ص 503 ].

 7 - عامر بن عبد الله الأسدي المدني، كان قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة.

 " حل 2 : 89، صف 3 ص 128، كر 7 ص 169 طش 1 ص 24 ".

 8 - مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير المتوفى سنة 157، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة " الترغيب والترهيب 4 ص 227، صف 2 ص 99، 111، م 3 ص 172، يب 10 ص 159 ".

 م 9 - أبو السائب المخزومي : كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة.

 الأغاني 1 ص 109 ].

 10 - سليمانان قال القيسي : كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة حتى أقعد من رجليه فكان يصلي جالسا ألف ركعة " حل 6 ص 195 ".

 11 - كهمس بن الحسن أبو عبد الله الدعاء، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة " حل 6 ص 211.

 صف 3 ص 234 ".

 م 12 - محمد بن حفيف الشيرازي أبو عبد الله المتوفى 371.

 ربما كان يصلي من الغداة إلى العصر ألف ركعة " مفتاح السعادة 2 ص 177 ].

 م 13 - أبو حنيفة إمام الحنفية كان يصلي في كل ليلة ثلثمائة ركعة ومر يوما في بعض الطرق فقالت امرأة لامرأة : هذا الرجل يصلي في كل ليلة خمسمائة ركعة.

 فسمع الإمام ذلك فجعل يصلي بعد ذلك في كل ليلة خمسمائة ركعة، ومر يوما على جمع

 

/ صفحة 30 /

من الصبيان قال بعضهم لبعض : هذا يصلي في كل ليلة ألف ركعة ولا ينام بالليل.

 فقال أبو حنيفة : نويت أن أصلي في كل ليلة ألف ركعة وأن لا أنام بالليل.

 " إقامة الحجة " للشيخ محمد عبد الحي الحنفي ص 9 ] .

م 14 - رابعة كانت تصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.

 " روض الأخبار " المنتخب من ربيع الأبرار 1 ص 5 ].

 ونحن نعرف من أصحابنا اليوم من يأتي بها في الليل تارة، وفي الليل والنهار أخرى، في أقل من سبع ساعات يصليها صلاة تامة مع سورة التوحيد بالرغم من حسبان ابن تيمية استحالتها في اليوم والليلة، فإتيان ألف ركعة في الليل والنهار لا يستوعب كل الليل ولا يحتاج إلى قيام تمامه ولا إلى قيام نصفه، ولا تخالف السنة، بل هي السنة النبوية المعتضدة بعمل العلماء والأولياء، فمن شاء استكثر، ومن شاء استقل.

 والمداومة على قيام جميع الليل إن لم تكن مستحبا وكانت من المكروه المخالف للسنة الثابتة عنه صلى الله عليه وآله كما زعمه ابن تيمية فكيف تعد في طيات الكتب فضيلة لأعلام قومه، منهم :

1 - سعيد بن المسيب التابعي المتوفى 93، صلى الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة " صف 2 ص 44 ".

 2 - الحسن البصري التابعي المتوفى 110، صلى الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة " روضة الناظرين ص 4 ".

 3 - إمام الحنفية نعمان، صلى أربعين سنة صلاة الغداة على طهارة العشاء، وقال ابن المبارك : خمسا وأربعين سنة " مناقب أبي حنيفة للخوارزمي 1 ص 236، 240، مناقب الكردري 1 ص 242 ".

 4 - أبو جعفر عبد الرحمن بن الأسود النخعي المتوفى 98، صلى الفجر بوضوء العشاء " صف 3 ص 53 " .

5 - أبو بكر النيسابوري الرحال الفقيه، صلى أربعين سنة صلاة الصبح على طهارة العشاء قال : إنه قام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، يصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة " طب 10 ص 122، بق 3 ص 38، هب 2 ص 302 ".

 

 

/ صفحة 31 /

6 - محمد بن عبد الرحمن أبو الحارث المتوفى 159، كان يصلي الليل أجمع " صف 2 ص 98 " 7 - هاشم " صف : هشيم " بن بشير أبو معاوية المتوفى 183 " صلى عشرين سنة الصبح بوضوء العشاء " ل 1 ص 91، صف 3 ص 6، يه 10 ص 184 ".

 8 - أبو غياث منصور بن المعتمر السلمي المتوفى 132، كان يحيي الليل كله في ركعة لا يسجد فيها ولا يركع " صف 3 ص 63 ".

 9 - أبو الحسن الأشعري مكث عشرين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء " طش 2 ص 172 ".

 10 - أبو الحسين بن بكار البصري المتوفى 199 كان يصلي الغداة بوضوء العتمة " صف 4 ص 240 ".

 11 - الحافظ سليمان بن طرخان التيمي، صلى أربعين سنة صلاة الصبح والعشاء بوضوء واحد " حل 3 ص 29، صف 3 ص 218، بق 1 ص 142 ".

 12 - أبو خالد يزيد بن هارون الحافظ، صلى نيفا وأربعين سنة صلاة الصبح بوضوء العشاء " بق 1 ص 292، صف 3 ص 8 ".

 13 - عبد الواحد بن زيد، صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة " صف 3 ص 43، طش 1 ص 40 ".

 على أن ثبوت السنة عند القوم لا يستلزم فعل النبي صلى الله عليه وآله فحسب، بل : هي تثبت بفعل أي أحد سن سنة من أفراد الأمة، فليكن أمير المؤمنين عليه السلام أول من سن صلاة ألف ركعة في اليوم والليلة، كما نص الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم على أن أول من سن التراويح عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة أربع عشرة (1) وعلى أن أول من جمع الناس على التراويح عمر (2) وعلى أن إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر رضي الله عنه وأنها بدعة حسنة (3) وعلى أن أول

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) محاضرة الأوائل ص 149 طبع سنة 1311، وص 98 ط 1300.

 (2) محاضرة الأوائل ط سنة 1300 ص 98، شرح المواهب للزرقاني 7 ص 149.

 (3) راجع طرح التثريب ج 3 ص 92.

 

 

/ صفحة 32 /

من جلد في الخمر ثمانين عمر رضي الله عنه (1) وأمثال ذلك بكثير مما سنه عمر بن الخطاب وصير بدعة حسنة، وسنة متبعة.

 وكما قال الحافظ أبو نعيم الاصبهاني والخازن وغيرهما من : أن أول من سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة خبيب بن عدي الأنصاري [ حل 1 ص 113، تفسير الخازن 1 ص 141 ].

 وكما قال المؤرخون فيما سن معاوية بن أبي سفيان في الإرث والدية خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والخلفاء الأربعة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم، وإنه يسمى بسنة الخلفاء لاتباعهم أثره بعده، واتخاذهم ذلك سنة [ يه 9 ص 232 و ج 8 ص 139 ] وكما أخذت سنة التبريك في الأعياد من عمر بن عبد العزيز كما قاله الحافظ ابن عساكر في تاريخه 2 ص 365.

 وهلا صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ؟ (2) أو صح ذلك غير أن بينه وبين علي أمير المؤمنين حجز وحدد يخصانه بغيره ؟.

 م - ولدفع مزعمة ابن تيمية هذه ومن لف لفه ألف الشيخ محمد عبد الحي الحنفي رسالة أسماها ب‍ [ إقامة الحجة على أن الاكثار في التعبد ليس ببدعة ] و ذكر جماعة من الصحابة والتابعين الذين اجتهدوا في العبادة وصرفوا فيها أعمارهم، والرسالة فيها فوائد جمة لا يستهان بها طبعت بالهند سنة 1311.

 قال في ص 18 : خلاصة المرام في هذا المقام وهو الذي أختاره تبعا للعلماء الكرام : إن قيام الليل كله، وقرائة القرآن في يوم وليلة مرة أو مرات، وأداء ألف ركعات أو أزيد من ذلك، ونحو ذلك من المجاهدات والرياضات ليس ببدعة، وليس بمنهي عنه في الشرع بل هو أمر حسن مرغوب إليه.

 الخ ].

 وأما دعوى عدم الامكان منشأها تثاقل الطبع والكسل عن الاكثار من العبادة فإن من لم يتنشط في كل عمره لأمثال ذلك، البعيد عن عمل العاملين وعادات العباد يحسب خروج ذلك عن حيز الامكان، لكن من تذوق حلاوة الطاعة ولذة العبادة يرى أمثال هذه من العاديات المطردة.

 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) محاضرة الأوائل 111 ط سنة 1300.

 (2) مستدرك الحاكم 1 ص 96.

 

 

/ صفحة 33 /

 

مشكلة الأوراد والختمات

 

يجد الباحث في طيات الكتب والمعاجم أعمالا كبيرة باهظة تستوعب من الوقب أكثر من ألف ركعة صلاة معزوة إلى أناس عاديين لم ينكرها عليهم ولا على رواتها أحد لا ابن تيمية ولا غيره، لأن بواعث الانكار على أئمة أهل البيت عليهم السلام لا توجد هنالك، وإليك نبذا من تلك الأعمال :

1 - كان عويمر بن زيد أبو الدرداء الصحابي المتوفى 32 يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة " هب 1 ص 173 ".

 2 - كان أبو هريرة الدوسي الصحابي المتوفى 57 / 8 / 9 يسبح كل ليلة اثنتي عشر ألف تسبيحة قبل أن ينام ويستغفر الله ويتوب إليه كل يوم اثنتي عشرة ألف مرة " يه 8 ص 110، 112، هب 1 ص 173 ".

 3 - كان خالد بن معدان المتوفى 103 / 4 / 8، يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن " حل 5 ص 210، صه ص 88، ل 1 ص 54 ".

4 - كان عمير بن هاني المتوفى 127، يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة " صف 4 ص 163، م 2 ص 305، يب 8 ص 150، هب 1 ص 173 " .

5 - كان أبو حنيفة إمام الحنفية المتوفى 150، يأتي إلى الجمعة ويصلي قبل صلاتها عشرين ركعة يختم فيهن القرآن " مناقب أبي حنيفة للخوارزمي 1 ص 240، مناقب الكردري 1 ص 244 ".

 6 - كان يعقوب بن يوسف أبو بكر المطوعي المتوفى 287، يقرأ كل يوم " وفي نسخة : وليلة " سورة التوحيد إحدى وثلاثين ألف مرة، أو : إحدى وأربعين ألف شك جعفر الراوي عنه " طب 14 ص 289، يه 11 ص 84، ظم 6 ص 26 ".

 7 - كان الجنيد القواريري المتوفى 298 ورده كل يوم ثلثمائة ركعة " " قال ابن الجوزي : أربعمائة " وثلاثين ألف تسبيحة " ظم 6 ص 106، صف 2 ص 235، يه 11 ص 114، طب 7 ص 242 ".

 

 

/ صفحة 34 /

8 - كان فقيه الحرم الإمام محمد يقرأ كل يوم ستة آلاف قل هو أحد، وهي من جملة أوراده " طش 2 ص 170 ".

 9 - كان الشيخ أحمد الزواوي المتوفى 922 يقرأ كل يوم وليلة عشرين ألف تسبيحة، وأربعين ألف صلاة على النبي صلى الله عليه وآله " هب 8 ص 107 ".

 10 - كان محمد بن سليمان الجزولي يقرأ نهارا أربعة عشر ألف بسملة وسلكتين من تأليفه " دلائل الخيرات " في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله " نيل الابتهاج ص 317 ".

 11 - كان عبد العزيز المقدسي يقول : حاسبت نفسي من يوم بلوغي إلى يوم هذا فإذا زلاتي لا تجاوز ستة وثلاثين زلة، ولقد استغفرت الله لكل زلة مائة ألف مرة، وصليت لكل زلة ألف ركعة، ختمت في كل ركعة منها ختمة " صف 4 ص 219 " وأنت تعلم أن ألف ركعة صلاة تكون ثلاث وثمانين ألف كلمة، إذ الركعة الأولى من تكبيرة الاحرام إلى السجدة الأخيرة تعد كلماتها " 69 " كلمة وتكون إذا صليتها ألفا تسعا وستين ألفا، ويخرج من الركعة الثانية ألف كلمة عن تكبيرة الاحرام غير الموجودة فيها فتبقى ثمان وستين ألفا، وإذا أضفت إليها كلمات التشهد على طريقة الشيعة والسلام بصيغة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وهي خمسة عشر ألف كلمة، يكون المجموع ثلثا وثمانين ألف كلمة تربو على كلمات القرآن الشريف بخمسة آلاف وسبع وخمسين كلمة، فقس الأعمال المذكورة إلى هذه تجدها تزيد عليها بكثير، لكن الولاء لصاحب الأوراد المذكورة يمكنه منها، والبغضاء لصاحب الصلاة من العترة الطاهرة تقعد به عن العمل.

 وأما ما ختم به ابن تيمية كلامه من قراءة عثمان القرآن في ركعة واحدة فهو خارج عن موضوع البحث، غير أنه راقه أن يقابل تلك المأثرة بفضيلة لعثمان ذاهلا عن أن ما أورده على صلاة الأئمة من الاشكال وارد فيها، فهي تخالف السنة على زعمه أولا إذ لم يثبت عن رسول الله قراءة القرآن في ركعة واحدة، وإنها خارجة عن نطاق الامكان ثانيا إذ كلمات القرآن سبعة وسبعون ألف وتسعمائة وأربع وثلاثون كلمة وفي قول عطاء بن يسار سبعة وسبعون ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة (1) وتلك الركعة

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) تفسير القرطبي 1 ص 57، الاتقان للسيوطي 1 ص 120.

 

 

/ صفحة 35 /

الواحد لا بد إما أن تقع بين المغرب والعشاء، وإما بعد العشاء الآخرة إلى صلاة الصبح، فإتيانها على كل حال في ركعة غير ممكن الوقوع.

 على أن الشيخين " البخاري ومسلم " قد أخرجا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لعبد الله بن عمر : واقرأ في سبع ولا تزد على ذلك.

 وصح عنه صلى الله عليه وآله : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه.

 ثم إن عثمان عد ممن كان يختم في كل أسبوع من الصحابة (1 ).

 ومشكلة الختمة في كتب القوم جاءت بأذني عناق، أثقل من شمام، تنتهي إلى شجنة من العته، فذكروا أن منهم من كان يختم القرآن في ركعة ما بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، أو في غيرهما، وعد من أولئك :

 1 - عثمان بن عفان الأموي.

 كان يختم في ركعة ليلا " حلية الأولياء 1 : 57 " .

2 - تميم بن أوس الداري الصحابي. كان يختم في ركعة " صف 1 ص 310.

 3 - سعيد بن جبير التابعي المتوفى 95 " حل 4 ص 73 ".

 4 - منصور بن زاذان المتوفى 131 كان يختمه مرة فيما بين الظهر والعصر، وأخرى فيما بين المغرب والعشاء، قال هشام : صليت إلى جنب منصور فقرأ القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم قرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة، وكانوا إذ ذاك يؤخرون العشاء في شهر رمضان إلى أن يذهب ربع الليل، وكان يختم فيما بين الظهر والعصر، وفي خلاصة التهذيب : وكان يختم في الضحى.

 " حل 3 ص 57، صف 3 ص 4، بق 1 ص 134، ل 1 ص 97، هب 1 ص 355 ".

 4 - أبو الحجاج مجاهد المتوفى 132، ذكره ابن أبي داود كما في " الفتاوى الحديثية " ص 44.

 5 - أبو حنيفة النعمان بن ثابت إمام المذهب، كان يحيي الليل بقراءة القرآن ثلاثين سنة في ركعة " مناقب أبي حنيفة للقاري ص 494 ".

 7 - يحيى بن سعيد القطان المتوفى 198 " طب 14 ص 141 ".

 8 - الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد العسال المتوفى 349 " بق 3 ص 97 ".

 م 9 - أبو عبد الله محمد بن حفيف الشيرازي المتوفى 371، كان ربما يقرأ القرآن

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) التذكار للقرطبي ص 76، إحياء العلوم 1 ص 261، خزينة الأسرار ص 77.

 

 

/ صفحة 36 /

كله في ركعة واحدة. " مفتاح السعادة " 2 ص 177 ".

 م 10 - جعفر بن الحسن الدرزيجاني المتوفى 506، له ختمات كثيرة جدا كل ختمة منها في ركعة واحدة.

 هب 4 ص 16 ].

 ومنهم من كان يختم في كل يوم ختمة، وعد من أولئك :

1 - سعد بن إبراهيم الزهري المتوفى 127 " ل 1 ص 66 " وفي صه ص 113 : في كل يوم وليلة.

 2 - أبو بكر ابن عياش الأسدي الكوفي المتوفى 193 " يه 10 ص 224، يب 12 ص 36 ".

 3 - أبو العباس محمد بن شاذل النيسابوري المتوفى 311 " هب 2 ص 263.

 4 - أبو جعفر الكتاني كان يختمها مع الزوال " حل 10 ص 343 ".

 5 - أبو العباس الآدمي المتوفى 390، كان يختم في غير شهر رمضان كل يوم ختمة " ظم 6 ص 160، صف 2 ص 251، هب 2 ص 257 ".

 6 - أحمد بن حنبل إمام مذهبه المتوفى 241 " مناقب أحمد لابن الجوزي ص 287 ".

 7 - البخاري صاحب الصحيح المتوفى 256، طب 2 ص 12.

 8 - الشافعي إمام الشافعية المتوفى 204، في غير شهر رمضان " صف 2 ص 145، طش 1 ص 33 ".

 9 - محمد بن يوسف أبو عبد الله البناء المتوفى 286 " ظم 6 ص 24 ".

 10 محمد بن علي الكرخي المتوفى 343 " يه 11 ص 228، ظم 6 ص 376 ".

 11 - أبو بكر بن الحداد المصري الشافعي المتوفى 345 / 4 " ل 1 ص 167، بق 3 ص 108 " وفي بعض المصادر : في اليوم والليلة.

 12 - الحافظ ابن عساكر المتوفى 371، كان له ذلك في شهر رمضان، هب 4 ص 239.

 13 - الخطيب البغدادي صاحب التاريخ المتوفى 463 " كر 1 ص 410 ".

 14 - أحمد بن أحمد ابن السيبي أبو عبد الله القصري المتوفى 439.

 " طب 4 ص 4 " 15 - الشيخ أحمد البخاري له كل يوم ختمة وثلث " طش 4 ص 170 " (1)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) وقفنا على جمع كثير ممن كان له كل يوم ختمة واقتصرنا بذلك روما للاختصار.

 

 

/ صفحة 37 /

ومنهم من كان يختمه في الليلة مرة ومن أولئك :

1 - علي بن عبد الله الأزدي التابعي، كان له ذلك في شهر رمضان " يب 7 ص 358 ".

 2 - قتادة أبو الخطاب البصري المتوفى 117، كان له ذلك في عشرة شهر رمضان " صف 3 ص 182 ".

 3 - وكيع بن الجراح المتوفى 197 " ل 1 ص 96، طب 13 ص 470، يب 11 ص 129 ".

 4 - البخاري صاحب الصحيح المتوفى 256، كان له ذلك في شهر رمضان " يه 11 ص 26 ".

 5 - عطاء بن السائب الثقفي المتوفى 136 " صه ص 225 ".

 6 - علي بن عيسى الحميري كان له ذلك في كل ليلة " طبقات القراء 1 ص 560 ".

 7 - أبو نصر عبد الملك بن أحمد المتوفى 472 " ظم 8 ص 324 ".

 8 - الحافظ أبو عبد الرحمن القرطبي المتوفى 206، كان يختم كل ليلة في ثلاث عشر ركعة " بق 2 ص 185 ".

 9 - الشافعي إمام الشافعية كان له ذلك في غير شهر رمضان " طب 2 ص 63 ".

 10 - حسين بن صالح بن حي المتوفى 167 " طش 1 ص 50 " 11 - زبيد بن الحارث " حل 5 ص 18 ".

 م 12 أبو بكر بن عياش، كان يختم القرآن كل ليلة أربعين سنة.

 طب 1 ص 407 ".

 ومنهم من كان يختمه في كل يوم وليلة مرة وعد من أولئك : 1 - سعد بن إبراهيم أبو إسحاق المدني المتوفى 127 " صف 3 ص 82 ".

 2 - ثابت بن أسلم البنائي المتوفى 127 " حل 2 ص 321، بق 1 ص 118 ".

 3 - جعفر بن المغيرة التابعي " كر 4 ص 79 ".

 4 - عمر بن الحسين الجمحي " يب 7 ص 434 ".

 5 - أبو محمد عبد الرحمن اللخمي الشافعي المتوفى 587 " هب 4 ص 289 " 6 - أبو الفرج ابن الجوزي المتوفى 590 يه 13 ص 9 ".

 7 - أبو علي عبد الرحيم المصري القاضي الفاضل المتوفى 596 " يه 13 ص 24 ".

 

 

/ صفحة 38 /

8 - أبو الحسن المرتضى المتوفى 634 " هب 5 168 ".

 9 - محمود بن عثمان الحنبلي المتوفى 609 " هب 5 ص 29 ".

 10 أم حبان السلمية " صف 4 ص 25 " ومنهم من كان يختم في الليل والنهار ختمتين مثل :

1 - سعيد بن جبير التابعي، ختم ختمتين ونصفا في الصلاة في الكعبة " يه 9 ص 98، صف 3 ص 43 ".

 2 منصور بن زاذان المتوفى 131، كان يختم في الليل والنهار مرتين كما مر " صف 3 ص 4 " م - وقال القسطلاني في إرشاد الساري 3 ص 365 : كان يختم بين المغرب والعشاء ختمتين ويبلغ في الختمة الثلاثة إلى الطواسين ].

 3 - أبي حنيفة إمام الحنفية، كان له ذلك في شهر رمضان " التذكار ص 74، مناقب أبي حنيفة للقاري ص 493، 494 ".

 4 - الشافعي إمام الشافعية كان له ذلك في شهر رمضان ما منها إلا في الصلاة " المواهب اللدنية " وفي صف 2 ص 145 : كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأه في الصلاة.

 5 - الحافظ العراقي كان يختم في الجماعة في شهر رمضان ختمتين " شرح المواهب للزرقاني 7 ص 421 ".

 6 - أبي عبد الله محمد بن عمر القرطبي " الديباج المذهب ص 245 ".

 7 - السيد محمد المنير المتوفى نيف و 930 " طش 2 ص 118 " .

8 - الشيخ عبد الحليم المنزلاوي المتوفى نيف و 930 " طش 2 ص 121 ".

 م - ومنهم من كان يختم في الليلة ختمتين.

 1 - تقي الدين أبو بكر بن محمد البلاطنسي الشافعي الحافظ المتوفى 936 كان يختم في شهر رمضان في كل ليلة ختمتين " هب 8 ص 213 ".

 2 - أحمد بن رضوان بن جالينوس المتوفى 423 ختم في الليلة ختمتين قبل أن يطلع الفجر طب 4 ص 261 ].

 ومنهم من يختم في اليوم والليلة ثلاث ختمات وعد من أولئك :

 

/ صفحة 39 /

1 - كرز بن وبرة الكوفي، كان يختم في كل يوم وليلة ثلاث ختمات " صف 2 ص 123 و ج 3 ص 67، الإصابة 3 ص 321 ".

 2 - زهير بن محمد بن قمير الحافظ البغدادي المتوفى 268، كان له ذلك في شهر رمضان " طب 8 ص 485، ظم 5 ص 4 ".

 3 - أبو العباس بن عطاء الآدمي المتوفى 309، كان له ذلك في شهر رمضان " طب 5 ص 27، ظم 6 ص 160، يه 11 ص 144 ".

م 4 - سليم بن عنز التجيبي القاضي المصري.

 قال العيني في " عمدة القاري " 9 ص 349.

 كان يختم القرآن في كل ليلة ثلث مرات، وذكر ذلك أبو عبيد.

 وقال ابن كثير في تاريخه 9 ص 118 : كان يختم القرآن في كل ليلة ثلاث ختمات في الصلاة وغيرها.

 5 - عبد الرحمن بن هبة الله اليماني المتوفى 821، قرأ في الشتاء في يوم ثلاث ختمات وثلث ختمة هب 7 ص 151 ].

 ومنهم من كان يختم في اليوم أربع ختمات ومن أولئك :

1 - أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن الضبي المتوفى 282، قال : قرأت في اليوم أربع ختمات وبلغت في الخامسة إلى سورة البراءة وأذن المؤذن العصر " طب 2 ص 315، ظم 5 ص 156 ".

 2 - علي بن الأزهر أبو الحسن اللاحمي البغدادي المقرئ المتوفى 707، قرأ في يوم واحد بمحضر جماعة من القراء أخذت خطوطهم بتلاوته أربع ختمات إلا سبع " طبقات القراء ج 1 ص 526 " م - ومنهم من ختم بين المغرب والعشاء خمس ختمات قال الشعراوي : (1) دخل سيدي أبو العباس المصري الحريثي المتوفى 945 يوما فجلس عندي بعد المغرب إلى أن دخل وقت العشاء فقرأ خمس ختمات وأنا أسمع فذكرت ذلك لسيدي علي المرصفي المتوفى 930 فقال : يا ولدي ! أنا قرأت مرة حال سلوكي ثلثمائة ركعة وستين ختمة في اليوم والليلة كل درجة ختمة " هب 8 ص 75 ].

 ومنهم من كان يختم في اليوم والليلة ثمان ختمات أو أكثر.

 منهم :

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراوي الشافعي الإمام الفقيه المحدث الأصولي المتوفى 973.

 

 

/ صفحة 40 /

1 - السيد ابن الكاتب، قال النووي : إن بعضهم كان يقرأ أربع ختمات بالليل وأربعا في النهار، ومنهم السيد ابن الكاتب الصوفي رضي الله عنه (1) وعده من أولئك صاحب " خزينة الأسرار " ص 78 وقال : كان يختم بالنهار أربعا وبالليل أربعا، ويمكن حمله على مبادئ طي اللسان وبسط الزمان.

 م - وقال صاحب " التوضيح " : أكثر ما بلغنا قراءة ثمان ختمات في اليوم والليلة، وقال السلمي : سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول : إن ابن الكاتب يختم بالنهار أربع ختمات، وبالليل أربع ختمات.

 قاله العيني في " عمدة القاري " 9 ص 349.

 2 - قال الشيخ عبد الحي الحنفي في " إقامة الحجة " ص 7 : ومنهم : علي بن أبي طالب فإنه كان يختم في اليوم ثمان ختمات كما ذكره بعض شراح البخاري ].

3 - بكر بن سهيل الدمياطي المتوفى 289 قال : هجرت أي بكرت يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمان ختمات.

 حكاه عنه الذهبي في " ميزان الاعتدال " ج 1 في ترجمته.

 وقال القسطلاني (2) : رأيت أبا الطاهر (المقدسي) بالقدس سنة 867 وسمعت عنه إذ ذاك أنه كان يقرأ فيهما " في اليوم والليلة " أكثر من عشر ختمات : بل قال لي شيخ الاسلام البرهان بن أبي شريف أدام الله النفع بعلومه عنه : أنه كان يقرأ خمس عشرة في اليوم والليلة، وهذا باب لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني.

 وقال : وقرأت في " الارشاد " : إن الشيخ نجم الدين الاصبهاني رأى رجلا من اليمن بالطواف ختم في شوط أو في أسبوع شك.

 وهذا لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني والمدد الرحماني.

 " إرشاد الساري 7 ص 199 ".

 وقال الغزالي في " إحياء العلوم " 1 ص 319 : كان كرز بن وبرة مقيما بمكة فكان يطوف في كل يوم سبعين أسبوعا، وفي كل ليلة سبعين أسبوعا، وكان مع ذلك يختم القرآن في اليوم والليلة مرتين (3 )، فحسب ذلك فكان عشرة فراسخ، ويكون مع كل أسبوع ركعتان فهو مائتان وثمانون ركعة وختمتان وعشرة فراسخ.

 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) إرشاد الساري : 7 ص 199، و ج 8 ص 369، الفتاوى الحديثية ص 43.

 (2) إرشاد الساري 7 ص 199، و ج 8 ص 396.

 (3) مر في صحيفة 39 : إنه كان يختم في اليوم والليلة ثلاث ختمات.

 

 

/ صفحة 41 /

وقال النازلي في " خزينة الأسرار " ص 78 : وقد روي عن الشيخ موسى السدراني من أصحاب الشيخ أبي مدين المغربي : إنه كان يختم في الليل والنهار سبعين ألف ختمة، ونقل عنه : إنه ابتدأ بعد تقبيل الحجر، وختم في محاذاة الباب، بحيث أنه سمعه بعض الأصحاب حرفا حرفا كذا ذكره في " الإحياء " وعلي القاري في " شرح المشكاة ".

 وفي ص 180 من " خزينة الأسرار " : إن الشيخ أبو مدين المغربي أحد الثلاثة ورئيس الأوتاد الذي كان يختم القرآن كل يوم سبعين ألف ختمة.

 وأخرج البخاري في صحيحه (1) عن أبي هريرة يرفعه قال : قال صلى الله عليه وسلم : خفف على داود القرآن فكان يأمر بدابته فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج.

 وقال القسطلاني في شرح هذا الحديث (2) : وفيه أن البركة قد تقع في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير.

 وقال : قد دل هذا الحديث على أن الله تعالى يطوي الزمان (3) لمن شاء من عباده كما يطوي المكان لهم.

 قال الأميني : إن هي إلا أساطير الأولين وخزعبلات السلف كتبتها يد الأوهام الباطلة، وكلها نصب عيني ابن تيمية وقومه لم تسمع من أحدهم فيها ركزا ولم تر منهم غميزة، وكان حقا على هذه السفاسف أن تكتب في طامور القصاصين، أو توارى في مطامير البراري، أو تقذف في طمطام البحار، أسفي على تلكم التآليف الفخمة الضخمة تحتوي مثل هذه الخرافات، أسفي على أولئك الأعلام يخضعون عليها ويرونها جديرا بالذكر، ولو كان يعلم ابن تيمية أن نظارة التنقيب تعرب عن هذه الخزايات بعد لأى من عمر الدهر لكان يختار لنفسه السكوت، وكف مدته عن صلاة أمير المؤمنين وولده الإمام السبط والسيد السجاد عليهم السلام، وما كان يحوم حومة العار إن عقل صالحه.

ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم

 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ج 1 ص 101 في كتاب التفسير في باب قوله تعالى : وآتينا داود زبورا.

 و ج 2 ص 164 في أحاديث الأنبياء.

 (2) إرشاد الساري 8 ص 396.

 (3) كان حق المقام أن يقول : يطوى اللسان أو يقول : يبسط الزمان.