عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني

القرن السابع

-62-

القاضي نظام الدين

المتوفى : 678

 

لله دركــــــم يــــــا آل يـــــــاسيــــــنــــــا * يا أنجــــــم الحــــــق أعلام الهــدى فينا

لا يقبــــــل الله إلا في محبــــــتــــــكـــــم * أعــــــمــــــال عـــــبد ولا يرضى له دينا

أرجــــــو النجــــــاة بكم يوم المعاد وإن * جنــــــت يــــــداي مـــــن الذنب الأفانينا

بلــــــى أخفــــــف أعـــــباء الذنوب بكـم * بــــــلى أثقــــــل في الحـــشر الموازينا

5 من لا يــــــواليكــــم في الله لم ير من * قيــــــح اللــــــظى وعذاب القبر تسكينا

لأجــــــل جــــــدكم الأفــــــلاك قــد خلقت * لــــــولاه مــــــا اقتــضت الأقدار تكوينا

مــــــن ذا كمثــــــل عـــــلي في ولايته ؟ * ما المبغــــــضيــــــن لــــــه إلا مجـانينا

اسم عــــــلى العــرش مكتوب كما نقلوا * من يستــــــطيع لــــــه محـوا وترقينا ؟

من حجــــــة الله والحـــــبل المتين ومن * خــــــير الـــورى وولاه الحشر يغنينا ؟

10 من المبارز في وصف الجلال ومن * أقــــــام حــــــقا على القطع البراهينا ؟

من مثــــــله كــــــان ذا جعـــفر وجامعة * لــــــه يــــــدون ســــــر الغيب تدوينا ؟

ومــــــن كــــــهارون من مـوسى أخوته * للخلــــــق بــــــين خــير الرسل تبيينا ؟

مهــــــما تمــــــسك بالأخــــــبار طائـــفة * فقــــــولــــــه : وال مــــن والاه يكفينا

يوم الغــــــدير جــــرى الوادي فطم على * قــــــوي قــــــوم هـــــم كانوا المعادينا

15 شبــلاه ريحانتا روض الجنان فقل : * في طيــــــب أرض نمــت تلك الرياحينا

* (ما يتبع الشعر) *

تناهز القصيدة 42 بيتا ذكره القاضي المرعشي في " مجالس المؤمنين " ص 226 وبقوله :

لأجــــل جدكم الأفلاك قد خلقت * لولاه ما اقتضت الأقدار تكوينا

 

/ صفحة 435 /

أشار إلى ما أخرجه الحاكم وصححه في " المستدرك " 2 ص 615 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أوحى الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى ! آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فسكن.

 وذكره السبكي في " شفاء السقام " ص 121 وأقر صحته.

 وكذلك الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 44 قال : أخرجه أبو الشيخ في طبقات الإصفهانيين وصححه الحاكم وأقره السبكي والبلقيني في فتاواه.

 وأخرج الحاكم بعده حديثا وصححه وفيه نحو دلالة على ما نرتأيه ولفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب ؟ أسألك بحق محمد لما غفرت لي.

 فقال الله : يا آدم ! وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : يا رب ! لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله.

 محمد رسول الله.

 فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك.

 وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " وهو الكتاب الذي قال فيه الذهبي : عليك به فكله هدى ونور، والطبراني في المعجم الصغير.

 وأقر صحته السبكي في شفاء السقام ص 120، والسمهودي في وفاء الوفاء ص 419، والقسطلاني في المواهب اللدنية، والزرقاني في شرحه 1 ص 44، والعزامي في فرقان القرآن ص 117.

 كتبنا هذا المختصر لإيقاف القارئ على بطلان ما لابن تيمية ومن غزل غزله أمثال " القصيمي " من جلبة ولغط حتى يكون على بصيرة من فضل النبي الأقدس صلى الله عليه وآله.

* (الشاعر) *

نظام الدين محمد بن قاضي القضاة إسحاق بن المظهر الاصبهاني، أحد أعيان أدباء الطائفة، وأوحديها في الفنون والفضايل، قاضي القضاة في الأقطار العراقية مخالطا مع خواجه شمس الدين محمد الجويني الملقب بصاحب الديوان المتوفى 683، وله فيه مدائح منها قوله :

 

/ صفحة 436 /

ما النــــاس إلا كالقريض وإنما * بـــــيت القصيدة صاحب الديوان

شمس الممالك تزدهي بعلاءها * وبهــــــاء دست الملك والأيوان

وله في رثاء ولد خواجة بهاء الدين محمد قصيدة تناهز 58 بيتا ذكرها القاضي في مجالسه ص 438 مطلعها :

مــــــا للظــــلام يغــطي وجهة الأفق ؟ * ما للرواسي اضطربن اليوم من قلق؟

ما للحـــــظوظ تولى القـــوم أظهرها ؟ * ما للنــــــوائب تــبـدي صفحة العنق ؟

بكى السماء وضج الأرض وانكـــدرت * زهــــر النجوم وطــاشت أنفس الفرق

اليــــــوم يوم لعـــمري كاسمه فقـــدت * به العــــــلى والنـــهــى إنسانة الحدق

مــــــولى الأنــام بهاء الدين صاحـــبنا * مضى فبــــــدل صفـــو العــيش بالرنق

وتخلص في غديريته المذكورة إلى مدح خواجة بهاء الدين، وكتب باسم أخي صاحب الديوان : علاء الدين خواجه عطاء الملك الجويني المتوفى 681 ديوان رباعياته وله شعر يمدح به سلطان المحققين خواجه نصير الدين الطوسي المتوفى 672.

 توجد ترجمته في مجالس المؤمنين ص 226، وتاريخ آداب اللغة 3 : 13 وقال : توفي سنة 678 له ديوان اسمه.

 ديوان المنشئات.

 في المتحف البريطاني، وذكره صاحب - رياض الجنة - في الروضة الرابعة في عد العلماء وقال : له رسالته - القوسية - كتب بعض أعلام نيسابور شرحا عليها وأثنى عليه في شرحه بقوله : أقضى قضاة العالم، مفتي طوائف الأمم، منشئ البدايع والعجائب... إلخ.

 ومن دوبيتاته في كشكول شيخنا البهائي 1 ص 109 :

أنتــــــم لظلام قــلبي الأضواء * فيــــكم لفؤادي جمعت أهواء

يروي الظمأ ادكاركم لا الماء * داويت بغــــــيركم فــزاد الداء

***

أوصيتــــــك بالجد فدع من ساخر * فاخــــــر بفـــضيلة التقى من فاخر

لا ترج سوى الرب لكشف البلوى * لا تــــــدع مــــــع الله إلهــــــا آخر

***

مالي وحديث وصل من أهواه ؟ * حسبــــــي بشفـــاء علتي ذكراه

 

/ صفحة 437 /

هذا وإذا قضيت نحبي أسفا * يكفيــــني أن أعـد من قتلاه

***

وافى فجذبت عطفه الميادا * شوقا فطـــلبت قبلة فانقادا

حاولت وراء ذاك منـه نادا * لا تطـــلب بعد بدعة إلحادا

***

قالوا : انته عنه إنه ما صدقا * ما أجهــــل من بوعده قد وثقا

لالا فنتيجة الهـــــوى صادقــة * مع كـــذب مقدمات وعد سبقا

وذكر له القاضي في المجالس قوله :

لم أرض سوى هدي نبي وولي * لا أتــــــبع البــاطل والحق جلي

في الشر تراني ابن حـرب بطلا * لكن أنــا من شيعة مولاي علي

وذكر له العلامة النراقي في " الخزائن " ص 115 :

مــــــذ غـــبت ألـــــــــم في سقام وألم * كم أصبر في هواك ؟ كم أصبر ؟ كم ؟

يا بـــــدر ! إلى وصالـي ارجع وارحم * يا بــدر ! ألــــــم يأن ؟ ألم يأن ؟ ألم ؟