عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني

القرن الخامس

-40-

 أبو علي البصير

المتوفى 422

 

سبحان من ليس في السماء ولا * فـــــي الأرض نـــــد لـــه وأشباه

أحـــــاط بالعـــــالمين مقـــــتـدرا * أشـــــهــــــــــد أن لا إلـــــــه إلاه

وخـــــاتم المـــــرسلين ســـــيدنا * أحـــــمد رب السمـــــاء ســـــماه

أشـــــرقت الأرض يـــــوم بعثته * وحـــــصحص الحـــــق من محياه

اخـــــتار يوم (الغدير) حيـــــدرة * أخـــــا له فـــــي الـــــورى وآخـاه

وبـــــاهل المشـــركين فيه وفي * زوجـــــتـــــه يقـتـفـيـهـمـا ابـــــناه

هم خمســـــة يرحـــم الأنام بهم * ويستجـــــاب الـــــدعـا ويرجاه(1)

* (الشاعر) * :

أبو علي البصير [ الضرير ] الحسن بن المظفر النيسابوري المحتد، الخوارزمي المولد، ذكره ابن شهر آشوب من المتقين من شعراء أهل البيت عليهم السلام، وذكره أبو أحمد محمود بن أرسلان في تاريخ خوارزم وبالغ في الثناء عليه وقال: كان مؤدب أهل خوارزم في عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم والمشار إليه منهم، له كتاب تهذيب ديوان الأدب.

 وكتاب إصلاح المنطق، وكتاب ذيل تتمة اليتيمة. وديوان شعره في مجلدين. وديوان رسائله. وكتاب محاسن من إسمه الحسن.

 وكتاب زيادات أخبار خوارزم. ومن شعره قوله:

أهلا بعيش كان جد موات (2) * أحيــــا مــــن اللذات كل موات

أيــــام سـرب الإنس غير منفر * والشـــمل غــير مروع بشتات

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) هذه الأبيات ذكرها العلامة السماوي في الجزء الأول من كتابه (الطليعة في شعراء الشيعة) لأبي علي الضرير. وذكر الحموي منها أربعة أبيات ونسبها إلى ولده عمر أبي حفص، والله العالم (2) أي مطاوع وموافق. من واتى مواتاة ووتاء.

 

 

/ صفحة 301 /

عيش تحسر (1) ظـــــله عـــــنا فـــما * أبقـــــى لنـــــا شيــــئا سوى الحسرات

ولقد سقانــــي الدهــــر مــــــاء حياته * والآن يسقـــيـــــنـــــي دم الحـــــيـــــات

لهفـــي لأحــــرار منيــــت بــــبعــــدهم * كانوا على غـــــير الـــــزمان ثقـــــاتي

قــــد زالت البــــركات عــــنــــي كــلها * بـــــزيال سيـــــدنا أبـــــي البـــــركـــات

ركــــن العــــلا والمجـــد والكرم الذي * قـــــد فـــــات فـــــي الـــحـــــلـــــبـــــات

أي فوات فارقت طلعته المنيرة مكرها * فبــقــيـــت كالمحـــصور فـــي الظلمات

أضحـــي وأمســـي صاعـــدا زفــراتي * لفـــراقـــــه متحـــدرا عـــبــــــراتــــــي

وله قوله في المديح:

جبـيـنــك الشمس في الأضواء والقمر * يميـــــنــك البحر في الأرواء والمطر

وظلـــــك الحـــــرم المحفــــوظ ساكنه * وبـــــابك الـــــركن للقـــصاد والحجر

وسيـــــبـــــك الـرزق مضمون لكل فم * وسيـــــفك الأجـــــل الجاري به القدر

أنت الهمام بل البدر التمام بل السيف * الحـــــسام بـــــل الصـــــارم الـــــذكـر

وأنـــــت غـــــيث الأنام المستغاث بـه * إذا أغـــــارت عـــــلى أبنـــــائها الغير

وله في الغزل:

أريّا شمال ؟ ! أم نسيم من الصبا * أتانا طروقا ؟ ! أم خيال لزينبا ؟ !

أم الطالع المسعود الطالع أرضنا * فاطـــلع فيهـــا للسعادة كوكبا ؟ !

قال أبو علي [ المترجم ]: رأيت ابن هودار في المنام بعد موته فقلت له:

لقـــــد تحـــــولت من دار إلى دار * فهل رأيت قرارا يا بن هودار ؟ !

قال: فأجابني:

لا بــل وجدت عذابا لا انقطاع له * مـــــدى الليـالي وربا غير غفار

ومنـــــزلا مظلما في قعر هاوية * قـــــرنت فيـــــها بكــــفـار وفجار

فـقل لأهلي: موتوا مسلمين فما * للكافرين لدى الباري سوى النار

وولده أبو حفص عمر كان فقيها فاضلا أديبا توفي في شعبان سنة اثنتين و ثلاثين وخمسمائة (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحسر: الكشف: تحسر: تكشف.

(2) معجم الأدباء ج 9 ص 191 - 198 من الطبعة الأخيرة.