عقائد الشيعة الإمامية / العلامة الأميني

القرن الرابع

-33 -

أبو الفرج الرازي

 

تجلى الهدى يوم (الغدير) على الشبه * وبـــرز إبـــــريز البـــــيان عـن الشبه

وأكـــــمل رب العــــرش للناس دينهم * كـــــما نـــــزل القرآن فـــــيه فأعــربه

وقـــــام رســـول الله في الجمع رافعا * بضبـــــع عــلي ذي التعالي من الشبه

وقـــــال: ألا مـــــن كنت مولى لنفسه * فهـــــذا لـــــه مـولى فيا لك منقبه(1)

* (الشاعر) * :

أبو الفرج محمد بن هندو الرازي. (آل هندو) من أسر الإمامية الناهضين بنشر العلم والأدب، وفيهم جمع ممن تحلوا بفنون الفضايل، ولهم في الكتابة والقريض قدم وقدم، طفحت بذكرهم المعاجم منهم: أبو الفرج محمد بن هندو مؤسس شرف بيتهم، عده ابن شهر آشوب في (معالم العلماء) من شعراء أهل البيت عليهم السلام المتقين.

 ومنهم: أبو الفرج الحسين بن محمد بن هندو، ترجمه الثعالبي في (اليتيمة) ج 3 ص 362 وعده من أصحاب الوزير الصاحب بن عباد وذكر شطرا من شعره وقال: ملحه كثيرة ولا يسع هذا الباب إلا هذا الأنموذج منها.  ومما ذكر له قوله:

لا يوحشنك من مجد تباعـــــده * فـــــإن للمجـد تدريجا وتدريبا

إن القناة التي شاهدت رفعتها * تنمي فتصعـــد أنـــبوبا فأنبوبا

وقوله:

يقـــولــون لي ما بال عينك مذ رأت * محاسن هذا الظبي أدمعها هطل ؟ !

فقـــــلت: زنــت عيني بطلعة وجهه * فكــــــان لها من صوب أدمعها غسل

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) مناقب ابن شهر آشوب ج 1 ص 531، ط ايران، والصراط المستقيم للبياضي.

 

 

/ صفحة 173 /

ومنهم: أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو، توجد ترجمته في جملة من كتب التراجم (1) وفي كلها ثناء عليه بتضلعه في الحكمة والفلسفة والطب والكتابة والشعر والأدب وتبرزه في ذلك كله. له كتاب مفتاح الطب. المقالة المشوقة في المدخل إلى علم الفلك. الكلم الروحانية من الحكم اليونانية. الوساطة بين الزناة واللاطة. هزلية. ديوان شعره. توفي بجرجان سنة 420.

 ومن شعر أبي الفرج علي في معاني بديعة قوله:

حللت قاري فـــي شادن * عـــيون الأنام به تعــــقد

غدا وجهه كعبة للجمال * وفي قلبه الحجر الأسود

وله قوله:

قولوا لهذا القمر البادي * مالك إصلاحي وإفسادي

زود فــــؤادا راحلا قبله * لا بـــد للراحــــل من زاد

وله قوله:

قالوا: اشتغل عنهم يوما بغيرهم * وخــادع النفس إن النفس تنخدع

قـــد صيغ قلبي على مقدار حبهم * فـــــما لحــــب ســـواه فيه متسع

وله قوله:

وحـــــقك مـــــا أخــــرت كتبي عنكم * لقـــــالة واش أو كـــــلام محـــرش

ولكـــــن دمعـــــي إن كتبت مشوش * كتابي وما نفع الكتاب الممشوّش؟!

وله قوله:

ما للمعــــيل وللمعالي ؟ ! إنما * يسمو إليـــــهن الــوحيد الفارد

فالشمس تجتاب السماء فريدة * وأبـــــو بنات النعش فيها راكد

وله قوله:

قوض خيامك من أرض تضام بها * وجـــــانب الـــــذل إن الذل يحتـنب

وارحــل إذا كانت الأوطان منقصة * فصندل الهنـــــد فـي أوطانه حطب

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) طبقات الأطباء 1 ص 323.

 دمية القصر ص 113، فوات الوفيات 2 ص 45، معجم الأدباء 13 ص 136، محبوب القلوب للأشكوري، نسمة السحر.

 

 

/ صفحة 174 /

لا يذهب على القارئ أن ترجمة أبي الفرج علي بن هندو تعزى في عيون الأنباء، وفوات الوفيات، ومحبوب القلوب إلى (يتيمة الدهر) وكتاب اليتيمة خلو منها، و المترجم فيه هو والده المذكور الحسين.

 م - نعم: ترجمه الثعالبي في (تتمة اليتيمة) ص 134 - 143 وأثنى عليه بقوله: هو من ضربه في الآداب والعلوم بالسهام الفايزة، وملكه رق البراعة في البلاغة، فرد الدهر في الشعر، وأوحد أهل الفضل في صيد المعاني الشوارد، ونظم القلائد و الفرائد، مع تهذيب الألفاظ البليغة، وتقريب الأغراض البعيدة، وتذكير الذين يسمعون ويروون، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون، وكنت ضمنت كتاب (اليتيمة) نبذا من شعره (1) لم أظفر بغيره وهذا مكان ما وقع إلي بعد ذلك من وسائط عقوده، وفوارد أبياته بل معجزاته.

 ثم ذكر صحائف من شعره وفصلا من رسالته الهزلية (الوساطة) ] ومنهم: أبو الشرف بن أبي الفرج علي بن حسين بن محمد بن هندو ذكره صاحب (دمية القصر) ص 113 في ذيل ترجمة أبيه.

 قد تعزى الأبيات الغديرية المذكورة إلى أبي الفرج سلامة بن يحيى الموصلي (2) وهو لا يتم لأن الواقف (على مناقب) ابن شهر آشوب ومعالمه جد عليم بأنه يذكر أبا الفرج الموصلي في كتابيه باسمه والمترجم بكنيته والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ج 3 ص 212.

 (2) راجع يتيمة الدهر ج 1 ص 82.