موقع عقائد الشيعة الإمامية >> العلامة الحلي

 

في الطريق إلى معرفة صدق الأنبياء

كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد - العلامة الحلي - ص 474-475

 

 

قال صاحب تجريد الاعتقاد: وطريق معرفة صدقه ظهور المعجز على يده وهو ثبوت ما ليس بمعتاد أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة ومطابقة الدعوى.

أقول: لما ذكر صفات النبي وجب عليه ذكر بيان معرفة صدقه وهو شيء واحد وهو ظهور المعجز على يده، ونعني بالمعجز ثبوت ما ليس بمعتاد أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة ومطابقة الدعوى، لأن الثبوت والنفي سواء في الإعجاز فإنه لا فرق بين قلب العصا حية وبين منع القادر على رفع أصغر الأشياء.

وشرطنا خرق العادة لأن فعل المعتاد أو نفيه لا يدل على الصدق، وقلنا مع مطابقة الدعوى لأن من يدعي النبوة ويسند معجزته إلى إبراء الأعمى فيحصل له الصمم مع عدم برء العمى لا يكون صادقا.

ولا بد في المعجز من شروط:

أحدها: أن يعجز عن مثله أو ما يقاربه الأمة المبعوث إليها.

الثاني: أن يكون من قبل الله تعالى أو بأمره.

الثالث: أن يكون في زمان التكليف، لأن العادة تنتقض عند أشراط الساعة.

الرابع: أن يحدث عقيب دعوى المدعي للنبوة أو جاريا مجرى ذلك، ونعني بالجاري مجرى ذلك أن يظهر دعوى النبي في زمانه وأنه لا مدعي للنبوة غيره ثم يظهر المعجز بعد أن ظهر معجز آخر عقيب دعواه فيكون ظهور الثاني كالمتعقب لدعواه لأنه يعلم تعلقه بدعواه وأنه لأجله ظهر كالذي ظهر عقيب دعواه.

الخامس: أن يكون خارقا للعادة.

 

العودة لصفحة العلامة الحلي