موقع عقائد الشيعة الإمامية >> العلامة الحلي

 

 

العلامة الحلي

 

فريد عصره ووحيد دهره بحر العلوم والفضائل ومنبع الأسرار والدقائق، مجدد المذهب ومحييه وماحي أعلام الغواية ومفنيه، الإمام العلامة الأوحد، آية الله المطلق، جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف ابن زين الدين علي بن مطهر الحلي نور الله مضجعه.

ولد رضوان الله تعالى عليه في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 648، وتوفي في يوم السبت الحادي والعشرين من محرم الحرام سنة 726، ونقل إلى النجف الأشرف، ودفن في الحجرة التي إلى جنب المنارة الشمالية من حرم أمير المؤمنين عليه السلام.

كان - قدس سره - من فطاحل علماء الشريعة، وأعاظم فقهاء الجعفرية، جامعا لشتى العلوم، حاويا مختلفات الفنون، مكثرا للتصانيف ومجودا فيها، استفادت الأمة جمعاء من تصانيفه القيمة منذ تأليفها، وتمتعوا من أنظاره الثاقبة طيلة حياته وبعد مماته، له ترجمة ضافية في كتب التراجم وغيرها تعرب عن تقدمه في العلوم وتضلعه فيها، وتنم عن مراتبه السامية في العلم والعمل وقوة عارضته في الظهور على الخصم، وذبه عن حوزة الشريعة ونصرته للمذهب وإنا وإن لم يسعنا في هذا المختصر سرد جميعها لكنا نذكر شكرا لحقه بعضا منها.

قال معاصره ابن داود في رجاله: شيخ الطائفة وعلامة وقته، صاحب التحقيق، والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول.

وقال الشهيد الأول في إجازته لابن الخازن: الإمام الأعظم الحجة، أفضل المجتهدين جمال الدين.

ووصفه ابن أبي جمهور الأحسائي في إجازته للشيخ محمد بن صالح الحلي بقوله: شيخنا وإمامنا، ورئيس جميع علمائنا، العلامة الفهامة، شيخ مشايخ الإسلام، والفارق بفتاويه بين الحلال والحرام، والمسلم له الرئاسة في جميع فرق الإسلام.

وأطراه علي بن هلال في إجازته للمحقق الكركي بقوله: الشيخ الإمام الأعظم المولى الأكمل الأفضل الأعلم جمال الملة والحق والدين.

وفي إجازة المحقق الكركي لسميه الميسي: شيخنا الإمام، شيخ الإسلام مفتي الفرق، بحر العلوم أوحد الدهر، شيخ الشيعة بلا مدافع جمال الملة والحق والدين.

وفي إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمد الأسترآبادي: الإمام السعيد، أستاذ الكل في الكل، شيخ العلماء والراسخين، سلطان الفضلاء والمحققين، جمال الملة والحق والدين.

ومدحه الشهيد الثاني في إجازته للسيد علي بن الصائغ: بشيخ الإسلام ومفتي فرق الأنام، الفاروق بالحق للحق، جمال الإسلام والمسلمين، ولسان الحكماء والفقهاء والمتكلمين، جمال الدين.

ووصفه شرف الدين الشولستاني في إجازته للمجلسي الأول، بالشيخ الأكمل العلامة آية الله في العالمين جمال الملة والحق والدين.

وقال شيخنا البهائي في إجازته لصفي الدين محمد القمي: العلامة آية الله في العالمين جمال الحق والملة والدين.

وقال بحر العلوم في فوائده الرجالية: علامة العالم وفخر نوع بني آدم أعظم العلماء شأنا، وأعلاهم برهانا، سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل جمع من العلوم ما تفرق في جميع الناس وأحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس، مروج المذهب والشريعة في المائة السابعة، ورئيس علماء الشيعة من غير مدافعة، صنف في كل علم كتبا، وآتاه الله من كل شيء سببا.

وقال السماهيجي في إجازته: إن هذا الشيخ رحمه الله بلغ في الاشتهار بين الطائفة بل العامة شهرة الشمس في رايعة النهار، وكان فقيها متكلما حكيما منطقيا هندسيا رياضيا، جامعا لجميع الفنون، متبحرا في كل العلوم من المعقول والمنقول، ثقة إماما في الفقه والأصول، وقد ملأ الآفاق بتصنيفه، وعطر الأكوان بتأليفه ومصنفاته، وكان أصوليا بحتا ومجتهدا صرفا.

وقال الشيخ الحر في أمل الآمل ص 40: فاضل عالم علامة العلماء، محقق مدقق ثقة نقة فقيه محدث متكلم ماهر جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليات والنقليات، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى.

وأطراه المولى نظام الدين في نظام الأقوال بقوله: شيخ الطائفة وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، كل من تأخر عنه استفاد منه، وفضله أشهر من أن يوصف.

ووصفه البحاثة الرجالي الميرزا عبد الله الأصفهاني في المجلد الثاني من رياض العلماء: بالإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر، علامة العلماء وفهامة الفضلاء، أستاذ الدنيا، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلامة عند الاطلاق، والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق، كان ابن أخت المحقق، وكان رحمه الله آية الله لأهل الأرض، وله حقوق عظيمة على زمرة الإمامية والطائفة الحقة الاثني عشرية لسان وبيانا وتدريسا وتأليفا، وقد كان رضي الله عنه جامعا لأنواع العلوم، مصنفا في أقسامها، حكيما متكلما فقيها محدثا أصوليا أديبا شاعرا ماهرا، وقد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي تدل على جودة طبعه في أنواع النظم أيضا، وكان وافر التصانيف متكاثر التآليف، أخذ واستفاد عن جم غفير من علماء عصره من العامة والخاصة، وأفاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصة بل من العامة - إلى أن قال -: وكان من أزهد الناس وأتقاهم، ومن زهده ما حكاه السيد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسية أنه قدس سره أوصى بجميع صلواته وصيامه مدة عمره وبالحج عنه مع أنه كان قد حج.

وله ذكر جميل في غير واحد من التراجم، كمنتهى المقال ص 105 كتب رجال الأسترآبادي، وجامع الرواة ج 1 ص 230 ورياض العلماء والمقابس ص 17 وروضات الجنات ص 172 والمستدرك ج 3 ص 459 وسفينة البحار ج 2 ص 228 ولسان الميزان ج 6 ص 319 والدرر الكامنة ومحبوب القلوب للإشكوري وغيرها من التراجم، وهم وإن بالغوا في ثناه لكن اعترفوا بأنهم عاجزون عن درك مداه، وعن الإعراب بما يقتضي شأنه وشخصيته المثلى.

قال الفاضل التفرشي في كتاب نقد الرجال ص 100: ويخطر ببالي أن لا أصفه إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده، وإن كل ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه، له أزيد من سبعين كتابا في الأصول والفروع والطبيعي والإلهي وغيرها.

وقال العلامة النوري بعد أن بالغ في ثنائه: ولآية الله العلامة بعد ذلك من المناقب والفضائل ما لا يحصى، أما درجاته في العلوم ومؤلفاته فيها فقد ملأت الصحف وضاق عنه الدفتر، وكلما أتعب نفسي فحالي كناقل التمر إلى هجر، فالأولى تبعا لجمع من الأعلام الإعراض عن هذا المقام.

 

تآليفاته الثمينة الممتعة

له تأليفات كثيرة قيمة ربما تزيد على مائة مصنف، بل قال صاحب مجمع البحرين في مادة العلامة: إنه وجد بخطه رحمه الله خمسمائة مجلد من مصنفاته غير ما وجد بخط غيره. وقد عد جملة منها هو نفسه في كتاب الخلاصة عند ترجمة نفسه، منها:

1 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب، ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه، لم يتم، وقد طبع في المجلدين الضخمين في سنة 1316 قال رحمه الله: هو في سبع مجلدات.

2 - تلخيص المرام في معرفة الأحكام.

3 - تحرير الأحكام الشرعية، استخرج فيها فروعا كثيرة، طبع بإيران في مجلد كبير.

4 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، مطبوع.

5 - استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار، قال: ذكرنا فيه كل حديث وصل إلينا، وبحثنا في كل حديث منه على صحة السند أو إبطاله، وكون متنه محكما أو متشابها، وما اشتمل عليه المتن من المباحث الأصولية والأدبية وما يستنبط من المتن من الأحكام الشرعية وغيرها.

6 - مصابيح الأنوار، قال: ذكرنا فيه كل أحاديث علمائنا، وجعلنا كل حديث يتعلق بفن في بابه، ورتبنا كل فن على أبواب، ابتدأنا فيها بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله ثم بما روي عن علي عليه السلام وهكذا إلى آخر الأئمة عليهم السلام.

7 - الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان.

8 - نهج الوضاح في الأحاديث الصحاح.

9 - نهج الإيمان في تفسير القرآن، ذكر فيه ملخص الكشاف والتبيان وغيرهما.

10 - القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.

11 - منهاج الصلاح في الدعوات وأعمال السنة.

12 - كشف الحق ونهج الصدق.

13 - كشف اليقين في الإمامة، وقد يعبر عنه باليقين.

14 - الألفين.

15 - منهاج الكرامة.

16 - شرح التجريد.

17 - أنوار الملكوت في شرح الياقوت.

18 - نهاية الكلام.

19 - نهاية الأصول.

20 - نهاية الفقهاء.

21 - قواعد الأحكام.

22 - إيضاح مخالفة أهل السنة للكتاب والسنة.

23 - تذكرة الفقهاء.

24 - الرسالة السعدية.

25 - خلاصة الرجال.

26 - إيضاح الاشتباه.

27 - تبصرة الأحكام.

28 - التناسب بين الفرق الأشعرية والفرق السوفسطائية.

29 - نظم البراهين في أصول الدين.

30 - معارج الفهم في شرح النظم في الكلام.

31 - الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.

32 - كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد في الكلام.

33 - القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والإلهي.

34 - الأسرار الخفية في العلوم العقلية.

35 - الدر المكنون في علم القانون في المنطق.

36 - المباحث السنية والمعارضات النصيرية.

37 - المقاومات، قال: باحثنا فيها الحكماء السابقين وهو يتم مع تمام عمرنا.

38 - حل المشكلات من كتاب التلويحات.

39 - إيضاح التلبيس من كلام الرئيس، قال: باحثنا فيه الشيخ ابن سينا.

40 - الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد في المنطق.

41 - الشفاء في الحكمة.

42 - مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطق والطبيعي والإلهي.

43 - المحاكمات بين شراح الإشارات.

44 - منهاج الهداية ومعراج الدراية في علم الكلام.

45 - استقصاء النظر في القضاء والقدر.

46 - نهج الوصول إلى علم الأصول.

47 - مختصر شرح نهج البلاغة.

48 - الأدعية الفاخرة.

49 - المنهاج في مناسك الحاج.

50 - نهج العرفان في علم الميزان. وغير ذلك مما يطول ذكره.

 

مشايخه

يروي عن جماعة من حفاظ الشريعة منهم:

1 - الشيخ الجليل مفيد الدين محمد بن علي بن محمد بن جهم الأسدي.

2 - الحكيم المتأله كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة.

3 - العالم الفاضل الحسن ابن الشيخ كمال الدين علي بن سليمان البحراني.

4 - الشيخ نجيب الدين أبو أحمد أو أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي الهذلي. ابن عم المحقق الحلي، صاحب كتاب جامع الشرائع ونزهة الناظر المتولد سنة 601 والمتوفى سنة 690.

5 - والده الأجل الأكمل سديد الدين يوسف بن زين الدين علي بن المطهر الحلي الفقيه المتكلم الأصولي.

6 - سلطان المحققين الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المتولد سنة 597 المتوفى سنة 672، قرأ عليه الكلام والهيئة والعقليات، وقرأ عليه الطوسي الفقه.

7 - جمال الدين أبو الفضائل والمناقب السيد أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس المتقدم ذكره.

8 - السيد الأجل الأسعد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس المتقدم ذكره.

9 - خاله الأكرم وأستاذه الأعظم رئيس العلماء، المحقق على الاطلاق، الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي الحلي صاحب الشرائع والنافع والنكت، المتوفى ستة 676. وفيه نطر.

10 - نجم الملة والدين جعفر بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما الحلي الربعي صاحب مثير الأحزان وكتاب أخذ الثار المتوفى في سنة 645.

11 - بهاء الدين علي بن عيسى الإربلي صاحب كشف الغمة.

12 - السيد عبد الكريم بن طاووس صاحب فرحة الغري.

كان - قدس سره - قرأ على جماعة من علماء السنة منهم: نجم الدين الكاتبي القزويني والشيخ برهان الدين النسفي والشيخ جمال الدين حسين بن أبان النحوي، وعز الدين الفاروقي الواسطي، وتقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي الصباغ الحنفي، وشمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الكيشي ويروي عن رضي الدين الحسن بن علي الصنعاني الحنفي.

 

تلامذته والراوون عنه

يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار منهم:

1 - ولده الصالح، أجل المشائخ وأعظم الأسانيد، المحقق النقاد، الفقيه فخر المحققين أبو طالب محمد، المتولد في ليلة الاثنين ولعشرين من جمادي الأولى سنة 628 والمتوفى ليلة الجمعة الخامس والعشرين من جمادي الآخرة سنة 771.

2 - مجد الدين أبو الفوارس محمد الحسيني.

3 - ابنا أخته السيد الجليل المرتضى عميد الدين عبد المطلب والسيد ضياء الدين عبد الله ابنا مجد الدين أبي الفوارس محمد المتقدم ذكره.

4 - رضي الدين أبو الحسن علي بن جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي المتوفى سنة 757.

5 - الشيخ الفقيه زين الملة والدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطار آبادي المتوفى سنة 762.

6 - السيد علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسني الحلي، وهو الذي كتب العلامة له ولولده ولأخيه الآتيين الإجازة المعروفة بالإجازة الكبيرة لأبناء زهرة.

7 - السيد بدر الدين محمد أخو علاء الدين المذكور.

8 - السيد شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن علاء الدين المذكور.

9 - السيد الجليل أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن الحسن بن زهرة الحسني الحلبي.

10 - السيد العالم الكبير مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني.

11 - الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمد بن محمد الرازي البويهي الحكيم المتأله صاحب شرح الشمسية والمطالع.

12 - السيد النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن الحسين بن معية الحلي الحسني.

13 - المولى تاج الدين الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي نزيل قاسان.

14 - الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن بن معانق، ذكره صاحب الرياض وقال: رأيت نسخة من الخلاصة للعلامة بخط هذا الشيخ وكان تاريخ كتابتها 707 في حياة أستاذه العلامة.

15 - السيد أحمد العريضي، ذكره صاحب الرياض.