عقائد الشيعة الإمامية >> القاضي الكراجكي

 

 

العلامة أبو الفتح الكراحكي

 

 

 

 

 

معجزات النبي صلى الله عليه وآله

 

 

 

- كنزالفوائد- أبو الفتح الكراجكي  ص 73 :

(فصل في ذكر شيء من معجزات رسول الله صلى الله عليه واله وباهر آياته)

فمن ذلك انه دعا شجرة فجاءت تخد الأرض ثم اشار إليها فرجعت ومن ذلك انه مسح شطري ضرع العناق وهما ملتصقان لا لبن فيهما فدر وحلب منه لبن كثير هذا في هجرته الى المدينة وذلك مشتهر قد اتت به الاخبار وقيل فيه الاشعار ومن ذلك رمي الحصى في وجوه الاعداء يوم بدر فنالهم في عيونهم ما نالهم وكانت في الحال هزيمتهم وانزل الله سبحانه  (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الانفال وفعل مثل ذلك يوم حنين وقال شاهت الوجوه فانهزم المشركون باسرهم ومن ذلك اخباره عن العير التي جاءت من الشام وحال القوم وافعالهم وما معهم من متاعهم وكثير من كلامهم ومن ذلك كلام الذئب والجر ايضا معروف ومن ذلك الميضاة التي وضع فيها يده وفيها شئ يسير من الماء فشرب منه خلق كثير وتوضاوا منه ومن ذلك ان ناقة ضلت من صاحبها في بعض اسفاره فقال المنافقون لو كان نبيا لعلم اين الناقة فبلغه ذلك فقال الغيب لا يعلمه إلا الله انطلق يا فلان لصاحب الناقة فان ناقتك بمكان كذا قد تعلق زمامها بالشجرة فوجدها كما قال صلى الله عليه واله ومن ذلك انه اقام بتبوك فنفدت ازوادهم فامرهم عليه السلام فجمعوا ما بقي منها ثم أمر بانطاع فبسطت وقال من كان عنده فضل زاد فليأتنا به فكان الرجل ياتي بالمد الدقيق والسويق والقليل من الخبز فيوضع كل صنف على حدة فكان جميع ذلك قليلا ثم توضأ وصلى ودعا بالبركة فيه فكثر ذلك حتى فاض من الانطاع ثم نادى الناس ان هلموا فاقبل الناس فحملوا من كل شئ حتى ملاوا كل جراب ومزود ومن ذلك انه نزل بالحديبية فإذا ببئرها لا ماء فيها فشكا الناس ذلك إليه صلى الله عليه واله فاخرج سهما من كنانته فدفعه الى البراء بن عازب فنزل في البئر فغرز السهم فاقبل الماء من عيون البئر حتى ملاوا كل ما معهم وسقوا ركائبهم ومن ذلك انه كان في سفر فاستيقظ من نومه فقال مع من وضوء فقال أبو قتادة معي في ميضاة فاتاه به فتوضأ وفضلت في الميضاة فضلة فقال صلى الله عليه واله احتفظ بها يا أبا قتادة فسيكون لها شان فلما حمى النهار واشتد العطش بالناس فابتدروا الى النبي صلى الله عليه واله يقولون الماء الماء فدعا النبي صلى الله عليه واله بقدحه ثم قال هلم الميضاة يا أبا قتادة فاخذها ودعا فيها وقال اسكب فسكب في القدح وابتدر الناس الماء فقال رسول الله صلى الله عليه واله كلكم يشرب ان شاء الله تعالى فكان أبو قتادة يسكب ورسول الله يسقي حتى شرب الناس اجمعون ثم قال النبي صلى الله عليه واله لابي قتادة اشرب فقال لا بل اشرب أنت يا رسول الله فقال اشرب فإن ساقي القوم آخرهم يشرب فشرب أبو قتادة ثم شرب رسول الله وانتهى القوم رواء ومن ذلك انه اتى بشاة فاخذ باذنها بين اصبعيه ثم خلاها فصار لها وسم وكانت تولد والاثر في اولادها ومن ذلك ما رواه جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه قال اصاب الناس يوم الخندق كربة ضربوا فيها بمعاولهم حتى انكسرت فاخبروا رسول الله صلى الله عليه واله فدعا بماء فصبه عليها فصارت كثيبا ومن ذلك ان اعرابيا باع شيئا من أبي جهل فمطله فاتى قريشا فقال اعدونى على أبي الحكم فقد لوى بحقي فاشاروا الى النبي صلى الله عليه واله وقالوا ائت هذا الرجل فاستعدني عليه وهم يهزاون بالاعرابي ويريدون ان يغروا أبا جهل برسول الله صلى الله عليه واله فاتى الاعرابي رسول الله صلى الله عليه واله فقال يا عبد الله اعدني على عمرو بن هشام فقد مطلني حقي قال نعم فمضى معه النبي صلى الله عليه واله فضرب على أبي جهل بابه فخرج إليه متغيرا فقال ما حاجتك فقال اعط هذا الرجل حقه قال نعم الساعة فاعطاه فجاء الرجل الى قريش فقال جزاكم الله خيرا انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فاخذ لي حقي وجاء أبو جهل فقالوا اعطيت الاعرابي حقه قال نعم قالوا إنما اردنا ان نغريك بمحمد صلى الله عليه واله قال ما هو إلا ان دق بابي وسمعت كلامه فما تمالكت ان خرجت إليه وخلفه مثل الفالج فاتح فاه فكانما يريدني فقال اعطه حقه فلو قلت لا لابتلع راسي ومن ذلك ان أبا جهل جاء الى النبي صلى الله عليه واله ومعه حجر يريد ان يرميه به إذا سجد فلما سجد رسول الله صلى الله عليه واله رفع أبو جهل يده فيبست على الحجر فرجع فقالوا له اجبنت قال لا ولكن رايت بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه وهذا الحديث مشهور وفيه يقول أبو طالب رضوان الله عليه * افيقوا بني غالب وانتهوا * عن الغي في بعض ذا المنطق * وإلا فاني إذا خائف * بواثق في داركم تلتقي * تكون لعابركم عبرة * ورب المغارب والمشرق * كما ذاق من كان من قبلكم * ثمود وعاد فمن ذا بقى * غداة اتتهم بها صرصر * وناقة ذي العرش إذ تستقي * فحل عليهم بها سخطه * من الله في ضربه الازرق * غداه بعيص بعرقوبها * حسام من الهند ذو رونق * واعجب من ذاك في امركم * عجائب في الحجر الملصق يكف الذي قام من جبنه * الى الصابر الصادق المتقى * فايبسه الله في كفه * على رغم ذي الخائن الاحمق * وهذا مما يستدل به على صحيح ايمان أبي طالب عليه السلام بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله لما تضمنه قوله من اقراره بالله سبحانه واعترافه باياته وبالمعجز الذي بان لنبيه واخباره عنه بانه صابر صادق متقي ومن ذلك ان امراة سلام بن مسكين اتت بشاة قد سمتها الى النبي صلى الله عليه واله فقال لها ما هذا فقالت الطفتك بها وكان مع النبي صلى الله عليه واله بشر بن البراء بن المعروف فتناول النبي صلى الله عليه واله من الذراع (وتناول بشر فاما النبي صلى الله عليه واله فانه لاكها ثم لفظها وقال ان هذه الذراع) تكلمني وتزعم انها مسمومة وأما بشر فلاك البضعة ليبلعها فمات منها فارسل النبي صلى الله عليه واله الى المرأة فاقرت فقال ما دعاك الى هذا قالت قتلت زوجي واشراف قومي فقلت ان كان ملكا قتلته وان كان نبيا فسيطلعه الله على ذلك ومن ذلك ان صفوان بن امية وعمرو بن وهب الجعفي قالا من لنا بمحمد صلى الله عليه واله فقال عمرو بن وهب لو لا دين على لخرجت الى محمد حتى اقتله فقال صفوان علي دينك ونفقة عيالك ان قتلته فخرج حتى قدم المدينة فدخل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال انعم صباحا ابيت اللعن فقال النبي صلى الله عليه واله قد ابدلنا الله لها خيرا منها قال ان عهدك بها حديث قال اجل ثم اكرمنا الله بالنبوة ثم قال يا عمرو ما جاء بك قال ابني اسير عندكم قال لا ولكنك جلست مع صفوان ثم قص عليه الذي قال فقال عمرو والله ما حضرنا أحد وما اتاك بهذا إلا الذي ياتيك باخبار السماء وانا اشهد ان لا اله إلا الله وانك رسول الله ومن ذلك ان المدينة اجدبت فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه واله فرفع يديه الى السماء وقال اللهم اني سألتك فاعطيتني ودعوتك فأجبتني اللهم اسقنا غيثا مريا مريعا عاجلا غير رايث نافعا غير بايث نافعا غير ضار فمطر الناس للوقت وسالت الاودية وامتلأ كل شئ فدامت جمعة فاتى رجل فقال يا رسول الله غرقنا وانقطعت السير في اسواقنا فقال رسول الله صلى الله عليه واله حوالينا ولا علينا فانجاب السحاب عن المدينة وكان فيما حولها حتى حصلت السماء فوقها والسحاب ذلك فقال كل واحد منهم في نفسه آمنت إذا مضيت ان ياتي أحد غيري فيشعر بي فاجتمعوا باسرهم لاتفاق ما في نفوسهم ولما ازعجهم من التعجب لاستماع ما حيرهم واذهلهم فوقفوا الى الصباح فلما انصرفوا اجتمعوا ايضا وافتضح بعضهم عند بعض وجددوا العهد بينهم ثم عادوا حتى فعلوا ذلك عدة دفعات تطلعا الى سماع القرآن مع ما هم عليه من الاصرار على العناد وأما تعجب الجن منه فقولها * (انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا) سورة الجن.